تواصل أطراف النزاع في اليمن ارتكاب انتهاكات جسيمة تقوض الحقوق المدنية والإنسانية لجميع المواطنين، بما في ذلك الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان والناشطين. يدعو مركز الخليج لحقوق الإنسان جميع الأطراف إلى احترام حرية التعبير وحقوق الإنسان الأساسية في اليمن، ووضع حد لممارسة اعتقال ومهاجمة وتهديد الصحفيين، فضلاً عن احتجازهم بعد انقضاء مدة محكوميتهم.

الصحفي مجلي الصمدي يخسر الاستئناف ويتعرض لاعتداءٍ ثانٍ

بتاريخ 31 ديسمبر/كانون الأول 2023، أصدرت محكمة الاستئناف في صنعاء حكمها في قضية الصحفي مجلي عثمان الصمدي، والمتضمن قبول استئناف وزارة الإعلام شكلاً ومضموناً وإلغاء الحكم الابتدائي بكافة فقراته.

ذكر محاميه وهو، محامي حقوق الإنسان البارز عبدالمجيد صبره، على صفحته في الفيسبوك ما يلي، “لم يكتف رئيس المحكمة عبد الكريم المنصور بتلاوة منطوق الحكم الجائر والمخالف لبديهيات الدستور وقانون الصحافة والمطبوعات التي كفلت حرية الرأي والتعبير، بل أضاف تلك العبارة التي سمعها الحاضرون في قاعة المحكمة والتي تُظهر عنصرية تجاه الصحفي مجلي عثمان الصمدي وتحيز كبير مع وزارة الإعلام حيث قال له لا يحق لك أن تكون صحفي وتملك إذاعة.”

إن الصمدي، هو مؤسس ومدير إذاعة “صوت اليمن”، التي تم إيقافها عن البث بتاريخ 25 يناير/كانون الثاني 2022، من قبل وزارة الإعلام في صنعاء والتابعة لجماعة الحوثيين، فتقدم بشكوى لدة القضاء فأصدرت محكمة الصحافة في 24 ديسمبر/كانون الأول 2022، حكماً ابتدائياً لصالحه تضمن الفقرات التالية:

 1. إلغاء القرار الإداري السلبي المتمثل في امتناع وزارة الإعلام عن إصدار ترخيص لصالح مجلي عثمان الصمدي للإذاعة المملوكة له المسماة إذاعة صوت اليمن؛

2. إلزام وزارة الإعلام بإصدار ترخيص لصالحه وباسم إذاعة صوت اليمن؛

3. رفض جميع الدفوع المقدمة من محامي وزارة الإعلام لكيديتها؛

4. إلزام وزارة الإعلام بتعويضه مقابل إيجارات مقر الإذاعة ومرتبات موظفيها، وذلك بمبلغ مقداره سبعمائة ألف ريال يمني عن كل شهر من تاريخ إغلاق الإذاعة في شهر فبراير/شباط 2022، وحتى تاريخ إعادة البث وإصدار الترخيص؛

5. إلزام ممثل وزارة الإعلام بإعادة جهاز البث التابع لإذاعة صوت اليمن وبالحالة التي كان عليها وقت أخذه ورفض طلب المصادرة؛

6. رفض بقية طلبات التعويض لعجز مقدمها عن إثبات صحتها؛

7. إلزام وزارة الإعلام بتسليمه مصاريف التقاضي البالغة خمسمائة ألف ريال.

لقد رفضت وزارة الإعلام تنفيذ الحكم الابتدائي وقامت باستئنافه. 

بتاريخ 01 يناير/كانون الثاني 2024، نشر الصمدي على صفحته في الفيسبوك ما يلي، “اعتداء جديد تعرضت له الآن من قبل ثلاثة أشخاص امام منزلي.” لقد أوضحت الصور التي أرفقها مع هذه المنشور، تعرضه لعدة كدمات وإصابات في مختلف أنحاء جسمه، وتعرض سيارته الشخصية ايضاً للتكسير.

كان مركز الخليج لحقوق الإنسان قد وثق تعرض الصمدي لاعتداء مماثل سابق بتاريخ 24 أغسطس/آب 2023.

مرة أخرى، يُعلن مركز الخليج لحقوق الإنسان تضامنه الكامل مع الصحفي مجلي الصمدي ويطالب حكومة الأمر الواقع في صنعاء، جماعة الحوثيين، بتحديد الجهات التي تقوم بتخطيط وتنفيذ الاعتداءات الآثمة ضده وتقديمهم إلى العدالة بالإضافة إلى توفير الحماية الكاملة له وهو يقوم بعمله الصحفي المستقل، والترخيص الفوري لإذاعة صوت اليمن للعمل مجدداً.

اعتقال القاضي عبدالوهاب قطران

بتاريخ 02 يناير/كانون الثاني 2024، اعتقلت جماعة الحوثيين القاضي المتقاعد عبدالوهاب قطران، بعد أن داهمت منزله الواقع في العاصمة صنعاء. أكدت مصادر محلية مطلعه أنه محتجز منذ اعتقاله في زنزانة انفرادية لدى جهاز الأمن والمخابرات. لقد تم منعه من التواصل مع أسرته ومحاميه مما يثير المخاوف في إمكانية تعرضه للتعذيب.

في اليوم الذي سبق اعتقاله أي في 01 يناير/كانون الثاني 2024، نشر التغريدة التالية على موقع أكس (تويتر سابقاً)، “لا نامت أعين الجبناء، تضامننا الكامل،” معلناً تضامنه الكامل مع الصحفي مجلي الصمدي الذي واجه اعتداءً ثانياً. ذكرت التقارير الصحفية أن هذه التغريدة واستخدامه لحسابه على أكس لتوجيه الانتقادات لجماعة الحوثيين هي السبب في اعتقاله.

يُعلن مركز الخليج لحقوق الإنسان تضامنه الكامل مع القاضي عبدالوهاب القطران، ويحث حكومة الأمر الواقع في صنعاء، جماعة الحوثيين على إطلاق سراحه فوراً ودون شروط، والامتناع عن مضايقته.

اختطاف الصحفي ناصح شاكر

بتاريخ 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، اختفى الصحفي ناصح شاكر أثناء مروره بمدينة عدن وهو في طريقه للسفر عبر مطار عدن الدولي للمشاركة في دروة تدريبية تُقام خارج البلاد.

أكدت مصادر مطلعة لمركز الخليج لحقوق الإنسان أن آخر اتصال بينه وبين أسرته قد تم صباح يوم اختفائه، وبعدها انقطع الاتصال به.

إن ناصح شاكر، هو صحفي مستقل يُقيم في العاصمة اليمنية صنعاء. ساهم بانتظام من خلال نشر كتاباته الصحفية في الكثير من الوسائل الإخبارية الدولية مع تركيزه على التكاليف الإنسانية للحرب على الأطفال والمدنيين الأبرياء في اليمن.

يُعبر مركز الخليج لحقوق الإنسان عن قلقه البالغ لاختفاء الصحفي ناصح شاكر لفترة تجاوزت 7 أسابيع. إن مركز الخليج لحقوق الإنسان يُحَمِّلُ المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يسيطر أمنياً على مدينة عدن، مسؤولية إعلان مكان احتجازه وكذلك المحافظة على حياته.

استمرار الاستيلاء على مقر فرع نقابة الصحفيين اليمنيين بمحافظة عدن

في اجتماعٍ عقده مجلس نقابة الصحفيين اليمنين بتاريخ 14 ديسمبر/كانون الأول 2023، أدان المجلس قيام نقابة الإعلاميين الجنوبيين التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي بالاستيلاء بقوة السلاح على مقر النقابة بمدينة عدن. كرر المجلس مطالبته السطات اليمنية كافة، “القيام بعملها في حماية الحقوق والممتلكات من خلال تفعيل القوانين النافذة التي تمنع الاعتداء على أملاك الغير ومعاقبة الجناة المعتدين وردعهم بقوة القانون.”

يستنكر مركز الخليج لحقوق الإنسان استخدام السلاح للاستيلاء على مقر نقابة الصحفيين اليمنيين، ويطالب الحكومة المحلية على إنفاذ القانون وإعادة المقر للنقابة بعد إحالة المعتدين إلى القضاء.

.