
27 آب/أغسطس 2025
للمرة الأولى منذ عام 2011، عادت شبكة أريج (إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية) وجاهياً إلى العاصمة السورية دمشق، بعد قطيعة قسرية بسبب الحرب.
وفي الفترة من 25 إلى 27 آب/أغسطس 2025، نظمت أريج تدريباً مكثفاً استمر ثلاثة أيام حول الصحافة الاستقصائية، تخلله لقاء حواري مفتوح مساء يوم 26 آب/أغسطس.
جاء النشاط بالشراكة مع مؤسسة “نساء ربحن الحرب“، بهدف دعم الصحافة الاستقصائية وتدقيق المعلومات في سوريا خلال المرحلة الانتقالية. ومثّل أريج في التدريب واللقاء كل من المديرة العامة روان الضامن وعضو هيئة التحرير هدى عثمان.
استهدف التدريب الوجاهي 11 صحفية سورية من مختلف المحافظات، ( وتضمن 20 ساعة تدريبية حول آليات العمل الاستقصائي من اختيار الفكرة وصياغة الفرضية إلى التحقق من المعلومات والنشر. شاركت الضامن وعثمان في التدريب أيضاً، مؤسسة ورئيسة تحرير “نساء ربحن الحرب” ميس قات، الصحفية الاستقصائية الأريجية التي عملت على تحقيقات استقصائية عابرة للحدود في السنوات الماضية، والتي شددت على أن “هناك جيلاً كاملاً من الصحفيين والصحفيات في سوريا لم يتلقَّ أي تدريب صحفي أو يشارك في مؤتمرات، ما انعكس سلباً على مستوى الصحافة في بلد هو في أمسّ الحاجة إلى سلطة رابعة حقيقية”.
قالت الصحفية عروب حمود، إحدى المشاركات في التدريب، إن الورشة “جمعت صحفيات من مناطق مختلفة، وساهمت في تقارب وجهات النظر بيننا، الأمر الذي ساعدني على تعلم كيفية وضع نفسي مكان الآخر عند صياغة أي فرضية استقصائية”.
من جانبها، أكدت الصحفية رشا شيخ موسى أن التدريب “خطوة مهمة لأنه يشكل أرضية مشتركة تجمع الصحفيين السوريين بعد أن فرقتهم الحرب”.
أما الصحفية جاسنيت طام، فأوضحت أن “المرحلة الانتقالية في سوريا، ومع انفتاح المجال أمام الصحافة لممارسة دورها، تفرض ضرورة استغلال هذه الفرصة للعمل بمهنية، في ظل التطورات المتسارعة في البلاد، ما يجعل تمكين الصحافة الاستقصائية حاجة ملحّة اليوم”.
وتواصل الصحفيات تدريبهن ضمن برنامج “نواة سوريا” مع “أريج” و”نساء ربحن الحرب” رقمياً خلال أيلول/سبتمبر 2025 عبر ثلاث جلسات أونلاين، يتعلمن فيها مهارات البحث المتقدم، واستخدامات الذكاء الاصطناعي، وآليات إعداد وتقديم تحقيق صحفي ناجح، ليكن مؤهلات لاقتراح أفكار لتحقيقات استقصائية، ومؤهلات للمشاركة وجاهياً في ملتقى أريج الثامن عشر المقبل في عمّان.
وللمرة الأولى في دمشق منذ أكثر من 15 عاماً، عقدت روان الضامن لقاءً حوارياً مع مجموعة من الصحفيين والصحفيات السوريات. وأدارت الجلسة ميس قات.
شهد اللقاء الحواري حضور أكثر من 70 صحفياً وصحفية، حيث تناول المسيرة المهنية لروان الضامن، وآفاق عمل أريج في الوطن العربي عموماً وسوريا خصوصاً، إضافة إلى دورها في دعم الصحفيين/ات ومدققي/ات المعلومات. كما استعرضت الضامن مشاريع أريج التي تركز على دعم الصحفيات بشكل خاص، إلى جانب محاور تتعلق بتدقيق المعلومات وتطورات الذكاء الاصطناعي التوليدي وأخلاقياته.
كما ناقش المشاركون دور النساء السوريات في الصحافة الاستقصائية، وتبادلوا الخبرات حول التحديات والفرص التي تواجه العمل الصحفي في سوريا خلال المرحلة الانتقالية الراهنة.
وتدعم أريج تدريبات في الذكاء الاصطناعي التوليدي وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي على الأرض، بعيد تدريب مدربين من كل الوطن العربي، وسيدرب على الأرض في سوريا أكثر من 200 صحفي وصحفية كل من المدربين ميس قات وعبد الله مكسور خلال الأشهر المقبلة.
يذكر أن أريج من المؤسسات العربية الإقليمية القليلة التي حرصت على استمرار العمل مع الصحفيين/ات في سوريا، في الداخل، وفي المهجر طوال سنوات الثورة، ودعمت تدريباً مستمراً رقمياً وعن بعد للصحفيين في سوريا وفي المهجر، ودعمت إنتاج عشرات التحقيقات الاستقصائية من 2006 إلى 2025.