الهضبة لا يتنازل على المقسوم المتوسطي

439

ماينساه البعض هو أن عمرو دياب مغني مصري و بالتالي فمن مصادره الموسيقية الأساسية والمهمة هو الموسيقى الشرقية والمصرية. وبالتالي فإيقاع شرقي كالمقسوم هو من أساسيات أعماله. فف فترة التسعينات كان هو من أسباب انتشاره عربيا، وللآن فالغرب يسمعون أغانيه المقسوم فهي التي ترقصهم و يستخدمونها في مدارسهم للرقص الشرقي. وهناك أمثلة عديدة لأغاني مقسوم له ترجمت وآخرها "يتعلموا".

فكما من الطبيعي أن تجد أغنية لاتن بوب في ألبوم لانريكي اجليسياس وأغنية آر ن بي في ألبوم لبيونسيه و أغنية ريجيتون في ألبوم لمالوما، فمن الطبيعي أن تجد أغنية مقسوم في ألبوم فنان مصري وخصوصا عمرو دياب.

أغنية المقسوم مبنية على الإيقاع الشهير الذي يحمل هذا الاسم. فكل أغاني المقسوم متشابهة إيقاعيا مع تشكيلات بسيطة كما هو الشأن بالنسبة لجميع أغاني الريجيتون. فالاختلاف يكون في اختيار الآلات (اضافة جيتارات أو بوزوكي أو بزق أو وتريات أو درامز إلخ) أو في اضافة موسيقى غربية كالروك ("اهو ليل وعدى") أو الفانك ("حكاياتي") أو التكنو والآرن بي ("كلهم")...

شيء آخر ينساه البعض وهو أن عمرو دياب عاش في بورسعيد في أجواء ساحلية. و من أهم الآلات التي ترتبط بهذا الجو و الجغرافيا هي آلة الأكورديون. آلة ستجدها في كل الثقافات الموسيقية الساحلية : في الموسيقى الفرنسية، عند غجر دول البلقان، في الموسيقى المصرية الشعبية (مع الطبلة و الرق و الأرغ)، في الراي المغاربي (الشاب مامي والشاب خالد هم عازفو اكورديون)، في سان فرانسيسكو كآلة رسمية، و في أمريكا اللاتينية ستجدها في 98% من الأنواع الموسيقية هناك... إلخ. وبالرجوع إلى مسيرة عمرو دياب سنجد أن هذا الاستعمال بدأ في فترة التسعينات مع المقسوم ليستمر في أغانيه اللاتينية و الفلامنكو ولغاية هذه اللحظة.

فمن الغريب أن تكون أبا لموسيقى البحر الأبيض المتوسط دون استخدام إحدى أهم آلاته! ومن الغريب كذلك اغفال هذا الاستعمال في أغنيه القديمة وربطه بموزع دون غيره! وبتأملنا لألبوم حاز على أربع جوائز للوورلد ميوزك، سنجد أن "الليلة" يحتوي على سبع أغان بها أكورديون من أصل إثنا عشر.

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك