ستمر الحكومة المحلية في إقليم كردستان العراق في ارتكاب انتهاكاتٍ جسيمة للحقوق المدنية والإنسانية للمواطنين وبضمنهم ناشطي المجتمع المدني، الصحفيين، الأكاديميين، والمحتجين. يوثق مركز الخليج لحقوق الإنسان تلك الانتهاكات في تقريره الدوري هذا والتي حصلت خلال الاشهر الثلاث الماضية، ويدعو السلطات المحلية إلى العمل الجاد على احترام الحريات العامة وبضمنها حرية التعبير، حرية التظاهر السلمي، وحرية الصحافة.

اعتقال منظم تظاهرات جامعية

بتاريخ 13 مايو/أيار 2022، تم اعتقال التدريسي بجامعة السليمانية زنكين أبابكر من قبل القوات الأمنية بمدينة السليمانية، وذلك بالقرب من منزله، بتهمة تنظيم التظاهرات الجامعية (الصورة الرئيسية). ضمت التظاهرات الاساتذة ومنتسبي الجامعة، بسبب تأخر رواتبهم واهمال حقوقهم من قبل الحكومة المحلية. يذكر أن أبا بكر قد قام بإغلاق المدخل الرئيسي للجامعة داعياً منتسبيها لمقاطعة الدوام. لقد تم الافراج عنه بعد مرور يومين على اعتقاله. إنه يستخدم صفحته على الفيسبوك للتعبير عن آرائه الشخصية والدفاع عن سجناء الرأي في إقليم كردستان.

 اعتقال طبيب بسبب تعبيره عن آرائه

 بتاريخ 24 أغسطس/آب 2022، تم احتجاز الدكتور هزار معروف، أخصائي الجملة العصبية، في مركز شرطة أزمر، بسبب شكوى رفعتها ضده مديرية صحة محافظة السليمانية، على إثر مقالٍ له نشره عبر فيه عن آرائه حول ما يجري في مستشفى السليمانية التعليمي. لقد تم الإفراج عنه بكفالة بعد احتجاز دام عدة ساعات، بانتظار المحاكمة حيث وُجهت له تهمة مزعومة هي التشهير.

اعتقال عدد من ناشطي المجتمع المدني لدورهم في المظاهرات

في 22 أغسطس/آب 2022، اعتقلت القوات الامنية بمدينة أربيل خمسة من نشطاء المجتمع المدني وهم كل من، صابر زندي، ليزان بكر، هاورىَ كوردى، هوكر بيربال، ومراد ساليى، بتهمة تنظيم تظاهرات شعبية والمشاركة فيها تنديداً للهجمات التركية على المدنيين والسواح، ومنها الهجوم الذي حصل في 20 يوليو/تموز2022، عندما استهدف قصف مدفعي شرس منتجعاً سياحياً في قرية برخ الواقعة في قضاء زاخو بمحافظة دهوك، أسفر عن مقتل تسعة مواطنين وجرح أكثر من 23 شخصاً بينهم نساء وأطفال.

بعد مرور يوم واحد تم الإفراج عنهم جميعاً، عدا مراد ساليي الذي أطلق سراحه في 16 أغسطس/آب 2022 وذلك بعد 25 يوماً من الاحتجاز، في حين أن مصير هوكر بيربال لايزال مجهولاً.

بتاريخ 15 أغسطس/آب 2022، ألقت القوات الامنية في قضاء زاخو القبض على ناشط المجتمع المدني خورشيد فرج كولى  بعد اتهاماتٍ أقامها ضده أحد مسؤولي الحزب الديمقراطي الكوردستاني في زاخو، علي عوني، بسبب استخدامه صفحته على الفيسبوك لانتقاد آراء قادة الحزب الديمقراطي الكردستاني حول الحجاب وغيرها من المواضيع. تم أطلاق سراحه بكفالة بعد يومين من اعتقاله بانتظار تحديد تاريخ لمحاكمته. كولي هو مدافع معروف عن التقاليد الاجتماعية للشعب الكوردي، إضافة إلى كونه أحد مناهضي الفساد المستشري في الإقليم.

في 06 يوليو/تموز 2022، القت القوات الامنية في قضاء زاخو القبض على ناشط المجتمع المدني خاكفين محمد كولي (الصورة على اليسار) بناءً على الدعوة القضائية المرفوعة ضده من قبل أحد مسؤولي الحزب الديموقراطي الكوردستاني بسبب نشره انتقاداته للمسؤولين المحليين وسوء ادارة الإقليم من قبل الحكومة المحلية.  الجدير بالذكر أنه قبل شهرين من اعتقاله، قامت القوات الامنية بإلقاء القبض على والده محمد كولي وسجنه لمدة سبعة أيام بسبب انتقاداته لحكومة الإقليم وادعاءاته بالفساد فيها.

بتاريخ 10 يونيو/حزيران 2022، اعتقلت القوات الامنية بمدينة السليمانية عدداً من ناشطي المجتمع المدني والمتظاهرين الذين شاركوا في تجمعٍ سلمي ضد الاعتداءات التركية على اراضي اقليم كوردستان العراق، وكان من بين المعتقلين ثلاثة من أعضاء حركة الحرية للمجتمع الكوردستاني (تةفكةرى ئازادى) وهي حركة سياسية. كان أحد المعتقلين الثلاث المحامي مصطفى عمر رشيد. بعد مرور تسعة ايام تم الافراج عن جميع المعتقلين بكفالة.

 في ليلة 03 يونيو/حزيران 2022، داهمت قوة مكافحة الارهاب منزل ناشط المجتمع المدني محمد كانبي حسن عبد الله الواقع في محلة نوروز بمدينة أربيل، وقامت بخطفه امام أنظار أسرته. بعد مضي يومين من اعتقاله، أي بتاريخ 05 يونيو/حزيران 2022، أبلغت أسرته من قبل هذه القوة بانه ابنهم قد فقد حياته داخل زنزانة السجن، وطلبوا منهم استلام جثته من دائرة الطب العدلي بالمدينة. يعمل والده كانبي حسن لدي القوات الأمنية التي يقودها الحزب الحاكم الآخر وهو حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني.

 في 18 أبريل/نيسان 2022، أصدرت محكمة جنايات اربيل الحكم على ناشط المجتمع المدني نيجيرفان ذنون عباس (الصورة في الوسط) بالسجن لمدة سنتين بتهمة نشر التعليقات والآراء المناهضة لحكومة إقليم كردستان والحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم على وسائل التواصل الاجتماعي، بالرغم من أن آراءه تركز على مناهضة الفساد. لقد تم اعتقاله في بداية شهر أكتوبر/تشرين الاول 2021 بمحافظة دهوك.

 بتاريخ 10 أكتوبر/تشرين الأول 2021، ألقت القوات الامنية القبض على ناشط المجتمع المدني ريزوار أسعد (الصورة على اليمين) في قضاء جومان التابع لمحافظة أربيل، ولم يفرج عنه لحد الآن. الجدير بالذكر أنه تم إخفاؤه قسرياً لمدة شهرين بعد اعتقاله، بعدها أعلمت أسرته من قبل القوات الامنية بأنه محتجز عندهم. لم تتم إحالته إلى محكمة مدنية او الموافقة على الافراج عنه بكفالة.

 خمسة من نشطاء المجتمع المدني في اضرابٍ عن الطعام مطالبين بإطلاق سرحهم

بتاريخ 16 مايو/أيار 2022، حكمت محكمة الجنايات بمدينة أربيل على خمسة من نشطاء المجتمع المدني، من ناحية شيلادزي في محافظة دهوك، بالسجن لمدة سنتين. أنهم كل من محمود ناجي صديق، يوسف شريف إبراهيم، كوفان طارق جبرائيل، الذين تم اعتقالهم بتاريخ 09 ديسمبر/كانون الأول 2020، أحمد يوسف مصطفى، ونيجيرفان بديع حاجي، حيث تم اعتقالهم بتاريخ 14 ديسمبر/كانون الأول 2020. لقد ذكر الناشطون الخمسة أمام هيئة المحكمة، أنهم تعرضوا للتعذيب في السجن بضربهم بالأنابيب وتعذيبهم بالكهرباء ووسائل أخرى، وأن إفاداتهم كانت مكتوبة باللغة العربية بالرغم من عدم إجادتهم لها.

لقد تمت إدانتهم بعدة تهم ٍ منها محاولة تشكيل مجموعات مسلحة، وتنظيم أعمال عنف وفق المادة الأولى من القانون رقم 21 لسنة 2013 لبرلمان إقليم كردستان. لقد قررت المحكمة الإفراج عنهم بشكلٍ مشروط بعد مرور شهر من أجل أن يكملوا مدة المحكومية والبالغة 18 شهراً من أصل الحكم البالغ سنتين وحسب الإجراءات القانونية لإطلاق السراح المشروط المعمول بها في الإقليم. بالرغم من ذلك لم يتم إطلاق سراحهم لحد الآن، لوجود ضغوط سياسية على القضاء ومديرية إصلاح الكبار بمحافظة أربيل تمنعهم من تنفيذ قرار الافراج عنهم. بتاريخ 19 يوليو/تموز 2022، بدأوا إضراباً عن الطعام احتجاجاً على عدم إطلاق سراحهم وشمولهم بقرار الافراج الشرطي وفقاً للقانون.

 الحكم على ناشط سياسي بالسجن

بتاريخ 12 يونيو/حزيران 2022، أصدرت محكمة الجنايات الثانية بمدينة أربيل، حكماً بالسجن بحق الناشط السياسي المعتقل تحسين ياسين لمدة سنتين وثلاثة أشهر، بتهمة المساس بالأمن القومي لإقليم كوردستان، ومشاركته في التظاهرات الشعبية التي انطلقت في سنة 2020 ضد الاداء الحكومي والفساد في الإقليم. إن ياسين هو عضو بارز في حركة الحرية للمجتمع الكوردستاني (تةفكةرى ئازادى)، حيث تم اعتقاله منذ أكثر من سنتين بمدينة أربيل أثناء الاحتجاجات ضد الحكومة المحلية.

  اعتقال اثنين من النساء الناشطات المعروفات

 بتاريخ 16 يونيو/حزيران 2022، اعتقلت القوات الأمنية في أربيل بنفس التوقيت كل من، الناشطة الاجتماعية وعارضة الازياء في اقليم كوردستان سونيا بيتوشي (الصوؤة على اليسار) بتهمة مزعومة تعاطي والاتجار بالمخدرات واستغلال عملها في ترويج هذه التجارة، والإعلامية الكوردية ناليا سوبر (الصورة على اليمين) وهي اعلامية رياضية تعمل في مجال الدعاية التجارية. لقد كانت سوبر اول امرأة كوردية تفتح صالون حلاقة خاص بالرجال. لم يُعرف سبب اعتقالها.

 إن بيتوشي وُلدت في كوردستان إيران سنة 1991، وانتقلت مع عائلتها إلى طهران حيث نشأت هناك، وتخرجت من كلية هندسة الحاسوب بجامعة آزادي، ودرست كذلك فنون التصميم أكاديمياً. لقد نجحت في عرض مجموعات متنوعة من الأزياء في الأسواق، وتم اختيارها ملكة جمال إيران لسنة 2016.

في اتصالٍ هاتفي بتاريخ 30 أغسطس/آب 2022، لمركز الخليج لحقوق الإنسان مع المحامي نازي نبز أكد على ما يلي، “إن التهم الموجهة حالياً ضد موكلته بيتوشي جاءت وفقاً للمادة (289) والمادة (298) من قانون العقوبات العراقي لسنة 1969، ولم توافق محكمة التحقيق على الإفراج عنها بكفالة.” إن هاتين المادتين تتعلقان بتزوير المستندات الرسمية.

اعتقال العديد من الصحفيين

بتاريخ 06 أغسطس/آب 2022، اعتقلت القوات الامنية في اربيل عدداً من مراسلي وصحفيي قناة (ن ر ت) الفضائية الكوردية التابعة لمؤسسة ناليا الإعلامية، من أجل منعهم من تغطية المظاهرات الشعبية التي نظمها حراك الجيل الجديد، وهو حركة سياسية، بمختلف مناطق ومدن اقليم كوردستان، احتجاجاً على سوء الخدمات العامة، انعدام الماء والكهرباء، زيادة الضرائب المفروضة على مختلف شرائح المجتمع، وتأخر الرواتب. إن المراسلين المعتقلين والذين يعملون بمكتب أربيل لقناة (ن ر ت) هم، رزكار كوجر، أوميد جوماني، وهيرش قادر. لقد صادرت القوات الامنية كافة الأجهزة الموجودة في المكتب وبضمنها الكاميرات والهواتف النقالة، واقتادتهم الى جهة مجهولة. لم يطلقوا سراحهم إلا في اليوم التالي.

في 06 أغسطس/آب 2022، اعتقلت القوات الامنية بمدينة جمجمال التابعة لمحافظة السليمانية عدداً من مراسلي وصحفي قناة (ن ر ت) الفضائية، وهم كل من سوران محمد (الصورة على اليسار)، ديار محمد (الصورة في الوسط)، ومصور القناة محمود رزكار. لقد تم منعهم من تغطية الاحتجاجات الجماهيرية التي قامت في مساء ذلك اليوم. أطلق سراحهم في اليوم التالي.

 في 06 أغسطس/آب 2022، اعتقلت القوات الامنية في قضاء سوران التابع لمحافظة اربيل، الصحفي ومراسل قناة (ن ر ت) الفضائية كيفي كريم (الصورة على اليمين)، ومنعته من تغطية الاحتجاجات الشعبية في المدينة، وتمت مصادرة كافة معداته وشمل ذلك، الكاميرا، الهاتف النقال، والأجهزة الاخرى. أطلق سراحه في نفس اليوم ليلاً.

 

بتاريخ 05 أغسطس/آب 2022، اعتقلت القوات الامنية بمحافظة دهوك كل من الصحفييْن بريار نيرويى وتايف كوران الذين يعملان في مكتب قناة (ن ر ت) الفضائية بمدينة دهوك. لقد قامت القوات الأمنية أيضاً بإغلاق المكتب ومصادرة ما فيه من أجهزة ومعدات. تم الإفراج عنهم بكفالة بعد احتجاز دام ثماني ساعات.

 

 بتاريخ 01 أغسطس/آب 2022، اعتقلت القوات الامنية بمدينة السليمانية كلاً من، الصحفي ومراسل قناة (ن ر ت) الفضائية الكوردية كارزان طارق، ومصور القناة الصحفي المصور جينر أحمد، اثناء تأدية عملهم الصحفي في إحدى اسواق السليمانية، وقيامهم بتغطية مشكلة نقص الخدمات العامة داخل المدينة بسبب الاهمال الحكومي. أعلنت مؤسسة ناليا التي تضم مجموعة من قنوات (ن ر ت) الفضائية والإذاعية في بيانٍ لها، بأن قرار اعتقالهم صدر من نائب رئيس الإقليم قباد الطالباني، دون أن يكون هناك مبررلاعتقالهم بالإضافة إلى عدم وجود أمر قضائي. طالب البيان السلطات الامنية بإطلاق سراحهم الصحفيين، ووضع مسؤولية سلامتهم على عاتق الأطراف التي تعتقل الصحفيين والمراسلين فقط لأنهم يقومون بعملهم الصحفي والاعلامي بكل صدق في نقل معاناة المواطنين نتيجة سوء الإدارة، الفساد، وتردي الخدمات العامة. لقد أطلق سراحهم في نفس اليوم مساءً.

 في 18 يوليو/تموز 2022، وبناءً على قرار صادر من حاكم تحقيق اربيل، تم اعتقال الصحفي أيوب علي ورتى، مراسل  قناة (ك ن ن) الفضائية الكوردية، بتهمة نشر تحقيقات اعلامية تسيء الى الحكومة المحلية، وتنتقد الخدمات العامة المقدمة للمواطنين. قال المحامي بشدار حسن من فريق المدافعين عن النشطاء والصحفيين في تصريحٍ للأجهزة الاعلامية الكوردية  بأن موكله قد تم حجزه وسجنه وفقاً للمادة (434) من قانون العقوبات العراقي، وليس قانون رقم (25) للسنة 2007 الخاص بالعمل الصحفي في اقليم كوردستان العراق الواجب التطبيق، لكن محكمة التحقيق لم تراعي ذلك. بعد عدة ساعات من اعتقاله تم الافراج عنه ليلاً وبقرارٍ من محكمة تحقيق اربيل.

بتاريخ 15 يونيو/حزيران 2022، أصيب الصحفي ومراسل قناة (جرا) الفضائية الكوردية صالح برجس مع عددٍ من المدنيين العزل نتيجة للقصف الطيران التركي على ناحية سنوني التابعة لقضاء سنجار بمحافظة نينوى. ُيذكر أن هذه هي المرة الثانية الذي يتعرض فيها لإصابة بالغة، فقد سبق له أن أصيب أيضاً بجروحٍ في شهر أبريل/نيسان 2021 أثناء تغطيته للتظاهرات المنطلقة ضد الهجمات التركية التي استهدفت مجمع (خانصور) بناحية سنونى.

اقتحام مؤسسات إعلامية وغلقها

في 06 أغسطس/آب 2022، داهمت القوات الامنية في محافظة دهوك مكتب مؤسسة راست للإعلام الاعلامية واغلقت أبوابها. إن مؤسسة راست للإعلام الاعلامية يراسها الصحفي المسجون سابقاً اوميد حاجي بروشكي. إنه هو صاحب امتياز المؤسسة والذي تم الافراج عنه مؤخراً بعد قضائه أكثر من سنتين في السجن. لقد حاول بعد إطلاق سراحه افتتاح المؤسسة رسمياً، لكن القوات الامنية لم تسمح لها بالعمل بالرغم من كونها مؤسسة رسمية اعلامية وتملك اجازة رسمية من نقابة الصحفيين في اقليم كوردستان. كذلك اعتقلت القوات الامنية مساء يوم 05 أغسطس/آب 2022، الصحفي ورئيس تحرير راست نفسها ئارام حسين وبعد يومين من اعتقاله تم الافراج عنه.

في 18 يونيو/حزيران 2022، منعت القوات الامنية مجموعة من القنوات الاعلامية من القيام بتغطية مراسيم حفلة تخرج جامعة دهوك، وهي كل من قناة بادينان الفضائية، وقناة سبيدة الفضائية، في خطوة يمكن وصفها بأنها مصادرة لحق المؤسسات الإعلامية بالقيام بتغطية الأحداث اليومية في الإقليم.

ترحيل صحفية هولندية

 بتاريخ 13 يوليو/تموز 2022، قامت السلطات الأمنية بمدينة أربيل، عاصمة إقليم كوردستان، باقتياد الصحفية الهولندية فريدريك غيردينك إلى مطار اربيل الدولي وترحيلها من الإقليم.

 وكانت الصحفية الهولندية في طريقها الى مدينة كوبانى بشمال شرق سوريا لإجراء بعض النشاطات الاعلامية حول الواقع السوري، حين تم توقيفها مباشرةً قبل ان تعبر الحدود الفاصلة بين الاقليم والبلدة السورية التي تقطنها أغلبية كوردية. سبق لها أن احتجزت لبضعة ايام في يناير/كانون الثاني 2015 في تركيا بتهمة مزعومة هي ممارسة دعاية إرهابية، ومن ثم أوقفتها السلطات التركية مجدداً في سبتمبر/أيلول 2015 اثناء تغطيتها للاشتباكات بين الجيش التركي ومقاتلي حزب العمال الكوردستاني المحظور في تركيا.

رئيس مركز مترو للدفاع عن الصحفيين رحمن غريب يطالب بالتحقيق في انتهاكات حرية الإعلام

صرح الصحفي ورئيس مركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحفيين رحمن غريب أن، “المركز رصد 78 انتهاكاً ضد الصحفيين والفرق الإعلامية على يد قوات الأمن الداخلي في مدن الإقليم، وكانت تلك الانتهاكات ضد 60 صحفياً ووسيلة إعلامية بينها 26 صحفياً تم اعتقالهم قبل أن يُفرج عنهم بعد ساعات. كذلك، صُودرت معدات 23 صحفياً، فضلاً عن منع التغطية الصحفية.” وأضاف قائلاً، “إن القوات الامنية انتهكت قوانين الصحافة والحق في المعلومة وقانون تنظيم التظاهرات.” مؤكداً على أن، “على الحكومة ان كانت جادة في شعاراتها لحماية حرية الصحافة ان تجري تحقيقات شاملة بشأن الاعتداءات الاخيرة ومحاسبة مرتكبيها، وكذلك عليها ان تدرك أن الديمقراطية دون حرية الصحافة وحرية التظاهر السلمي وحرية الصحافة ستفقد أهدافها وتسيء الى سمعة اقليم كوردستان.”

احتجاز نواب حراك الجيل الجديد

قامت القوات الامنية بمدينة السليمانية في 06 أغسطس/آب 2022، باحتجاز عدد من أعضاء مجلس النواب العراقي عن حراك الجيل الجديد لفترة قصيرة من الزمن وهم كل من، أوميد محمد، ريبوار عبد الرحمن، فيان عبدالعزيز، وبدرية إبراهيم، ولم تسمح لهم بالمشاركة في التظاهرات السلمية التي قامت ضد تردي الخدمات العامة وتفشي الفساد في الاقليم.

كما اعتقلت القوات الأمنية، في 06 أغسطس/آب 2022، في قضاء رانيا بمحافظة السليمانية لفترة وجيزة، عضوة مجلس النواب العراقي مزدة محمود، وهي أيضاً عضوة حراك الجيل الجديد، أثناء مشاركتها في الاحتجاجات. قامت القوات الامنية بضربها بعصا كهربائية حسب شهود عيان كانوا هناك.

 اعتقال أعضاء من حراك الجيل الجديد

اعتقلت القوات الامنية بمدينة دهوك في 06 أغسطس/آب 2022 أيضاً، الناشط السياسي الشاب وعضو حراك الجيل الجديد نورمان كوردي بتهمة تحريض الناس للمشاركة في المظاهرات ونشره على صفحته في الفيسبوك آرائه المناهضة للحكومة حول، الفساد، انتهاكات حقوق الإنسان، ومطالبته بإطلاق سراح سجناء الراي جميعاً. كما اعتقلت القوات الامنية بمدينة دهوك في اليوم نفسه الناشط السياسي الشاب وعضو حراك الجيل الجديد في ياسر عبد الرحمن بتهمة المشاركة في المظاهرات السلمية، ونشره على صفحته في الفيسبوك انتقادات ضد الحكومة وسوء الخدمات وتفشي الفساد ومصادرة الحريات العامة. لقد أطلق سراحهم في اليوم التالي.

 في 03 أغسطس/آب 2022، اعتقلت القوات الامنية في مدينة السليمانية عدداً من أعضاء حراك الجيل الجديد (نةوةى نوَى) السياسية، بعد دعوة الحركة لإقامة التظاهرات الشاملة في اقليم كوردستان احتجاجاً على تردي الخدمات العامة، تفشي الفساد في الإقليم، وسوء الاداء الحكومي. إن المعتقلين هم، المتحدث باسم حراك الجيل الجديد هيمداد شاهين، وأعضاء المجلس الأعلى للحركة، فاروق غفور، طه أحمد، يعقوب كاكل، وئازاد كريم، إضافة إلى عددٍ آخر من أعضاء الحراك نفسه. أكدت تقارير محلية موثوقة أن الاعتقال تم بمداهمة منازلهم والاستحواذ على الحاسبات واجهزة هواتفهم الخاصة. أطلق سراحهم جميعاً صباح يوم 08 أغسطس/آب 2022.

التوصيات

يجب على حكومة إقليم كردستان ضمان قدرة جميع المواطنين وبضمنهم الصحفيين والإعلاميين وجميع المدافعين عن حقوق الإنسان وبضمنهم المدافعات عن حقوق النساء على القيام بعملهم المشروع في مجال حقوق الإنسان دون خوف من الانتقام وبعيداً عن جميع القيود بما في ذلك المضايقة القضائية.

يدعو مركز الخليج لحقوق الإنسان السلطات إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين من نشطاء المجتمع المدني والصحفيين وسجناء الرأي الآخرين الذين تُنتهك حقوقهم المدنية والإنسانية، بما في ذلك حرية التعبير وحرية التجمع السلمي. يجب على السلطات الوفاء بالتزاماتها الدستورية بعدم انتهاك الحريات العامة، بما في ذلك حرية التجمع السلمي وحرية التعبير وحرية الصحافة، وتوفير الحماية الكاملة للصحفيين والإعلاميين. علاوة على ذلك، يجب عليهم ضمان حقوق المرأة وحماية حقوق أولئك الذين يدافعون عن حقوقها.