كل ما تحتاج أن تعرفه عن رئيس "تونس" القادم

484


أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، أمس الثلاثاء، نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، موضحة أن جولة ثانية ستجرى بين مرشحين اثنين هما "قيس سعيّد" و"نبيل القروي".

وأوضحت الهيئة أنه "لعدم حصول أي مرشح على أكثر من 50 بالمئة من الأصوات المصرح بها، ستنظم دورة ثانية من الانتخابات الرئاسية يتقدم بها المرشحان الحاصلان على أكثر عدد من الأصوات، وهما قيس السعيّد ونبيل القروي".

وحصل سعيد على مليون و125 ألفا و364 صوتا، أي ما يعادل 18,4 بالمئة من الأصوات، فيما حصل القروي على 525 ألفا و517 صوتا، بنسبة 15,58 بالمئة من الأصوات.

وكشفت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، أن عدد الناخبين المسجلين هو 7 ملايين و74 ألفا و566 ناخب، فيما لم يتعد عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات 3 ملايين و465 ألف و184 ناخب.


وضمت القائمة النهائية للمرشحين 26 شخصا، انسحب منهم اثنين، حصل المرشح الرئاسي قيس سعيد على 18.4% من الأصوات، وجاء خللفه المرشح نبيل القروي بحصوله على 15.3% من الأصوات.

ووفقا لخبراء فإن النتيجة تمثل صدمة كبيرة، للمؤسسة السياسية التونسية والرأي العام ، وتؤشر إلى حالة من فقدان الثقة، من قبل الشعب التونسي، بالمؤسسة السياسية التي حكمت البلاد على مدار سنوات ماضية.

وبلغ نبيل لقروي من العمر 56 عاما،وبرز في تونس خلال السنوات الماضية من خلال كونه أحد الكوادر الإعلامية وذلك بعد تأسيسه لمجموعة «قروي & قروي» التي أنشأت قناة نسمة التليفزيونية المثيرة للجدل في عام 2007.

ولا يتعدى عمر نشاطه السياسي الثلاث سنوات، فقد ساهم القروي في تأسيس حزب نداء تونس مع الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي، إلا أنه أعلن رحيله عن الحزب بعد 3 سنوات فقط بسبب عدم اقتناعه بالسياسة التي يتبعها الراحل.

وفي يونيو الماضي قرر القروي  تأسيس حزب «قلب تونس» وهو الحزب الذي خاض من خلاله الانتخاات الرئاسية التونسية الحالية ووصل إلى جولة الإعادة.

اتهم القروي بأنه من فلول نظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن على، إلا أنه نفى تلك الاتهامات وقال إن النظام التونسي الراحل كان دائما ما يضع القيود أمام أعماله التجارية وشركاته.

وفي اغسطس الماضي ألقت السلطات التونسية القبض على القروي، ووجهت له عددا من الاتهامات منها غسيل الأموال وهو ما نفاه المتحدث بأسمه، فيما قضى القروي فترة الدعاية الانتخابية خلف القضبان وتصدرت زوجته بدلاً منه اللقاءات والمؤتمرات الانتخابية.

أما المرشح المتصدر نتائج الجولة الأولى، قيس سعيد فهو مجهول الشخصية، لا يعرف التونسيون عنه الكثير.

ودرس سعيد، القانون الدولي العام، ونال شهادة الدرسات المعمقة في القانون الدولي من كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس في العام 1985، وحصل على دبلوم الأكاديمية الدولية للقانون الدستوري بعدها بعام، ودبلوم المعهد الدولي للقانون الإنساني بسان ريمو في إيطاليا في 2001.

بدأ حياته المهنية كمدرس بكلية الحقوق والعلوم الاقتصادية والسياسية بسوسة سنة 1986، وانتقل للتدريس بكلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية بتونس سنة 1999.

وأعترف في لقائاته الماضية بأنه لم يكن ثوريًا ومعارضًا للنظام السابق بالمعنى المتعارف عليه، إلا أنه أكد أنه رفض الكثير من المناصب في العهد السابق، على غرار مستشار ورئيس ديوان، قائلا في أح حواراته الصحفية " قلت لا، يوم كان البعض ممن يظهرون اليوم في وسائل الإعلام يتمنون الاقتراب من دائرة القرار".

كما أكد المرشح في أكثر من مناسبة أنه لا يوجد ما يسمى بـ"دولة مدنية، أو دينية" بل هناك "حكومة مدنية، وحكومة دينية".

ويرفض سعيد، التحالف مع أي حزب سياسي، خاصة بعدما أكد في أكثر من مناسبة، أنه لن يتحالف مع أي من الأحزاب، مؤكدًا أنه سيحافظ على استقلاليته.

وذكر في حوار مع إحدى الصحف الخليجية، أنه لن يقبل بأي دعم مالي من أي جهة كانت، رافضًا حتى التمويل العمومي من ناحية مبدئية، "حتى لا يكون رهين أي جهة كانت من ناحية مالية أو سياسية".

ورغم تأكيده على رفض الحزبية، إلا أنه ظهر العام الماضي في مقابلة مع ممثل حزب التحرير، رضا بالحاج، المعروف بأنه كيان سلفي متشدد، ما جعل البعض يشك أنه سيستعين بالإسلاميين للفوز بالسباق الرئاسي.


تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك