على آخر سلالم الانتحار

411

دايمَا بلحق نفسى على آخر سلالم الانتحار

وتفضل مشكلتى الحقيقية فى رجوعى لـ الأرض بسلام

لا عمرى انتحرت

ولا عارف اعيش !


قرأت الجملة دي من 5 سنين تقريبًا وفضلت حفظاها من وقتها .. لأن طول الوقت دي مشكلتي، مش قادرة اكمل في الحياة  ولا عندي شجاعة إني انهيها، ودايمًا مستنية اللحظة اللي هتختفي فيها مشاعري دي.

كل اليوم الصبح بقول لنفسي الرغبة الملحة في الانتحار دي مش رغبتك دا الاكتئاب، وبكرة هتخفي منه ويختفي وبالتبعية رغبتك في الانتحار، بس بكرة دا مجاش من 3 سنين!


مؤخرًا كل ما أسمع أو اقرأ عن شخص انتحر بحسده! وبسأل إزاي جاتله الشجاعة دي؟

إزي قدر يمشي من الحفلة بدري وسيطر على أمله بإن يمكن تكون الأغنية اللي هتشتغل كمان شوية الاغنية اللي بيحبها؟ 

إزاي قدر يودع ويكون زاهد في اللي جاي حتى وهو مش عارفه؟! 

إزاي قدر يقول لأ وحط نقطة بعدها مش فاصلة ؟

كنت زمان شايفة إن الشجاعة في الاستمرار في الحياة بكل مشقتها، بس دلوقتي مؤمنة إن المنتحرين قِدّيسينا. 



مع كل خبر خاص بـ انتحار شخص، اتفاجئ بشخص مستفز بيقول إزاي ودا كان بيضحك، دا كان خارج مع صحابه.... إلخ 

انا مقدرة إن أوقات الصدمة بتخلينا نسأل اسئلة م منطقية وإجابتها مش مفيدة لأي حد، بس أرجوكم كفاية أفكاركم ومعتقداتكم الغية النمطية عن المكتئبين والمنتحرين. 


انا بهتم بنفسي وبشتري لبس وبخرج مع صحابي وبشتغل وبترقى وباكل في أماكن حلوة أوي وبضحك كأني معرفش الحزن، بس مفاجأة انا مريضة اكتئاب وعندي أفكار انتحارية طول الوقت، وكل يوم الحياة بتتسحب مني كأنها مستتقلة وجودي فيها، ومخاوفي بتكبر وقربت تاكلني! 


 انا أغلب الوقت بقول للناس إن الحياة بسيطة ولازم نبسطها، في نفس الوقت اللي أنا بعيش فيه أبشع تعقيداتها.

بشاور للناس على طرق النجاة، وانا واقفة في مفترق الطرق

بقولهم إن المعافرة في الحياة منتهى الشجاعة والمغاورة وانا شايفاها منتهى العبثية وانعدام النطق.


فأرجوكم اخلعوا أفكاركم المعلبة عن مرضى الاكتئاب والأفكار الانتحارية احنا بنمارس الحياة بس مفارقينها من زمان. 

"المنتحرون قِدَيسونا.

الذين لم تسعهم الحياة، ففتحوا فسحة في الموت.

تعالوا عن هِبةٍ، عن ضيافةٍ حدثت بالصدفة، عن مائدةٍ كانوا هم طبقها، وصفقوا الباب وراءهم وغادروا"  



 


تسجيل الايميل

شارك وفر معانا وابعت تدوينتك