
يعرب مركز الخليج لحقوق الإنسان عن قلقه العميق إزاء التقارير التي تفيد بأن بعض المؤسسات المقربة من الحكومة القطرية قد قدمت عرضاً للاستحواذ على نادي مانشستر يونايتد لكرة القدم، الذي يتنافس في الدوري الممتاز، وهو القسم الأعلى في نظام دوري كرة القدم الإنكليزي.
أكدت التقارير الإخبارية أن الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، نجل رئيس الوزراء القطري السابق، أطلق عرضاً لشراء نادي مانشستر يونايتد قبل انتهاء الموعد النهائي لتقديم العطاءات في 17 فبراير/شباط 2023.
إن مانشستر يونايتد من أنجح الأندية في تاريخ كرة القدم، وستتأثر صورته إذا ما ارتبط مالكيه بحكومة قمعية تنتهك حقوق الإنسان بشكل يومي، بما في ذلك حقوق العمال الوافدين الذين قاموا ببناء منشآت من أجل كأس العالم لكرة القدم 2022.
اعتقلت السلطات القطرية العديد من معتقلي الرأي، من بينهم المحامي الدكتور هزاع بن علي أبو شريدة المري الذي تم اعتقاله يوم 10 أغسطس/آب 2021، وشقيقه المحامي راشد بن علي أبو شريدة المري الذي تم اعتقاله في اليوم التالي. لقد سُجن كلاهما فقط بسبب أنشطتهما السلمية والمشروعة في مجال حقوق الإنسان، والتي تضمنت مطالبتهما بمنح مواطنيهما الحق في المشاركة السياسية.
بالإضافة إلى ذلك، يُحرم العمال الوافدون في قطر من حقوقهم الأساسية، بما في ذلك الحق في تكوين نقابات تدافع عن حقوقهم الإنسانية والمدنية. أصدر مركز الخليج لحقوق الإنسان تقريراً في عام 2022 قام بتوثيق الانتهاكات الجسيمة ضد العمال الوافدين ودعا الحكومة القطرية، بالتعاون مع أصحاب المصلحة الآخرين مثل الفيفا، وبالتشاور مع ممثلي العمال الوافدين، لإعطائهم التعويضات التي يستحقونها. بالرغم من ذلك، تقاعست السلطات عن التحرك حتى الآن لتقديم تعويضات للعمال الوافدين الذين تضرروا بسبب عملهم بمنشآت كأس العالم في قطر.
في قطر، نجح جهاز أمن الدولة في تجاوز القانون واستخدام القضاء كأداة لمعاقبة المواطنين الأبرياء، بمن فيهم محامي حقوق الإنسان البارز الدكتور نجيب محمد النعيمي، الذين ما زالوا ممنوعين من السفر بعد مضي سنوات عديدة بأمر مباشر من اجهاز أمن الدولة. لا يزالون خاضعين لحظر السفر الرغم من أنهم مواطنون يحترمون القانون وقرار القضاء برفع حظر السفرعنهم.
تعرض المدافعون عن حقوق الإنسان الناشطون في المنفى أيضاً للاستهداف والاعتداءات التي نظمها جهاز أمن الدولة، مثل المدافع عن حقوق الإنسان عبد الله المالكي الذي تعرض للاعتداء أثناء تنظيمه تجمعاً سلمياً في ألمانيا، وما زال يواجه المحاكمة غيابياً فقط بسبب نشاطه السلمي والمشروع في مجال حقوق الإنسان.
أجبرت المدافعة عن حقوق الإنسان نوف المعاضيد على عدم الحديث عن حقوق النساء بعد عودتها إلى قطر من المملكة المتحدة في 30 سبتمبر/ايلول 2021. إن حسابها الجديد على تويتر خالٍ تماماً من أي آراء، سواء كانت انتقادية أم لا.
في ضوء كل هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المذكورة أعلاه، ندعو الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) والدوري الممتاز لرفض هذا العرض الذي يخاطر بالسماح لاستخدام الرياضة كغطاء لحكومة رفضت حتى الآن الدعوات إلى إصلاحات حقوقية حقيقية.