في ظلّ تقدّم المجلس الانتقالي الجنوبي، الساعي إلى انفصال جنوب اليمن، وسيطرته على مدينة عدن الساحلية التي كانت طوال عشر سنوات مقراً للحكومة المدعومة من السعودية والمعترف بها دولياً، تداول مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي، في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر 2025، مقطع فيديو زُعم أنه يوثّق قيام عناصر من قوات المجلس بطرد أسرة من منزلها في مدينة سيئون.
الفيديو نُشر على نطاق واسع عبر منصات متعددة، أبرزها حسابات قناة “المهرية” الداعمة لجماعة أنصار الله (الحوثيين) على فيسبوك وإنستغرام وتيك توكوإكس، محققاً آلاف المشاهدات والتفاعلات، إلى جانب صفحة “المشهد اليمني” وعدد من الحسابات والمنصات اليمنية. في المقابل، رافق النشر سيل من التعليقات التي شككت في صحة المقطع بوصفه “كذباً وتدليساً” على المجلس الانتقالي، مدعية أنه قديم ويعود لحادثة مختلفة.
للتحقق من صحة الفيديو، أُجري بحث عكسي أسفر عن العثور على أقدم نسخة منشورة بتاريخ 4 كانون الأول/ديسمبر 2025، ما يرجّح حداثة المقطع. النسخة نُشرت بجودة عالية عبر حساب يُدعى “عبدالرحمن برمان”. وبمتابعة التعليقات، برز حساب باسم “مرشدة الأسرة” أكد صحة الفيديو، مشيراً إلى أنه صُوّر في الثالث من الشهر السابق، وأرفق صورة للفتاة الظاهرة في المقطع.
وعند التواصل معها للحصول على معلومات إضافية، أكدت وقوع الحادثة، موضحةً أن الأسرة كانت تقطن منطقة القطن (المرور سابقاً)، وأن 21 أسرة أخرى غادرت المنطقة بعد اقتحامها. كما تم التواصل مع صحفي مستقل من سكان المنطقة، أكد بدوره صحة المقطع والتفاصيل كافة التي ذكرتها “مرشدة الأسرة”، مشيراً إلى أن التهجير تم على يد الحكومة الانتقالية.
كذلك، زوّدتنا جهات إعلامية محلية بمعلومات إضافية، شملت صورة للعائلة واسم والد الفتاة الظاهرة في الفيديو، وهو “فارس عوض”، الاسم الذي يُسمع في بداية المقطع المصوّر.
ورغم استمرار بعض الحسابات في نفي صحة المقطع والقول إنه قديم ويعود لسياق مختلف، فإن نتائج التحقق باستخدام المصادر المفتوحة، إلى جانب التواصل المباشر مع ناشطين وصحفيين على الأرض، تؤكد أن الفيديو حديث، وأن توقيته وسياقه المتداولين صحيحان.