English version here
أداء و كتابة النص: الياس واكيم
خبيرة التجميل: الاسم محفوظ
تَصْحِيح لُغَوِي: سوسن نشاشيبي
تَصْوير العمل الأدائي: سيسيليا هاشول
مدّة العمل الأدائي: 5 ساعات
حيفا – فلسطين
تحدّي معايير الجَمال واستكشاف التّوقّعات الـ”غَير طَبيعِيَّة” والتي تَجْزِم لِما هو جميل هي المُحَفّزَات الرئيسية لهذا العمل.
يمكن لمفهوم الجمال أن ينعكس من خلال الألم عن طريق احدى ابسط الاعمال الانسانية المعروفة للبشرية، هي إزالة شعر الجسم، والتي تتم في العديد من الأساليب، احداها وأقدمها، بمساعدة العقيدة.
العقيدة والتي تُعرف أيضا بِحَلاوة الشَعر هي عملية يختار استخدامها الكثيرون ليبدو أكثر جاذبية للآخرين، سواء كانوا من نفس الجنس أم لا. إزالة الشعر تحمل جوانب رمزية عميقة تتجاوز فكرة وجود جسم أصلع. عن طريقها يستكشف المرء الجنسانية ويشير في كثير من الحالات الى الهوية الجنسية.
في هذا الأداء، المسمّى “العقيدة”، يتحدّى الفنان المحرّمات والتابوهات الموجودة التي تستند الى حقيقة استخدام العقيدة لدى الإناث وليس لدى الذكور. يتحدّى الفنان المفاهيم السائدة للأنوثة والذكورة، ومعايير الجمال وتوقعات المجتمع من الأنثى أو الذكر، والتي قد لا تتوافق مع تصوّر جندر الفرد لنفسه.
تألف الجمهور الذي حضر العمل الأدائي من شخصيات متنوعة ولكن هذا العمل الفنّي فهو يخاطب أساسا اي شخصًا تقليديًا ذو وجهات نظر تقليديّة حول الجمال في مجتمع تقليدي.
تم إزالة شعر جسم الفنان بالكامل من الصدر الى أخمص قدميه امام الحاضرات والحاضرين.
الشمع – سبب اختيار الفنان القيام بالعمل الأدائي على هذا النحو
حلاوة/سكر الشعر تعني العقيدة وايضًا المبدأ أو الحُكم الذي لا يُقبل التشكيك او الطعن به.
عندما قرر الفنان بالقيام بهذا الأداء، كان دافعه الرئيسي هو فهم شعور الألم من وراء ذلك، وتشريحه، وفهم ما يكمن وراءه وما يأتي بعده. لقد كان شعوره لا يوصف لرؤية رد فعل الجمهور. بدأت عملية إزالة الشعر ثلاث ساعات قبل الافتتاح ووصول الجمهور، وكان المقصود أن يتم بهذه الطريقة لتسنح للجمهور رؤية العمل دون الوقوف لفترة طويلة جدا.
عندما وصل الجمهور، كان جسم الفنان قد أزيل الشعر عنه تقريبا بالكامل مع بقع شعر متبقية. سوف تكون قادرا على رؤية ذلك من الصور المرفقة.
لم يتواجد الفنان وحده في هذا الأداء، كانت هناك معه شريكة مهمة للغاية، وهي خبيرة تجميل فلسطينية، والتي هي صاحبة صالون تجميل خاص بها. عندما سُئلت عن القيام بهذا الأداء فكان تعقيبها أنها لم تقم بإزالة شعر ذكر من قبل.
لقد كان مشهدًا مضحكًا وصادمًا لمشاهدة رد فعل الجمهور، وتأثرت مشاعر الفنان وفقًا لذلك. يقول الفنان عند البدأ في عملية إزالة الشعر فكانوا لوحده، وهو الآن في غرفة مليئة بالأشخاص الذين يشاهدونه وهو يزيل اشعر جسده بالكامل لأول مرة في حياته، والتي هي عملية مؤلمة للغاية، على ايدي خبيرة تجميل والتي لم يسبق ان فعلت ذلك على جسم ذكر.
يعتقد الفنان آن هناك علاقة متينة بين السكر والعقيدة، كل منهما يملي على الشخص اتباعها بطريقة او بأخرى، كلاهما يحدّ وفي الكثير من الأحيان كذلك يؤلم. كما يجد ان العلاقة بينهما تثير للدهشة، لأنه قادر على تحدّي كلا المفهومين في وقت واحد. تحديًا للعقيدة التي تملي على ان استعمال السكّر هو للنساء فقط، فهو تحدّى نفسه من خلال الشعر الذي على جسده، وكما تحدّى المشاهدين وقدرتهم على التحمّل وفي الوقت ذلك خارقًا كل من مفهوم الانوثة والرجولة.
تعليقات الفنان على الأداء:
الشعور بالإثارة والتشويق كان اول ما دفعني نحو القيام بهذا الأداء.
هذّه هي المرة الاولى في حياتي والتي سوف أقوم بإزالة الشعر عن جسدي بأكمله بمساعدة السكّر.
تأخذني الذكريات في ما يخص هذا الموضوع الى الطفولة حين كانت أمي وأختي تقومان بإزالة الشعر الواحدة عن الأخرى، كما أتذكر حين كانتا تحضران السكّر بالكامل على الغاز وكيف كانت والتي تطلب مساعدتي دوما بتحريكه.
حقيقة أن جسدي مشعر أساسا لم تزعجني.
لكني أتذكر ردة فعلي عندما كنت في الثانية عشر من عمري حين بدأت الاحظ شعيرات صغيرة تنمو على وجهي، ساقاي ويداي، على الرغم من أن ردة فعلي الاولية إضافة الى الوعي لذلك فكانت مصحوبة بالصدمة، الا انني لم ارغب ابدا في إزالة شعر جسمي.
في عصرنا الحديث هنالك شعور على أن معايير الجمال الحالية تجزم على ان الاجسام الخالية من الشعر هي الخيار الوحيد المتاح للتماشي معها. فإذا قمنا بالاطلاع على اجسام شخصيات الرياضيين مثلا والتي نراها غالبا عالية من الشعر تماما، كذلك النساء المتحولات (من ذكر الى أنثى)، فإننا لا نرى العديد من الاجسام المشعرة.
من خلال رؤية الناس، والتي اكن لها احتراما خاصا، خصوصا اللا-مشعرانيين منهم، جعلتني أشك في نفسي وفي قراري بعدم إزالة الشعر عن جسدي. أتذكر نفسي في احدى شكواتي لوالدتي حول الموضوع، بنغمةٍ غاضبة ومليئة بالاحباط واثقا على ان المحادثة سوف تتحول الى شجار بطريقة او باخرى. بدلا من ذلك، طلبت مني أن اهدأ من روعي وانتظر، اختفت عن الأنظار للحظات وعادت ومعها البوم من الصور القديمة. احتوى الالبوم صور لخوالي وأعمامي ومجموعة من اصدقائهم والتي تم التقاطها على الشاطئ، صور تم التقاطها قبل أكثر من عشرين عاما، وأوضحت لي أنه خلال تلك الفترة من الزمن، كان الرجال المشعرانيون يفتخرون بذلك ويرونه كرمز للبلوغ والانتقال من مرحلة المراهقة نحو مرحلة الرجولية.
في تلك اللحظة، ابتمست ابتسامة عريضة وانا اتصفّح صور الالبوم صورة بعد الأخرى وقررت تقبّل الموضوع تماما مع نفسي، ليس فقط بسبب الصور، ولكن بسبب حقيقة الامر آنني ادركت لحظتها أن تقبّل جسد الآخر ليس هو ما علي أن افهمه، إنما بتقبّل جسدي أنا قبل أي جسد آخر.
عن الياس واكيم:
ولد الياس واكيم في قرية ترشيحا، الجليل الأعلى، في فلسطين. يجمع الفنان في عمله بين الرسم، النحت، التصوير وفن الفيديو في اعمال تركيبية وأداء حي، لتقديم ما يمر به في حياته وتنوّع الهويات المختلفة التي نشأ معها في مسيرته. حائز على اللقب الاول في الفنون الجميلة منذ ٢٠١٥ في القدس، ولقد اشترك في العديد من المعارض الجماعية كمعرض “وَلَيْسَ الذَكَرُ كالأُنْثَى”، صالة عرض جمعية أصوات، حيفا. “المشي على جليد رقيق”، صالة عرض دار الكرمة، حيفا. “بعد السماء الأخيرة”، بالهاوس نانيشتراسي، برلين. “مهرجان الأفلام الميم”، مدريد. “غزة على بالي” صالة عرض وايلد بروجكت، نيويورك. “كم كان الوادي اخضر”، مركز وايت بوكس للفنون، نيويورك. وكما نظم معارض فردية ك”ضمان الجودة” في جامعة كوبر يونيون قسم الفنون في نيويورك. بالإضافة الى ذلك قام بإلقاء محاضرات عدة ك”الوجود هو المقاومة: أدوار الفن والجندر باختبار دراج كوين فلسطينية” في جامعة هارفارد وجامعة ماستشوستس. كما وقد اشترك في اول مؤتمر لجماعة الميم العربية “سياسات الجنوسة وتخيلات ناشطين من الشرق الاوسط ودول شمال افريقيا” في جامعة براون. يقيم اليوم الفنان ويعمل في مدينة حيفا.
تابعو اعمال الياس واكيم عبر حساب الانستغرام هنا