في ذكرى النكسة: لو قال كل المثقفين «لا» لما استطاعوا أن يسجنونا جميعًا

294

في أواخر الخمسينات قدم جمال عبد الناصر الرقابة على الصحافة، وبدأ فى تأميم الصحف اللى كان من ضمنها روزا اليوسف اللي كان بيكتب فيها إحسان عبد القدوس.

كتب إحسان  مقالة، يطالب فيها بإقالة رئيس الوزراء ولكن المقال لم ير النور. اتصل عبد القدوس بعبد الناصر يشكو له الرقيب. عبد الناصر قاله إنه شخصيا اللى منع المقالة ن النشر رغم أنه - أي عبد الناصر- يتفق مع مضمونها وأن رئيس الوزراء فعلا لازم يمشي، لكن ما يصحش أن صحفي يقول للحكومة تعمل إيه وما تعملش إيه، هيبة البلد هتروح، لو مشّينا رئيس الوزراء بعد المقال دي، الناس هتقول إن إحنا بنسمع كلام الصحفيين. وختم عبد الناصر مكالمته مع احسان عبد القدوس وقال: - الثورة بتحكم دلوقت يا إحسان. 

طبعا فيما بعد عبدالناصر حبس إحسان عبد القدوس ومصطفى أمين وغيرهم من الصحفين، لحد ما أصبحت الصحافة والإعلام في الوقت ده صوت واحد مفيش أي اختلاف، بعدها بسنوات قليلة، وقعت مصيبة نكسة 67 كرد فعل طبيعي لهلهل الدولة، لأن البلد كلها كانت بتغني وترد على نفسها، ولم يوجد صوت واحد مختل برة السجون.

بعد هزيمة 1967 بأيام، وفي اجتماع للجنة القصة بالمجلس الأعلى للآداب، كان هناك في هذا الاجتماع حوالي خمسين من أبرز الكتُاب والأدباء في مصر، قالت لطيفة الزيات: «كل واحد منا مسؤول عن هذه الهزيمة. لو قلنا «لا» للخطأ كلما وقع خطأ ما حلت الهزيمة».

توترت القاعة بالقبول والرفض لكلام لطيفة الزيات، حتى احتج الدكتور حسين فوزي بأن أحدًا لم يملك أن يقول «لا» وأن السجن انتظر من قالها، تُصر لطيفة الزيات على تحل مسؤولية الهزيمة وتواصل كلامها: «لو قال كل المثقفين «لا» لما استطاعوا أن يسجنونا جميعًا».

ثم تسود لحظة صمت حرجة، بعدها يسأل أحدهم: ماذا بعد؟

فيبدأ توفيق الحكيم في شرح صلح الحديبية وفوائده!

ثم… ثم… ثم… أهلا بيك فى 2018

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك