بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة
والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد النبي الأمي
الكريم ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين
، وبعد:
فقد تكلمنا في الدرس السابق عن : التعريف بالإمام
تاج الدين السبكي .
وسنتكلم في
هذا الدرس عن : التعريف
ب كتاب
( جمع الجوامع ) .
يرجى لك عزيزي الطالب بعد دراستك لهذا الدرس
أن: [1] تعرف
بكتاب
«
جمع الجوامع » وسبب تسميته .
[2]
توضح ما أضافه كتاب
« جمع
الجوامع » لعلم
الأصول.
[3] تذكر
المدرسة التي ينتمي إليها كتاب «
جمع الجوامع » .
[
4 ]
تعدد
بعضاً من شروح كتاب «
جمع الجوامع » .
[
5 ]
تعدد
بعضاً من مختصرات كتاب « جمع الجوامع
» .
[ 6
] تعدد
بعضاً
من نظم كتاب «
جمع الجوامع » .
التعريف بكتاب ( جمع الجوامع )
يعتبر هذا الكتاب هو المصنف الرابع للتاج في علم
أصول الفقه ، وقد انتهى من كتابته سنة (760هـ) وله من العمر اثنتان وثلاثون
سنة.ويعد هذا الكتاب : متنًا مختصرًا في
أصول الفقه والدين ، قصد التاج
من تأليفه أن يجمع فيه خلاصة ما توصل إليه اجتهاده من آراء
ومسائل أصولية بعد أن بقر بواطن هذا العلم وامتلك زمامه، وأزاح اللثام عن معلميه: « منهاج البيضاوي
»، و«
مختصر ابن الحاجب »، هفا نفسه التَّوَّاق إلى إقرار الأمور قرارها، لتأليف يضمنه تحريراته،
ويهذبه عما يرد على غيره من المؤاخذات والزلل، فارتقى المرتقى الصعب الذي جعلته معلم حروب طاحنة دارت في ميدان
الأصول من بعده، وهكذا كُتِب ميلاد « جمع الجوامع
» .
وقد سماه التاج «
جمع الجوامع »؛ لأنه جمع فيه زُبدَة مسائل عِلمَي أصول الفقه والدين والسلوك ، فجاء الكتاب شاملًا وجامعًا لثلاثة علوم.قال التاج
-رحمه الله- واصفا صنيعه فيه: «... الآتي من فنَّيِ الأصول
بالقواعد القواطع، البالغ من الإحاطة بالأصلين مبلغ ذَوي الجد والتشمير، والوارد من زُهاء مئة مصنف مَنهَلا
يُروي ويَمير، المحيط بزبدة ما في شَرْحي على (
المختصر ) و( المنهاج
) مع مزيد كثير) .
وقال في خاتمة الكتاب: (وقد تم جمع الجوامع عِلمًا،
المسمعُ كلامُه آذانًا صمًّا، الآتي من أحاسن المحاسِنِ بما ينظره الأعمى مجموعًا جموعًا ، وموضوعًا لا مقطوعًا فضله ولا ممنوعًا، ومرفوعًا عن همم الزمان
مدفوعًا، فعليك بحفظ عبارته لا سيما ما خالف فيها غيره،
وإياك أن تبادر بإنكار شيء قبل التأمل والفكرة، أو أن تظن إمكان اختصاره، في كل ذَرة دُرة ... فدونك مختصرًا بأنواع المحامد حقيقًا، وأصناف المحاسن خليقًا، جعلنا
الله به {
مَعَ الَّذين أنعم الله
عَلَيْهِم من النَّبِيين وَالصديقين وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحسن أُولَئِكَ رَفِيقًا }(النساء:96)» .
ثناء التاج على كتابه «جمع الجوامع»
وقد أشاد التاج به كثيرًا، ومما قاله: (... وكان مما دعوت
لهوقد أشاد التاج به كثيرًا، ومما قاله: (... وكان مما دعوت لهالجفلى ، ولم ألف
غير ملب يبادر ويسارع، ورقيت به إلى سماء التحقيق فأنشد:
أَخذنَا بآفاق السَّمَاء
عَلَيْكُم ... لنا
قمراها
والنجوم الطوالع
وحشدت فيه فكري حتى فاض على الإناء، وناداه لسان الفكر « جمع الجوامع ».
طويت فكري فيه على همة سائرًا في نشر العلم سيرًا حثيثًا، وملأت داري منه
بمسودات أرى قديمها لكثرة ما أعاوده حديثًا، وشغلته أو شغلت نفسي فيه بما تنوع كلامًا
وأصولًا وفقهًا وحديثًا، وأيم الله، لقد استوعب مني كثيرًا من أوقات الفراغ، وأخذ من أقلامي وأفكاري ما كاد
يستفرغ مدد المداد والدماغ، وسمع من كلمي وحكمي ما ليس عند ذوي البلاغ بلاغ.
فلو كان ذا لسان لادعى أنه نفيس عمري ونخبة فكري، والذي شمرت فيه عن ساق
الجد وقد عدمت في الديجور أعوانًا على سهري) .
ما أضافه التاج لعلم الأصول
ومما ينبغي ذكره بعد هذا الكلام: أن التاج -رحمه الله -
بعد أن شرح ( المنهاج ) و( مختصر ابن
الحاجب )، واطلع على مكنون علومهما من ستر رقيق، ثم حرر
بحوثًا ودقق مباحث... لمح حاجة في نفسه لا غنى له من قضائها، وكأني به لم يتقبل أمرين في منهج دراسة هذا
العلم: أولهما: أن الكتابين
كلاهما عبارة عن اختصار لكتاب من كتب علم الأصول
، وهو يريد اختصارًا للعلم ذاته، فلئن لخص البيضاوي لباب (
الحاصل )
المختصر من ( المحصول )، ولخص ابن الحاجب
( مختصره
) من ( الإحكام )، فقد أبعد
المصنف الرمي إذ لخص في « جمع الجوامع » العلم ذاته من زهاء مئة مصنف.وثانيهما: ما رآه
يرد على عبارات المختصرين -وقد شرحهما وأدرك غورهما-
من اعتراضات، وما اطلع عليه مما فاتهما من مهمات... فلا مناص
من مصنف يُضمنه زبدة ما في شرحيه مع مزيد كثير.
ما اشتمل عليه كتاب «جمع الجوامع»
اشتمل الكتاب مقدمات، وسبعة كتب: أما المقدمات : فكانت في
تعريف أصول الفقه ، والحكم الشرعي
وما يتعلق به.والكتب السبعة، خمسة منها في مباحث الأدلة، وهي: الكتاب
الأول :
في القرآن .الكتاب
الثاني :
في السنة .الكتاب
الثالث :
في الإجماع .الكتاب
الرابع :
في القياس .الكتاب
الخامس :
في الاستدلال .الكتاب
السادس :
في التعادل والتراجيح
بين هذه الأدلة عند تعارضها.الكتاب السابع
: في الاجتهاد الرابط لها
بمدلولها، وما يتبعه من التقليد، وأحكام المقلدين، وآداب الفتيا، وما ضُم إليه من علم الكلام المُفْتَتَح بمسألة
التقليد في أصول الدين، المختتم بما يناسبه من خاتمة التصوف .
مميزات كتاب «جمع الجوامع»
[1] الاختصار الشديد للمسائل الأصولية بأسلوب بليغ وعبارة تدل على المقصود.[2] خلو الكتاب من
المباحث المنطقية والجدلية التي انتهجها بعض الأصوليين
قبله.[3] الاهتمام ببيان الخلاف في المسألة سواء أكان خلافًا لفظيًّا أم معنويًّا.[4] اشتمل على آراء تفرد بها بحيث لا نجدها عند غيره من علماء الأصول، وكان منها ما هو مثار جدل
الأصوليين فيما بعد.
ذلك: قوله
في تعريف الأصولي : (العارف بها -أي: دلائل الفقه الإجمالية- وبطرق استفادتها ومستفيدها )
.
ففي هذا التعريف، نجده جعل المعرفة بطرق الاستفادة جزءًا من مدلول
الأصولي، ولم يجعلها من مدلول الأصول ، وهذا أمر لم يسبق إليه فهو من انفراداته .
وهذا التعريف
أثار جدلًا بين العلماء بعده، فمنهم من وافقه عليه، ومنهم من اعترض عليه، حتى إن الشيخ إسماعيل الجوهر ي
، وضع مصنفًا خاصًّا على هذا التعريف سماه: « الكلم الجوامع في بيان مسألة الأصولي بجمع الجوامع ».
[5] جمع أغلب مسائل
الأصول التي ذُكرت متناثرة في ثنايا الكتب كما أشار
التاج في
بداية « جمع الجوامع » أنه صنفه من زهاء مئة مصنَّف.
[6] يعتبر كتاب « جمع
الجوامع » أحد متون خمسة في علم الأصول، حظيت باهتمام كبير من العلماء، وهذه المتون هي: [أ] «الورقات»،
لإمام الحرمين .
[ب] «مختصر ابن الحاجب» .
[ج] «منهاج الوصول
إلى علم الأصول»، للبيضاوي .
[د] «منار الأنوار»، لأبي البركات النسفي .
[هـ]
«جمع الجوامع» .
ويُعد «
جمع الجوامع » أحسن هذه المتون؛ لأن التاج تدارك ما في المتون التي سبقته من قصور،
وتحاشي تعقيداتها، ولم يضمّنه شيئًا من المنطق والجدل كما فعل ابن الحاجب في «
المختصر ».
المدرسة التي ينتمي إليها كتاب «جمع الجوامع»
هل كتاب «جمع الجوامع» من الكتب التي جمعت بين طريقتي
المتكلمين والحنفية؟ لقد شاع بين علماء الأصول أن «
جمع الجوامع » من الكتب التي جمعت بين الطريقتين، وما من كتاب يصنف الآن في تاريخ
أصول الفقه إلا ويدون فيه هذا، حتى صار من المسلمات.ومما ينبغي ذكره أننا لا نجد في كتب الأصول التي دونت
بعد التاج من ذكر هذا، اللهم إلا من العلماء المعاصرين، كالشيخ الخضري ،
وأبي زهرة، وخلَّاف، وزكي الدين شعبان، وبدران أبو العنين،
وعلي حسب الله ... وغيرهم.فمقولة جمع الكتاب بين الطريقتين مقولة محدثة من علماء محدثين معاصرين؛
لذلك خلت منها مقدمة ابن خلدون التي دون فيها تاريخ أصول الفقه ، كما
خلت منها الكتب التي ترجمت للتاج .
ويبدو أن سبب هذه المقولة ينحصر فيما يلي: [1] صرح التاج
في أول الكتاب أنه جمعه من زهاء مئة مصنف، ظنوا من ذلك أنه
كتاب جامع للطريقتين.
[2] ذكر التاج
بعض آراء الحنفية في بعض
مسائل الكتاب.
[3] ذكره بعض الفروع الفقهية التي استدل بها على القاعدة الأصولية كما هو
طريقة الحنفية .
[4]
الترتيب الذي اتبعه السبكي ، والنسق
الذي صنف عليه كتابه جعلهم يظنون أن الكتاب لم يُكتب على طريقة المتكلمين ولا على طريقة الحنفية، فلم يبق إلا أن
يكون جامعًا بينهما.
هذه أسباب انتشار مقولة جمع الكتاب
بين طريقتي المتكلمين والحنفية.
ويظهر لي -والله أعلم- أن هذه الأسباب ضعيفة لا يمكن أن تثبت بها هذه
المقولة التي انتشرت بين علماء الأصول المعاصرين، وذلك لما يلي: [1] المصادر المئة التي رجع إليها عند تأليف « جمع الجوامع » هي
نفسها التي رجع إليها في « الإبهاج »، و« رفع الحاجب
»، ولم يقل أحد إنهما جمعا الطريقتين.
[2] أن تاج الدين -رحمه
الله- صرح بأن « جمع الجوامع » قد
أودع فيه زبدة ما في شرحيه على « المنهاج » و« المختصر
»، فقال: (... الوارد من زهاء مئة مصنف منهلًا يُروي ويَمير،
المحيط بزبدة ما في شرحيَّ على «ال
مختصر» و«المنهاج» مع
مزيد كثيرٍ )، ومعلوم أن هذين الشرحين من الكتب التي صُنفت على طريقة
المتكلمين.
[3] ذكره بعض آراء الحنفية في بعض
المسائل القليلة ليس مبررًا للحكم على الكتاب بأنه جمع بين الطريقتين؛ ولأن ذكر بعض هذه الآراء قد حصل قبلُ في
شرحيه « الإبهاج »، و« رفع الحاجب
»، وهما مدونان على طريقة المتكلمين دون ريب، ولم يقل أحد
إنهما جمعا بين الطريقتين.
[4] ترتيب المسائل
في الكتاب يرجع إلى طريقة كل مؤلِّف في التصنيف، وبحسب ما يراه.
لهذه الأسباب وغيرها، مال صاحب كتاب « منهج الإمام تاج الدين السبكي في أصول الفقه » إلى القول بأن الكتاب مكتوب على طريقة المتكلمين ولا علاقة له بطريقة
الحنفية ، وذلك بعد عرض مبررات أصحاب هذه المقولة ورده عليها، وصرح بأن هذه
القضية لا زالت بحاجة إلى دراسة خاصة ومستفيضة .
منهج تاج الدين في «جمع الجوامع»
[1] استخدام الإيجاز والاختصار في المسائل التي ذكرها، وقد صرح -
رحمه الله - بذلك وهو يتحدث عن الجرح والتعديل فقال: (... وعبارتنا «جمع الجوامع » وهو
مختصر جمعناه في الأصلين ، جمع فأوعى... وهذا شأن كتابنا «جمع الجوامع » نفع
الله به.غالب ظننا أن في كل مسألة فيه زيادات لا توجد
مجموعة في غيره مع البلاغة في الاختصار) .وقال: (والكتاب شأنه الاختصار، والفرار من التكرار) .
الاختصار:
أسلوب في التأليف يرمي إلى قلة اللفظ ودقة العبارة مع الوفاء بالمعنى.قال الخليل بن أحمد
: (الكلام يبسط ليفهم، ويختصر ليحفظ).
[2] عند ذكره أقوال
العلماء في المسألة كان يبدأ بالقول الراجح في نظره، إلا إذا صرح في أثناء ذكر الأقوال بخلافه، وكان يرى أن
افتتاح المسألة بمذهب الخصم لا يحسُن؛ لأنه يوهم أن مذهبه هو الجادة.
الأول:
قوله في دلالة الأمر على المرة أو التكرار: (الأمر لطلب الماهية لا لتكرار ولا مرة، والمرة ضرورية، وقيل: المرة
مدلولة ،
وقال الأستاذ والقزويني : للتكرار مطلقًا، وقيل بالوقف) .
الثاني:
قوله وهو يتحدث عن حجية الحديث المرسل: (واحتج به أبو
حنيفة، ومالك والآمدي مطلقا، وقوم إن كان المرسِل من أئمة
النقل... والصحيح رده وعليه الأكثر، منهم:الشافعي،
والقاضي ) .
[3] ضمَّن
التاج كتابه معلومات كثيرة من كتب المتكلمين والمحدثين والفقهاء، ولم يقف عند
الموجود في كتب الأصول فقال: (... واعلم أني لم أقتصر في هذا الكتاب على الموجود في كتب الأصول، بل ضممت إليه
شيئًا كثيرًا من كتب المتكلمين والمحدثين والفقه، وشيئًا مجاوزًا للحد، مما سمح به الفكر، واستخرجه النظر، ووضعه
الفهم موضعه مما لم أُسبَق إليه)
.
[4] لم يتعرض
التاج لشيء من الخلاف والجدل المنطقي.
[5] لم يصرح -في
الغالب والكثير- بأسماء أصحاب الأقوال، وأحيانا كان يصرح بها لفائدة. قال -
رحمه الله : (...
ولربما أفصحنا بذكر أرباب الأقوال فحسبه الغبي تطويلًا يؤدي إلى الملل، وما درى أنا إنما فعلنا ذلك لغرض
تُحرَّكُ له الهمم العوال، فربما لم يكن القول مشهورًا عمن ذكرناه، أو كان قد عزي إليه على الوهم سواه، أو غير
ذلك مما يظهره التأمل لمن استعمل قواه)
.
ويفهم من ذلك:
أنه كان يصرح بأصحاب الأقوال؛ لأسباب: أولها: عدم شهرة القول عن المصرح به.
وثانيها: أن يعزى إليه قول لا يقول به والتحقيق خلافه.
وثالثها: تقوية القول الغريب .
<[6] كان
-رحمه الله- يختزل الأقوال بمعنى: جمعها في قول واحد يدل عليها، فيصرح بقول ما، ويطوي
ذكر بقية الأقوال؛ لإمكان فهمها واستخراجها من القول المصرح به، وقد صرح - رحمه الله - بذلك،
فقال: (... واعلم أنا أو غيرنا كثيرًا ما نطوي في حكاية المسألة المشتملة على مذاهب ذكر ثانيها، وكذا ذكر الأول
إذا لم يكن المختار؛ لدلالة لفظ الثالث عليهما)
.
ذلك: قوله
في حجية الإجماع السكوتي: (... أما السكوتي فثالثها: حجة لا إجماع، ورابعها: بشرط الانقراض).[7]
كان ينبه على نوع الخلاف في المسألة: هل هو خلاف لفظي، أو
معنوي ؟ وإن كان الأصل عنده أن لا يُعنى بالخلاف
اللفظي، ولا يذكره إلا لبيان لفظيته.[8] كان يذكر الأدلة في بعض المسائل، وقد بين سبب ذلك في قوله: (... فربما
ذكرنا الأدلة في بعض الأحايين، إما لكونها مقرَّرة في مشاهير الكتب على وجه لا يبين، أو الغرابة أو غير ذلك مما
يستخرجه النظر المتين).
[9] كان يبدأ المبحث
بتعريف المصطلح المتعلق به، حتى يبني مسائل الباب عليه، وفي ذلك يقول: (... وقد نثرنا مسائل الإجماع على الحد
أحسن نثر، واستخرجناها كلها من التعريف، على عادتنا في هذا الكتاب التي لم نسبق إليها، وهي البداءة بالتعريف ثم
استخراج مسائل الباب منه، بحيث يلوح لذي الفطنة اكتفاؤه بالتعريف عن النظر في تلك المسائل، لإمكان فهمه إياها
منه، ولا يبقى في إعادة ذكرها إلا فائدة التنصيص عليها، وحكاية الخلاف فيها، والتنبيه على قيود قد
تعتريها)
.
[10] لم يتعرض التاج
للتعريفات اللغوية.
[11] كان من عادته، الإشارة بلفظ (لو) إلى الخلاف الضعيف، فإن قوي الخلاف، صرح
به.
[12] لم يصرح التاج
في « جمع
الجوامع » بأسماء المصنفات التي رجع إليها تفصيلًا كما فعل
في مصنفه « رفع الحاجب »، ولكنه اقتصر على ذكر من استفاد منهم، ولا شك أن من ذكر هؤلاء العلماء نعرف مصاد رهم التي استقى منها مادة كتابه .
[13] اعتبر مباحث
الترجيح ومباحث الاجتهاد
ليست من علم الأصول ، وإن كان
الأصولي لا يسمى أصوليًّا إلا إذا كان عالمًا وخبيرًا بها، ومن ثم اقتصر في تعريف أصول الفقه على أنه:
دلائل الفقه الإجمالية .
[14] كان لا يمثل
لكل مسألة، وإنما يمثل إذا استدعى الأمر هذا. قال -
رحمه
الله - وهو يتكلم عن (لو): (وترد للتمني والعرض والتحضيض
والتقليل نحو: ولو بظِلف محرَق) .
فلم يمثل -
رحمه الله - هنا إلا التقليل
وعلل ذلك بقوله: (... وخصصنا هذه الصورة بالتمثيل لقلة من ذكرها، وكثرة استعمال الفقهاء والأصوليين لـ (لو) في
هذا المعنى)
.
من استفاد منهم الإمام تاج الدين في «جمع الجوامع»
[1] «
الإمام الرازي »: حيث صرح بالنقل عنه في حوالي خمسة وأربعين موضعًا.[2] « إمام الحرمين الجويني »: بلغ عدد النقول
عنه تسعًا وثلاثين موضعًا.[3] « القاضي أبو بكر الباقلاني »: بلغ عدد النقول
عنه خمسًا وعشرين موضعًا.[4] « الإمام الآمدي »:
ذكره في أربعة وعشرين موضعًا.[5] «والده الشيخ تقي
الدين »: بلغ عدد المواضع التي ذكره فيها اثنين وعشرين
موضعًا.[6] « الغزالي
»: ذكره في حوالي ثمانية عشر موضعًا.[7] « الإمام الشافعي »
ذكره في حوالي خمسة عشر موضعًا.[8] « الأستاذ أبو إسحاق
الإسفراييني »: ذكره في اثني عشر موضعًا.[9] « أبو إسحاق الشيرازي »: بلغ عدد النقول
عنه تسعة مواضع.[10] « ابن السمعاني »:
ذكره في تسعة مواضع .
اهتم علماء الأصول بكتاب «
جمع الجوامع » اهتمامًا كبيرًا، وظهرَت عنايتهم وحفاوتهم به، الأمر الذي جعل بعضهم
إذا وردت عليه مسألة أصولية ليست في « جمع الجوامع
» يقولون: (هذه مسألة لا أصل لها...)، ومن تعبيراتهم في ذلك:(قلنا لم نرها في « جمع الجوامع » فلا
أصل لها).ولا شك أن في هذا مبالغة
كبيرة.وذكر الشيخ ابن قاسم العبادي أن
من يرغب في شرح « جمع الجوامع » ينبغي أن يكون كامل الأهلية في الاطلاع والتدقيق لكافة كتب الأصول،
قديمها
ومتأخرها ؛ لترتاض نفسه في ذلك، ويقف على مقاصد هذا العلم.
ومن الأمثال العامية الموريتانية قولهم: إلِّ ما يَعْرَظ
ابن السُّبْك يقعد أحَذ أمِّ يبكِ .
ومعناه: من لا
يحفظ عن ظهر قلب « جمع الجوامع » لتاج الدين السبكي
ليس له إلا البكاء والجلوس في البيت.
هذا، ومن أهم شروحه ما يلي: [1] كتاب « اللوامع شرح
جمع الجوامع » للفقيه الحنفي عمر بن إسحاق بن أحمد الغزنوي سراج الدين الهندي ثم المصري (ت: 773هـ) ويعتبر هذا الكتاب أول شرح لـ« جمع الجوامع »،
ومؤلفه حنفي، والسبكي شافعي، وفي هذا دلالة على أهمية الكتاب عند جميع العلماء.
[2] كتاب «
تشنيف المسامع بشرح جمع الجوامع »، للإمام بدر الدين
الزركشي ، المتوفى سنة (794هـ).
[3] كتاب «
تشنيف المسامع بشرح جمع الجوامع »، لتلميذ التاج
وصاحب الأسئلة التي بنى عليها التاج كتابه «
منع الموانع » محمد بن محمد بن
خضر الأسدي الزبيري الدمشقي الشافعي، المتوفى سنة
(808هـ).
[4] كتاب « الغيث الهامع
شرح جمع الجوامع »، لولي الدين أبي زرعة أحمد العراقي
، المتوفى سنة (826هـ).
[5] كتاب «
البدر الطالع بشرح جمع الجوامع »، للعلامة جلال
الدين محمد بن أحمد المحلي الشافعي، المتوفى سنة
(864هـ).
والحق أن هذا الكتاب، أجل ما كتب من شروح على «
جمع الجوامع »؛ حيث إنه يتميز عن غيره بوثاقة ارتباطه بالمتن، وشدة عنايته بحل
ألفاظه، وهو شرح أشبه ما يكون بأسلوب المتون، ومن ثم نال شهرة واسعة.
[6] كتاب «
زوال المانع من شرح جمع الجوامع »، للإمام محمد بن
عمار المالكي ، المعروف بـ «ابن عمار»، المتوفى سنة
(844هـ).
[7] كتاب « الدرر
اللوامع شرح جمع الجوامع »، لشهاب الدين أحمد الكوراني القاهري الشافعي، المتوفى سنة (893هـ).
[8] كتاب «
إرشاد القانع بحل ألفاظ جمع الجوامع »، لعبد الله بن
سعيد البيدموري ، المتوفى سنة (833هـ).
[9] كتاب « البدر الطالع
في حل ألفاظ جمع الجوامع »، لأحمد بن عبد الرحمن الزليطي المالكي،
المعروف بـ « حلولو »، المتوفى
سنة (898هـ)، وقال حاجي خليفة: (ت895هـ) .
[10] كتاب «
شرح جمع الجوامع »، لعبد الوهاب بن
أحمد الشعراني الصوفي، المتوفى سنة (973هـ).
[11] كتاب «
البدر الطالع في حل ألفاظ جمع الجوامع »، للخطيب الشربيني
محمد بن أحمد، المتوفى سنة (977هـ).
[12] كتاب «
الترياق النافع بإيضاح وتكميل مسائل جمع الجوامع »، لأبي بكر بن عبد
الرحمن بن محمد الحسيني ، المتوفى سنة
(1341هـ).
[13] كتاب « البدر الساطع
على جمع الجوامع »، للشيخ محمد بخيت المطيعي
، المتوفى سنة (1354هـ).
[14] كتاب «
لمع اللوامع في توضيح جمع الجوامع »، لشهاب الدين أحمد
بن الحسن الرملي الشافعي ، المتوفى سنة
(844هـ).
[15] كتاب « النجم اللامع
شرح جمع الجوامع »، لنجم الدين محمد بن برهان الدين الكناني الشافعي ، المتوفى سنة (901هـ).
[16] كتاب «
الثمار اليوانع على أصول
جمع الجوامع »، للشيخ خالد بن عبدالله
بن أبي بكر الأزهري ، المتوفى سنة (905هـ).
[17] كتاب «
الآيات البينات »، للإمام أحمد بن
قاسم العبادي ، المتوفى سنة (994هـ).
الحواشي على شرح «جمع الجوامع» للجلال المحلي
أخذ شرح الجلال المحلي شهرة
كبيرة، وسارت به الركبان شرقًا وغربًا، واعتنى به كثير من الشيوخ ووضعوا عليه حواشي لإيضاح بعض عباراته، ومن أهم
هذه الحواشي: [1] « حاشية الإمام بدر الدين محمد بن محمد » تلميذ الجلال
المحلي ، أكثر فيها من الرد على انتقادات الكمال محمد بن أبي شريف .[2]
« حاشية
الكمال محمد بن محمد بن أبي شريف المقدسي »، المتوفى سنة
(906هـ)، والمسماة: « الدرر اللوامع بتحرير جمع الجوامع
»، وقد أكثر فيها من انتقاد الشارح.
[3] « حاشية على شرح المحلي على جمع الجوامع »، لمحمد بن أحمد الأنصاري، المعروف بـ « ابن خطيب الفاخرية
»، المتوفى سنة (893هـ).
[4] « حاشية على شرح المحلي »، لعيسى بن محمد
الحسيني الشافعي، المتوفى سنة (953هـ).
[5] « حاشية على شرح المحلي »، لأحمد
البرلسي المصري الشافعي ،
المعروف بالشيخ « عميرة »، المتوفى سنة (957هـ).
[6] « حاشية البناني
على شرح الجلال »، لعبد الرحمن بن
جاد البناني ، المتوفى سنة (1198هـ).
[7] « حاشية العطار على شرح الجلال »، لحسن بن محمد
العطار ، المتوفى سنة (1250هـ).
[8] « حاشية الباجوري على شرح الجلال »، لإبراهيم بن محمد
الباجوري ، المتوفى سنة (1276هـ).
[9] « حاشية على شرح المحلي »، لمحمد بن حسين بن
علي اللقاني ، المتوفى سنة (958هـ).
[10] « حاشية على شرح المحلي »، لأحمد بن محمد بن
علي الغنيمي ، المتوفى سنة (1044هـ).
التعليقات والنكت والتقريرات على «جمع الجوامع»
[1] «
تعليق على جمع الجوامع »، لمحمد بن محمد
المخزومي ، المعروف بابن ظهيرة ،
المتوفى سنة (861هـ).[2] « التعليق النافع
على جمع الجوامع »، أو: « النكت على جمع الجوامع »، لأحمد بن علي بن
حجر العسقلاني ، المتوفى سنة (852هـ).[3] « النكت على جمع الجوامع »، لعز الدين محمد
بن جماعة الكناني ، المتوفى سنة (819هـ).[4] « النكت اللوامع على المختصر، والمنهاج، وجمع الجوامع »، لعبد الرحمن
السيوطي جلال الدين ، المتوفى سنة (911هـ).
[5] « تقرير العلامة الشيخ عبد الرحمن الشربيني الشافعي » أحد شيوخ الجامع الأزهر، المتوفى سنة (1326هـ).
[6] « تقرير على جمع الجوامع »، لمحمد بن محمد بن
حسن الإمبابي ، المتوفى سنة (1313هـ).
[7] « تقريرات المالكي على
جمع الجوامع »، لمحمد بن علي المالكي ، المتوفى سنة (1356هـ).
شرح أجزاء من كتاب «جمع الجوامع»
[1] «
شرح عقيدة جمع الجوامع »، لأبي الفضل الغزي
(ت 935هـ).[2] « الكلم الجامع في بيان مسألة الأصولي في جمع الجوامع »، لإسماعيل بن
غنيمة الجوهري ، من علماء القرن الثاني عشر، وكان حيًّا سنة
(1165هـ).[3] « شرح خطبة جمع
الجوامع »، لمحمد بن قاسم (ت
1182هـ).[4] « حاشية على مقدمة
جمع الجوامع »، لمحمد بن علي الصبان (ت 1206هـ).[5]
« تقييدات على مسألة الأصولي في جمع الجوامع »، لعبد الله بن حجازي إبراهيم (ت 1227هـ).[6]
« القول
الجامع في الكشف عن مقدمة جمع الجوامع »، للشيخ
محمد حسنين مخلوف العدوي (ت 1351هـ).
حذَّر التاج السبكي من
اختصار هذا الكتاب، وقال: (... وبهذا تعلم أن من وقع في
وهمه أن يختصر هذا الكتاب بحذف القائلين وطرح أسمائهم، والاقتصار على ذكر أهل الخلاف، فقد فوَّت من أغراض الكتاب
غرضًا عظيمًا ولم يكن مختصرًا، بل مقتصرًا مبتّرا مبذّرا)
.وقال: (... إنا جازمون بأن اختصار هذا الكتاب متعذر، وروم النقصان منه
متعسر، اللهم إلا أن يأتي رجل مبذر مبتر...).
ومع هذا التحذير فقد أقدم على اختصاره بعض العلماء، هم: [1] الإمام جلال الدين
محمد بن عمر بن هبة الله الشافعي الحلبي (ت916هـ) في كتاب (
الابتهاج ).
[2]
شيخ الإسلام زكريا الأنصاري (ت
926هـ) في كتاب « لب الأصول » ، ثم شرحه في « غاية
الوصول إلى شرح لب الأصول »، وهو مطبوع
متداول.
[3] الشيخ محمود بن عمر
بن أحمد الباجوري (ت 1323هـ) اختصر « جمع الجوامع » في
كتاب سماه: « الفصول البديعة في أصول الشريعة »، وهو مطبوع.
نظم كتاب « جمع الجوامع » جماعة
من العلماء منهم: [1] الشيخ
شهاب الدين أحمد بن محمد الطوخي الشافعي (ت893هـ).[2]
الشيخ نور الدين أبو الحسن علي بن محمد الأشموني الشافعي (ت 900هـ) في كتاب سماه: « البدر اللامع في نظم جمع الجوامع »، ثم شرحه.[3]
الشيخ جلال السيوطي (ت
911هـ) نظمه في ألف وأربعمئة وخمسين بيتًا، وسماه: « الكوكب
الساطع نظم جمع الجوامع »، وشرحه في كتاب سماه: «
شرح الكوكب الساطع »، وقمت بتحقيقه وهو مطبوع متداول .[4]
عبد
الله بن أحمد بن أبي كثير الحضرمي الشافعي (ت925هـ) في كتاب
سماه: « الدرر اللوامع نظم جمع الجوامع ».
[5] الشيخ
عبد
الله بن إبراهيم بن عطاء الله الشنقيطي (ت 1235هـ).
[6]
عبد
الحفيظ بن الحسن بن محمد الحسيني العلوي (ت
1356هـ).
[7] الشيخ محمد بن أحمد
يورا ،
ويقع النظم في حوالي خمسمئة بيت، ضمنه أهم ما في « جمع
الجوامع ».
[8] السلطان
أبو المكارم عبد الحفيظ سلطان المغرب، في كتاب سماه: « الجواهر اللوامع في نظم جمع الجوامع »، (وهو مطبوع بالمطبعة المولوية في فاس سنة (1327هـ)).
لما عرف العلماء قيمة وأهمية كتاب « جمع الجوامع »،
قاموا بتدريسه وشروحه على طلبة العلم، وحثوهم على حفظه.قال الشوكاني
- رحمه
الله - ناصحًا طالب العلم: ( ... ثم يشتغل بفن أصول الفقه بعد أن يحفظ مختصرا من مختصراته المشتملة
على مهمات مسائله، كـ «مختصر المنتهى » أو « جمع الجوامع
» )
.وقال: (... من أنفع ما يستعان به على بلوغ درجة التحقيق في هذا الفن:
الإكباب على الحواشي التي ألفها المحققون على «الشرح
العضدي »، و« شرح الجمع
»...»...) .وقد أشار مؤلفه تاج
الدين إلى حفظه حين قال عن كتاب « منع الموانع »: (
ينتفع به حافظ جمع الجوامع ) .
بعض العلماء الذين حفظوا «جمع الجوامع»
[1] إبراهيم بن أحمد بن محمد المقدسي (ت 821هـ).[2]
عبد
الرحمن بن علي بن أحمد بن أبي بكر الشافعي (ت866هـ).[3]
محمد بن
أحمد بن محمد أبو المعالي ، المعروف بـ« ابن الخشاب »
(ت873هـ).[4] محمد بن أحمد أبو
الوفاء الغزي ، ويعرف بـ« ابن الحمصي »
(ت881هـ).[5] عبد الرحمن بن
سليمان بن داود بن عياد (ت 885هـ).[6] عمر بن حسين السراج العبادي (ت 885هـ).[7]
أحمد بن عمر الشهاب المقدسي (ت 890هـ).[8]
أحمد بن
أحمد القاضي ولي الدين السيوطي (ت 891هـ).[9] أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الشهاب الطوخي (ت 893هـ).[10]
محمد بن عبد الرحمن الدمياطي ، ويعرف بـ« ابن
سوله » (ت 892هـ).
مصطلحات ا لتاج في «جمع الجوامع»
استخدم - رحمه الله -
المصطلحات التالية: [1] الشيخ الإمام
: يقصد به « والده تقي الدين ».[2]
الشيخ :
يقصد به « أبا الحسن الأشعري ».[3]
الشيخ أبو الحامد : يقصد به « أبا
حامد الإسفراييني ».[4] الأستاذ
: يقصد به « أبا إسحاق الإسفراييني ».[5]
القاضي :
يقصد به « أبا بكر الباقلاني ».[6]
إمام الحرمين : يقصد به « عبد
الملك الجويني »، وأحيانًا يعبر عنه بالإمام ويقول: وقال
الإمام في «الإرشاد» .[7] أبو هاشم
: يقصد به « عبد السلام الجبَّائي المعتزلي ».
[8] البصري
: لم يلتزم التاج منهجًا معينًا بالنسبة لهذا المصطلح،
فأحيانًا يطلقه ويريد به: « أبا عبد الله البصري
»، وأحيانًا يطلقه ويريد به « أبا الحسين البصري
»، وقد اعتنى الشيخ جلال الدين المحلي بالمراد منهما أثناء شرح « جمع الجوامع »
.
[9]
الرازي :
يقصد به « أبا بكر الرازي ».
[10]
الإمام الرازي : يقصد به « فخر
الدين الرازي ».
[11] الإمامان
: يقصد بهما « إمام الحرمين » و«
الفخر الرازي ».
[12]
علماؤنا، أو أصحابنا، أو الفقهاء : المراد بهم « الشافعية ».
[13]
مشايخنا، أو أئمتنا، أو علماء السنة : يقصد بهم « الأشعرية ».
[14]
الحكماء : المراد بهم « الفلاسفة ».
[15]
إذا قال: «قال الأصوليون» ،
فالمراد بهم « المتكلمون ».
[16]
وإذا قال: «شرح المختصر» ،
فالمراد به كتابه: « رفع الحاجب ».
[17]
وإذا قال: «المختصر» ، فالمراد
به كتابه: « جمع الجوامع ».
[18]
وإذا قال: «الطبقات» ، فالمراد
به كتابه: « طبقات الشافعية الكبرى ».
[19]
وإذا قال: «شرح المنهاج» ،
فالمراد به كتابه: « الإبهاج ».
[أ] يعتبر هذا الكتاب هو المصنف الرابع للتاج في علم
أصول الفقه ، وقد انتهى من كتابته سنة (760هـ) وله من العمر اثنتان وثلاثون
سنة.
[ب] سماه التاج
« جمع
الجوامع »؛ لأنه جمع فيه زُبدَة مسائل عِلمَي
أصول الفقه والدين والسلوك ، فجاء الكتاب شاملًا وجامعًا لثلاثة علوم.
[ج] اشتمل الكتاب
على مقدمات، وسبعة كتب .
[د] بعض مميزات كتاب «جمع الجوامع» : [1] الاختصار
الشديد للمسائل الأصولية بأسلوب بليغ وعبارة تدل على
المقصود.
[2] خلو الكتاب من المباحث المنطقية والجدلية التي انتهجها بعض الأصوليين قبله.
[3] الاهتمام
ببيان الخلاف في المسألة سواء أكان خلافًا لفظيًّا أم
معنويًّا.
[4] اشتمل على آراء
تفرد بها بحيث لا نجدها عند غيره من علماء الأصول، وكان
منها ما هو مثار جدل الأصوليين فيما بعد.
[هـ] شاع بين علماء الأصول أن « جمع الجوامع » من
الكتب التي جمعت بين الطريقتين، وما من كتاب يصنف الآن في تاريخ أصول الفقه إلا ويدو ن فيه هذا، حتى صار من المسلمات ، وعلى العكس: ف
الكتاب مكتوب على طريقة
المتكلمين ولا علاقة له بطريقة الحنفية .
[و] من منهج الإمام تاج الدين في «جمع الجوامع» : [1] استخدام
الإيجاز و الاختصار في المسائل التي ذكرها .
[2]
عند ذكره أقوال العلماء في المسألة كان يبدأ بالقول الراجح
في نظره، إلا إذا صرح في أثناء ذكر الأقوال بخلافه .
[3] ضمَّن التاج
كتابه معلومات كثيرة من كتب المتكلمين والمحدثين والفقهاء،
ول م يقف عند الموجود في كتب الأصول .
[4]
لم يتعرض التاج لشيء من
الخلاف والجدل المنطقي.
[5] لم يصرح -في الغالب والكثير- بأسماء أصحاب الأقوال، وأحيانا
كان يصرح بها لفائدة.
[ز] بعض م
من استفاد منهم الإمام تاج الدين في «جمع الجوامع» : [1] «
الإمام الرازي »: حيث صرح بالنقل عنه في حوالي خمسة وأربعين موضعًا.
[2] «
إمام الحرمين الجويني »: بلغ عدد النقول
عنه تسعًا وثلاثين موضعًا.
[3] «
القاضي أبو بكر الباقلاني »: بلغ عدد النقول
عنه خمسًا وعشرين موضعًا.
[4] «
الإمام الآمدي »: ذكره في أربعة وعشرين موضعًا.
[5] «والده
الشيخ تقي الدين »: بلغ عدد المواضع التي ذكره فيها اثنين وعشرين
موضعًا.
[ح] من شروح «جمع الجوامع» : [1] كتاب «
اللوامع شرح جمع الجوامع » للفقيه الحنفي سراج الدين الهندي .
[2]
كتاب « تشنيف المسامع بشرح جمع الجوامع »، للإمام بدر
الدين الزركشي ، المتوفى سنة (794هـ).
[ 3 ] كتاب «
الغيث الهامع شرح جمع الجوامع »، لولي الدين أبي
زرعة أحمد العراقي ،
المتوفى سنة (826هـ).
[ 4 ] كتاب « البدر
الطالع بشرح جمع الجوامع »، للعلامة جلال الدين محمد بن أحمد المحلي الشافعي، المتوفى سنة (864هـ).
[ 5 ] كتاب «
زوال المانع من شرح جمع الجوامع »، للإمام محمد بن
عمار المالكي ، المعروف بـ «ابن عمار»، المتوفى سنة
(844هـ).
[ 6 ] كتاب « البدر
الطالع في حل ألفاظ جمع الجوامع »، للخطيب الشربيني محمد بن أحمد، المتوفى سنة (977هـ).
[ط] من مصطلحات الأعلام للتاج في «جمع الجوامع» : [1] الشيخ الإمام:
يقصد به « والده تقي الدين ».
[2]
الشيخ: يقصد به « أبا الحسن الأشعري ».
[3]
الشيخ أبو الحامد: يقصد به « أبا حامد الإسفراييني ».
[4]
الأستاذ: يقصد به « أبا إسحاق الإسفراييني ».
[5]
القاضي: يقصد به « أبا بكر الباقلاني ».
[6]
إمام الحرمين: يقصد به « عبد الملك الجويني »، وأحيانًا يعبر عنه بالإمام ويقول: وقال الإمام في
«الإرشاد».
[7] أبو هاشم: يقصد به « عبد السلام الجبَّائي المعتزلي ».