اسراء عبدالفتاح ترفع شعار.. جاعون حتى الحرية

15818


يعتبر الإضراب عن الطعام وسيلة من وسائل المقاومة السلمية التي يتبعها سجين بغرض تحسين ظروف سجنه  او احتجاج على سجنهم ظلم و باطل أو للضغط على السلطات للاعتراف بحقوقهم ولفت النظر إلى قضاياهم.

و الرؤية الطبيه العالمية للاضراب عن الطعام في أول ثلاثة أيام من الإضراب عن الطعام، يقوم الجسم باستخدام الطاقة الممتدة من الجلوكوز،  وبعد ذلك يبدأ الكبد بمعالجة الدهون في الجسم وتسمى هذه العملية بـ لكيتوزية، وبعد ثلاثة أسابيع يدخل الجسم في وضع الجوع، وفي هذه الحالة تنقص العضلات والأجهزة الحيوية في الجسم للحصول على الطاقة، وأيضاً فقدان نخاع العظم الذي يهدد حياة الإنسان. وهناك أمثلة لبعض المضربين عن الطعام توفوا بعد 52 حتى 74 يوماً من الإضراب عن الطعام.

و اول من اتبع الاضراب عن الطعام كان المناضل الشهير (غاندى ) و تضامن معه عدد المضربين عن الطعام من أعضاء المقاومة الهندية الذين تم سجنهم، ومنهم من توفي جراء إضرابه الذي كان يستمر لمدة تتجاوز 100 يوم.

و يعد اطول و اشهر اضراب عن الطعام فى الهند ايضا من نصيب ايروم تشانو شارميلا ناشطة في حقوق الانسان المدنية كان مطلبها الأساسي للحكومة الهندية قبل الصيام على إلغاء قانون القوات المسلحة (السلطات الخاصة) وهو قانون يمنح القوات المسلحة صلاحيات واسعة في اعتقال اى شخص تشتبه به و كانت قوات الأمن في تلك الفترة قد قتلت 10 مدنيين بولاية مانيبور خلال أعمال الثورة و التمرد 

تاريخ طويل للإضراب عن الطعام في فلسطين في سجون الاحتلال الإسرائيلي أول إضراب عن الطعام في فلسطين إلى عام 1969 وتضامن مع هذا الإضراب معتقلون في سجون اخري وكان بهدف المطالبة بتحسين ظروف الاعتقال و فى 2011 دخل الاسري الفلسطنين فى الاضراب تحت اسم (معركة الامعاء الخاوية) للتضامن مع اضراب الاسير (خضر عدنان) و ذلك لانهم يعانون من ظروف سجن سيئة ويتعرضون للتعذيب والإهانة ثم لبعدها حدث إضاب الأسرى الإداريين في عام 2014، حيث أضرب ما يقارب 120 أسيرًا فلسطـينيـًا عن الطـعام فى اكتر من معتقل احتـجاجًا على الحبـس الإداري ( التوقيف من دون تهمة ولا محاكمة)

وفي مصر تشهد السجون حالات متزايدة من الإضراب عن الطعام فى السنوات الاخيرة مع زيادة أعداد المعتقلين و التعنت و التعذيب و السجون غير الادمية ومن بين أبرز تلك الإضرابات اضراب معتقلي سجن العقرب فى 2016 تحت عنوان (انا انسان) و لم يكن  متفق عليه بين كل المعتقلين ثم تحول لإضراب جماعي نتيجة سوء المعاملة التي تعرض لها المعتقلون  و المطالبة بزيارة أسبوعية للأهالي بدون حائل زجاجي وتحسين طعام ومياه السجن ودخال كل المستلزمات الشخصية مع الزيارة، وأبسطها طعام وأدوات النظافة الشخصية والأدوية والملابس و الحق فى التريض يوميا

وذكرت منظمة العفو الدولية أن "غالبية هؤلاء السجناء تعرضوا لاختفاء قسري لمدد تتراوح بين 11 و155 يوما قبل أن تعترف السلطات باحتجازها لهم وتحيلهم للتحقيق أمام نيابة أمن الدولة العليا 

الإضـــراب عـــن الطعــام فـــي مصـــر حق سلمي يندرج تحـــت حريـــة التعبيـــر حـــق مشـــروع مكفـــول بالدســـتور والقانون .ولم تنظم التشريعات المصرية تنظم الحق في الإضراب،ولاتجـد مــواد فــي لائحــة الســجون لتصدي لقضية السجناءالمضربين عن الطعام و لم تنص ايضا بأي حال على تجريم الحق في الإضراب عن الطعام مما يجعله وسيلة مشروعة

ووقعت مصر علـى العهد الدولي للحقـوق المدنية والسياسية وتقـــــع عليهـــــا مسؤولية الحفاظ علـى حريـة المـواطنين فـي التعبيـر بموجـب المـادة رقـم ١٩، وهـي ملزمــة أيضًــا بالمــادة ٧ التــي تــنص علــى أنــه لا يجــوز إخضــاع أي مــواطن للتعــذيب ولا للمعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة وفقا للمادة(5) فى إعـلان الأمــم المتحــدة لحقــوق الإنســان والمــادة (1) مــن الاتفاقيــة المناهضــة للتعــذيب أيضًا وأن لكل سجين الحق في الكرامة والمعاملة الإنسانية بموجب المادة (10) .وأيضًـــا الحــق فـــي الصـحة والتـــي التزمـت بـــه مصـــر فـــي العهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية

لكن في معظم الحالات المعروفة للمنظمات الحقوقية، لا تقوم السلطات المصرية بتوفير رعاية طبية كافية للمضربين عـــن الطعام، وتـرفض مناشـدات أطبـائهم ومحاميهم وعائلاتهم بنقلهم إلــى مستشـفيات خـارج السجن لتلقي العلاج

منذ عدة اشهر قام صحفى مسجون فى السجون المصرية بالاضراب عن الطعام هو وعدة من زملاء الحجز احتجاجا على حبسهم لمدة عام و نصف ولسؤ المعاملة و عدم وود رعاية طبية و لا وجودهم فى زنزانة أدمية ما تسبب فى موت احد الزملاء و هو المعتقل عمر عادل بعد ثلاثة أيام من مكوثه في عنبر التأديب في سجن طرة، رغم حالته الصحية السيئة و غرفة التاديب لا يوجد بها مكان لقضاء الحاجة و وضعية الجلوس القرفصاء لضيقها

و اخيرا و ليس اخرا اعلنت الناشطة الحقوقية اسراء عبد الفتاح عن اضرابها عن الطعام منذ اختطافها فى 12 اكتوبر و تعرضها للتعذيب و قد كانت تعرضت الناشطة و الصحفية اسراء عبد الفتاح للخطف من الشارع فى الجيزة وفقا لمحضر الضبط الذى تم تحريره و تم التعدى عليها بالضرب لاجبارها من النزول من سيارتها و بعد وصولها لمقر احتجاز غير معلوم طلب منها الرقم السري للاتف و رفضت و بدأوا معها خطوات التعذيب حيث دخل عدد من امخبرين و بدأوا بضربها و اصرت على الرفض فقام الظابط باخذ (سويت شيرت ) ترتديه و خنقها به ثم قاموا بربطها و ريط ارجلها و التعذيب لمدة لا تقل عن 8 ساعات و بعدها انهارت اسراء عبد الفتاح و اعطته الرقم السري للهاتف و تم تهديدها و مطالبتها بعدم الكلام عن ماتعرضت له من  تعذيب في مقابل ان تكلمت انها ستواجه نفس التعذيب مرة اخري مع التهديد باستخدام صور شخصية لها علي هاتفها.

بعد اختفاء اسراء لمدة 24 ساعة تم عرضها علي نيابة امن الدولة العليا و اثبتت فى محضر رسمى ماتعرضت له من تعذيب و ضرب غبى مختلف انحاء جسدها و تم عرضها على الطب الشرعي لبيان اثر التعذيب ثم اعلنت الاضراب عن لطعام لحين التحقيق فى ما تعرضت له من تعذيب و تم حبس اسراء على ذمة التحقيقات فى القضية 488 حصر امن دولة 

و حتى الان من تاريخه تستمر الصحفية اسراء عبد الفتاح فى الاضراب عن الطعام حتى تحقيق مطالبها :التحقيق فى التعذيب التى تعرضت له خلال 24 ساعة اختفاء , تحسين وضعها داخل السجن حيث انها تنام على لوح من الصاج و بدون حمام و بتعاني من الام فى الضهر و تجمعات دموية و قدم الدفاع طلب نقلها للمستشفي على نفقتها برقم 41493 للنائب العام 

و عن رد الفعل العالمي لما تعرضت له اسراء من خطف و تعذيب و سجن :

سلطت المتحدثة باسم المفوضة السامية لحقوق الانسان، رافينا شمداساني، في مؤتمر صحفي الضوء على حالة اعتقال السلطات الأمنية المصرية للصحفية والمدافعة البارزة عن حقوق الإنسان، إسراء عبد الفتاح إنه لا ينبغي أن يتم القبض على من يمارسون حق الاحتجاج والتعبير السلمي أو اعتقالهم، ناهيك عن توجيه تهم بارتكاب جرائم خطيرة مثل الإرهاب , لمجرد ممارستهم لتلك الحقوق , ناقلة تذكير مفوضية حقوق الإنسان لمصر بالتزاماتها بموجب القانون الدولي "باحترام وحماية حق أي شخص في عدم التعرض للتعذيب أو المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة".

قال بيان صادر عن منظمة العفو الدولية إن إسراء عبدالفتاح عن لسان نجية بو نعيم "إن إسراء عبد الفتاح تعرضت للتعذيب، بعد أيام قليلة من تعرض الناشط والمدون البارز علاء عبد الفتاح لمحنة مماثلة في الحجز، هي مؤشر ينذر بالخطر من أن السلطات المصرية تكثف من استخدامها للتكتيكات الوحشية لقمع المدافعين عن حقوق الإنسان". وأضافت بونعيم: "تم استهداف إسراء عبد الفتاح لأسباب زائفة وتُحتجز بصورة تعسفية بسبب عملها في الدفاع عن حقوق الإنسان. يجب إطلاق سراحها فوراً ودون قيد أو شرط و يجب على النائب العام في مصر وضع حد للاستخدام البغيض للتعذيب، وهي جريمة في نظر ادستور المصري والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وفتح تحقيقات في جميع مزاعم التعذيب لمحاسبة المسؤولين)

الان اسراء مستمرة فى الاضراب عن الطعام و عن لسانها في نيابة ام الدولة العليا بتاريخ 23 اكتوبر اثناء عرضها و تسنيدها من عساكر الامن لتدهور صحتها (يا حقي يرجع يا تخرجونى جثة من هنا)


تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك