بقلم: محمد نصرالله
العمل الفني: لينا أ.
هذا المقال من ملف ‘يا ليل يا عين’ – هيكل العدد هنا

في يوم توزيع البريد على اللاجئين في أحد مخيمات اللجوء في هولندا، يقوم طالبي اللجوء بتنظيم حفل راقص بشكل شهري في الخفاء، تمكنت من مقابلة ثلاث أشخاص من الحفلة الراقصة، رح نحكي عن خفايا هي الفعالية الكويرية من وجهة نظرهم، مهند شاب عشريني سوري طالب لجوء في هولندا والشخص التاني هو تيم، كمان طالب لجوء سوري في هولندا، أما الشخص التالت فهو عماد طالب لجوء أردني في هولندا. الهدف من الحديث مع الأشخاص هدول هو التركيز على موضوع الرقص وعلاقته بالحياة في فترة طلب اللجوء خصوصا في المخيم وعلاقته بالصحة النفسية داخل المخيم. وكيف بيختلف الرقص الشرقي ودلالاته بين الشرق والغرب وبين داخل وخارج المخيم. 

مهند

ممكن تعرفنا عن حالك وتحكيلنا عن علاقتك بالرقص وشو بيمثلك؟
مرحبا، أنا مهند أو فيك تناديني هنادي اللي بريحك، عمري ٢٥ سنه، من سنتين جيت على هولندا و قدمت لجوء، من أول ما وصلت على هولندا وبدأت ادور على دوائر المجتمع الكويري، ولحسن الحظ تعرفت على عدد جيد من الناس اللي بتشاركني اهتمامات معينة وميولي الجنسية وهويتي الجنسية. هون بالمخيم (مركز استقبال طالبي اللجوء) صرنا نمارس نشاطاتنا خصوصا النشاطات الترفيهية سوا وأهمها الرقص… طبعا الرقص أو الرقص الشرقي من أيام ما كنت بسوريا كان من أهم نشاطات ال”سيلف كير” اللي كنا نعملها أنا ورفقاتي بالسر أو ضمن الحفلات الكويرية الخاصة. بالنسبة الي لولا الرقص كان بفقع…. عشان هيك أنا والكويرز العرب اللي بالمخيم نظمنا فعالية أسبوعية بحيث بنحتفل وبنرقص مرة كل أسبوع بنجتمع بصالة صغيرة وبنحط أغاني شرقي او روبي وهيفا ونانسي وبنرقص.


يعني ما بتحب ترقص لحالك؟
لا ما بحب أرقص لحالي، بالنسبة اللي الرقص هو نشاط جماعي ورابطة قوية بيني وبين الناس، كمان بس نرقص سوا بصير نوع لزيز من المنافسة والكيد، إنه مين رقصها أحلى ومين حركتها أخف ومين مغرية أكتر ومن هالمسخرة، وبنفس الوقت كمان بس نرقص سوا بنكسر حواجز بيناتنا وبنتعرف عبعض أكتر، خصوصا بس حد كوير جاي جديد عالمخيم بس يجي عالحفلة بتعرف علينا بشكل أسهل، فانه اه أنا بفضل أرقص ضمن مجموعة.


طيب بعيد عن جو الحفلات الخاصة، بتحب ترقص في النوادي الليلية او الكلابز؟ 
هلأ في هولندا لا مستحيل أرقص شرقي أو بشكل مايع أو بشكل انطلاقي في نايت كلاب إلا إزا كان للستريت (نوادي ليلية للغيرين)، بال غاي كلاب (النوادي الليلية للمثليين) إزا برقص شرقي بنضرب سوقي وبعايروني إني “خالصة” زي ما عملو مع رفيقي لما خلع رقص ومن بعدها صاروا ينادوه فيفي. فيا إما برقص في حفلة خاصة أنا ورفقاتي يا برقص بستريت كلاب.

يعني بتاخد راحتك بين الستريت أكتر؟
لا الشغلة مو هيك يا حبيبي، بسوريا كنا نتخلصن بالحفلات ال غاي وبناخد راحتنا عالاخر وبالستريت كلاب كنا نخاف نعمل أي شي يبين إنه إحنا غاي، حفلات الغاي بسوريا كانت حفلات سرية وكنا نفرغ طاقة بالحفلات وننبسط من قلبنا، اما حفلات الغاي بأوروبا إلها معنى مختلف، هي حفلات للتزبيط والمفاخرة بالرجولة والخشونة وعرض العضلات.

كيف وضع حفلات الرقص في المخيم؟
حفلات الرقص حلوة ولزيزة وبنفك عن نفسنا فيها، بنكسر حواجز خصوصا مع الناس الجداد، وبالنسبة الي هي كمان وسيلة لنتعرف على بعض أكتر. الرقص بكسر الحواجز وبقربنا من بعض أكتر، لكن الموضوع لا يخلو من الأشياء التانية متل إنه كتيير بنكون حذرين إنه باقي سكان المخيم ما يحسو شو عم يصير جوا وإلا بوصمونا بالخولات وبصيرو يستقوو علينا… الرقص بالنسبة لكتير ناس انعكاس للجنسانية خصوصا للذكر اللي برقص، فبصيرو يحللو فيه بناءا على رقصه وصراحة صراحة أنا برأيي في منه، وشو المشكلة؟

ممكن ترقص لحد؟
إيه ممكن، كنت أعملا زمان، عملتها كزا مرة، كنت أرقص للشخص قبل ما نعمل جنس بس هاد الحكي زمان لما كنت مراهق وتجاربي الجنسية كانت مع ناس يحبوني لأني ولد ناعم قريب للأنثى، لكن هلا الوضع اختلف فصرت أدعي الخشونة لينجذبو الي الشباب أكتر كوني هلا بطلت مراهق صغير وظاهرة علي ملامح الذكورة يا حسرة، ف إيه جوابا على سؤالك إيه، كنت أرقص للحد كنوع من الإثارة القبلية وإضافة بعض التوابل للجنس. 

كيف تعلمت الرقص ومين راقصتك المفضلة؟
تعلمته لحالي من وأنا صغير، تعليم ذاتي يعني، راقصتي المفضلة هي الراقصة دينا، بموت بحركاتها وتعابير وجهها وهي بترقص. 

العمل الفني: لينا أ. صمم هذا العمل الفني والمبني من دعوات حقيقية في مخيمات اللجوء باللغة الهولندية

عماد

مرحبا عماد ممكن تعرفنا على نفسك؟
أنا عماد، عمري ٢٩ وإجيت هون جديد وطلبت لجوء في بداية سنة ٢٠٢١، حاليا أنا مكتأب ومش كتير جاي عبالي أعرف عن نفسي بس باختصار أنا كوير أردني فلسطيني والرقص مش من أكبر هواياتي بس بشارك وبرقص لما يكون في ناس وأكون متحمس. 

بتحب ترقص لحالك؟ شو بيعنيلك الرقص؟ شو رأيك بحفلة المخيم؟
ما بحب أرقص لحالي، لأني بالأساس ما بحب أعمل نشاطات مسلية لحالي، بحب الرفقة أغلب الأحيان بس
بالحفلة اللي رحتها بالمخيم ما حسيت انه جاي عبالي جد أرقص، ما بعرف بس الجو العام مش مريح وكمان بتشوف انه الموجودين جايين عشان يفرغو الضغط النفسي اللي عندهم من مشاكل نفسية متعلقة بانتظار قرارات المحكمة وغيرها من الضغوط النفسية اللي بتعرضلها طالب اللجوء. 

كيف كانت علاقتك بالرقص بالدولة الأم؟ كنت ترقص قدام أشخاص ستريت؟
أنا بالنسبة اللي النوادي الليلية بالأردن كانت كلها ستريت ف مش عنجد حضرت حفلات بدون ستريت بس ما اختلف علي شي، كنت باخد راحتي بالنوادي الليلية وكنت أتعمد أرقص أكتر بشكل أنوثي بالنوادي الليلية الستريت عشان هالشي بحميني من أي سوء تفاهم ممكن يصير وراح يزيل التوتر اللي الشباب بحسوه تجاه بعض كونه كل واحد بكون خايف عصاحبيته، ف أنا كنت أفكها عالآخر وأخلي الكل يعرف اني منيك عشان محدش يحس بالتنافسية معي ويخاف عصاحبيته مني…. ف الرقص الشرقي بالنوادي الليلية كان حماية اللي والشباب الستريت كانو يرتاحو بس أحكي مع صاحباتهم أو أرقص معهن، إنه زي أختهم أكون. 

شو طبيعة مشاعرك تجاه حفلة المخيم؟ 
بس تعليق بسيط، حفلات الرقص ممكن تكون عم تنعمل عشان يتبيض الوجه فيها، عشان إدارة المخيم تبين بأزهى صورة وتبين الراعي الرسمي للمثليين، كونه إحنا  سوبر ستارز هون، وما ننسى إنه تم رفض فعاليات تانية متل فعالية عرض ومناقشة الأفلام الكويرية؟ بحس وافقو عفعالية الرقص لأنه رح يكون إلها صدى أكبر من فعالية عرض ومناقشة أفلام. 

تيم

كيفك تيم، كيف بتحب تعرفنا عن حالك؟
أنا تيم، شاب سوري عمري ٣٠ سنه، كمان طالب لجوء في هولندا وأنا زميل مهند بالغرفة هههه، بتقدر تحكي إني بنتها لهنادي، هنادي هي الأم الروحية الي وهي معلمتي هون و خصوصا في حياة الغاي ب هولندا… أول ما وصلت كنت كتير متوتر ومتقوقع ع حالي، بس لما تعرفت عناس بالمخيم من مجتمع الميم صرت منفتح أكتر وصرت أكتر انطلاقا، مهند أخدني عشي هون بالمخيم اسمه lgbt cafe هاد نشاط أسبوعي بنجتمع فيه وبغير جو وبنرقص كمان.

بتحب ترقص لحالك أو بتفضل ضمن مجموعة؟
هلأ ما عندي مشكلة ارقص لحالي، بالعكس بتسلى كتير وباخد راحتي بس الرقص ضمن مجموعة اله نكهة خاصة، خصوصا إني لسا جديد ب جو الكويرز ف الشي جديد بالنسبة اللي إني انطلق قدام ناس متلي متلهم عنا تقريبا اهتمامات متشابهة.

طيب بالنسبة للحفلات في النوادي الليلية، بتحب ترقص فيها؟
هلأ انا من لما جيت هون كانت كورونا مبلشة وما رحت حفلة هون بهولندا، لكن بلبنان كنت روح عحفلات بوش وكنت كتير انبسط، كنت أنا فراشة السهرة، الكل يحب يجي يرقص معي لكن المزعج بالموضوع هو إني ما كان يجيني اهتمام غير اهتمام أخوي، كان الكل يعتبرني اختهن، ما كان حد يجي يتعرف علي لأنه معجب فيني، لكن رفقاتي اللي كانو ما يرقصو شرقي ويتصنعو الرجولة كان سوقهم منيح ومعجبينهم كتار.

بيفرق معك إزا عم ترقص شرقي بين ناس ستريت او كوير؟
نهائيا ما بيفرق معي، أنا من يوم م تركت سوريا تركت اهتمامي بحكي الناس ورأيهم ورا ضهري، يعني دخيلك اللي بيخسر بلده بضل يهمه حكي الناس؟! ف جوابي هو إنه ما بيفرق معي وأخر همي الناس شو تحكي.

كيف بتشوف حفلات الرقص بالمخيم؟
ظريفة وحلوة لكن ما بحبها صراحة، بروح لإنه هاد اكتر شي مسلي حاليا، وكمان فكرة انه بالحفلة بكون موجود المنظمين وموظفين المخيم فكرة ما بتريحني، يمكن عم اكون حساس شوي بس بشوف نظرة شفقة بعيونهم، زي كإنهم عم يقولولنا ارقصو حبيباتي ارقصو يا مساكين يا مقموعين ههههه، بتخيل بالحفلة لازم يكون موجود فقط من يريد أن يحتفل، بدون وجود موظفين عم يتفرجو علينا زي م نكون بدار أيتام وبنحزن.

ممكن ترقص لحدا؟
لا مستحيل، لشو أرقص لحد وهو يضل قاعد دخيلك؟ شو جاريته ليكون، إنه مافي عيب بالموضوع بس بحس إزا رح أرقص لحد وهو يكون قاعد وبتفرج ف عالأغلب هو ما بده يقوم يرقص لأنه بيعتبر الرقص عيب للشباب وبقلل من قسمة الشب، فلا ما رح أعطي حد فرصة ليحس حاله أحسن عن طريقي.

كيف تعلمت الرقص ومين راقصتك المفضلة؟
تعلمته بالبيت، اخواتي البنات أكبر مني فأنا كنت الأخ الصغير اللي ملزق فيهن وكنت بس يرقصو أرقص معهن، راقصتي المفضلة هي فيفي عبده، بتعطيني أمل بالحياة وبس أتفرج عليها بحس بالفرح والبهجة، بحس لازم يكون اسمها بهجة عبدة.


الرقص الشرقي يلي بيكون وسيلة للتفريغ والتكيف مع ضغوط الحياة داخل المخيم، صار عار في ملاهي هولندا المثلية غير المرحبة بالأنوثة، داخل المخيم تتم الحفلة على الرغم من قيود إدارة المخيم، على الأغلب لمصالح تلك الإدارة في الترويج لنفسها كمساحة منفتحة وأمنة للاجئين المثليين، بينما كان بعض اللاجئين يرقصون بكل راحة في بلادهم الأم حتى أمام الأشخاص الستريت أحيانا، ومع عشيقات الرجال في الملاهي الليلية بصفتهم “خواتهن”، صار الرقص في المخيم أمام تحديق موظفي المخيم بشكل غير مريح للاجئين، لكنها تبقى الفعالية الأكثر تسلية في المخيم وشكل من أشكال العناية بالنفس والترفيه ومواجهة ضغوط عملية طلب اللجوء.