كواليس زوجية
بالصدفة وقعت في مقالة بتتكلم عن الجواز بتحكي فيه الكاتبة عن ازي البنات شايفة الجواز قبل ماتخوض التجربة وأنه من واقع تجربتها الخاصة، الجواز مش زى الكليبات هنرمي بعض بمخدات والريش بيطير منها وإحنا بنتخانق، أو لما تزعلى جوزك هيخدك في حضنه ويطبطب عليكي والمشكلة تخلص، وانك مهما كنتي ختلفة ورائعة واختارتي راجل مثقف وذكي ومش تقليدي ومتفقين على كل حاجة لاز هتقعي فى فخ التعاسة اللي بينصبه الجواز، وانك طول مانت براه هتكوني شايفة كل حاجة حلوة وخيالك هيصورلك أن مش هتقعي فى أخطاء (المحاربين القدماء).
وعلى الرغم من منطقية الكلام ده وأنه أكيد مبني على تجربة حقيقة إلا أنه للأسف أصابنى بإحباط شديد في الوقت اللي بحاول فيه أخلق أمل جوايا من أن اكيد في سعادة في الجواز، أو على الأقل الصورة مش بالسواد دا كله!، جريت على صديقة ليا استنجادًا بيها وخلق نوع من المناقشة اللي ممكن تبعث الطمأنينة في قلبي وتحيي فيه أمل وجود سعادة في الجواز من جديد، وبالفعل اتناقشنا فى جوانب كثيرة قللت عندي من ترمومتر الإحباط،
لك فضل سؤال مهم يلح عليا: ايه هي المعادلة الصحيحة للجواز؟ هل الاختيار ولا الحب ولا أنا شخصيًا؟ ولا هو نصيب وأنت حظك مع البطيخة اللي القدر رامها فى سكتك وأن الموضوع فعلًا خارج عن السيطرة؟ ولا.. وفجأءة نطت فى دماغي كلمة كواليس، وزي ما يكون لقيت حاجة ضايعة مني في أوضة ضلمة.. ايواااا هي الكواليس.
فمع احترامي لكل شخص صاحب تجربة مهما كانت مثيرة ومليئة بالخبرات، إلا أن دايمًا وراء كل قصة مهما تشابهت أحداثها في أشخاص وتفاصيل مختلفة، في ناس مختلفة في طباعهم وأخلاقهم وطريقة تربيتهم وتفكيرهم وحاجات كتير، حتى عقدهم اللي جايز تكون سبب المشاكل بينهم برضو مختلفة.
اللي وراء الكواليس هو اللي دايمًا مابيتحكيش، هو حل لغز لكل مشكلة، وطرف المعادلة الغامض اللي صاحبها بس هو اللي يعرف إجابتها، وأن الواقع بيقول أن الجواز زي أي حاجة له جانبين حلو ووحش، والحياة عمومًا مستحيل تفضل على وتيرة واحدة، سعادة بس أو تعاسة طول الوقت.
التجارب مهمة ومحدش يقدر يقلل من دورها في تكوين خبرة معينة، لكن الأحكام في المطلق دا اللى غير منطقي، فمهما كانت تجارب الغير كبيرة وعميقة متخليهاش تأثر على حكايتك اللي لسة ما شافتش النور، قرارتنا وقناعتنا مفاتيحها دامًا جوانا، وطول الوقت الاختيار في إيدينا.
متخليش حد يملي عليك قواعد لعبة مش بتاعتك، كواليس قصتك أنت أكتر حد هتكون عارف تفاصيلها بحلوها ومرها، فقد تتشابه الأحداث لكن تختلف المشاعر والتفاصيل، خليك مؤمن بكواليسك الخاصة بيك أنت وبس.
