الصنعة

441

الصنعة هي كلمة ترددت كثيراً علي مَسمعنا أستعشرتها حواسنا قبل أعيننا بكل جد وإتقان ، لمستها إيدينا و أرجلنا وقلوبنا و " أكلنا الشهد"  من ورائها ،

علي مدار أجيال عدة فاتت منذ القرون الوسطي  و ما قبلها وحتي الآن من كتاب وصف مصر والذي جمع اكثر من مائة حرفة وصنعه اتقنتها السيدة و الراجل المصري من الحداده إلي ثقل الذهب و تشكيل الحجاره الكريمة من الجارة الي هندسة الارابيسك وتجميع قطع الأخشاب الصغيره لصناعة قطع فنيه دون استخدام مسمار واحد حتي و كلما قلة استخدام المسامير كلما زادت البراعة ..

تلازمنا مؤخرا تحت ظل الجو العام للأنهيار الأقتصادي وسوء مجال العمل ومع طغيان الاستيراد و استبدال كل احتياجاتنا بالمنتجات الصيني بداية من علبة الكبريت إلي سوق السيرات ، حتي أصبحت حرفة الصنايعي المصري أغلى ما وجدت و أتقن ما علي الساحة ولكن لا يوجد في جيب الشعب ما يمكنه أمتلاك أحد الإبداعات  ، فتتكدس المخازن و يبخس ثمن الفن والصنعه ..

و أتينا في السنوات الاخيرة ليس اكثر تحت شعار النستولجيا من خلال مضمون الجملة المشهورة و هى " يا بني متضعيش صنعة أبوك" ، لأن في الأوقات الاخيره مع قلة رص الوظائف و ضيق سوق العمل الفرصة الوحيدة التي نتملكها هي فرصة الصنعه الحرفة التي يفتقدها الكثيرين مننا ، ولكن في عصرنا هذه ومع طغيان التكنولجيا علي الواقع العام تصبح الصنعه والحرفة هي الموهبه التي يتمكلها كلاً مننا ، الموهبه هي النفس و الذات الحقيقة التي يستطيع الكل التعبير عنها بكل أتقان في مجالات كثيرة ومختلفة ، و مع ضيق الأبداع في الجو الذي يحتد عليه سوء سوق الذوق العام في الثقافة و الفن و الأقتصاد ، يأتي الأبداع في جيلا تلهف لنيل وظيفة ما بواسطة أو من غير واسطة بالسعي وراء هدفه بالمصالح أو من غير ، ولكن للأحقية و لكلمة حق " الصنعة " والحرفة و الأبداع بها ه الشئ الوحيد الذي يمكن أن يتميز الإنسان فيه دون غيره  و ذلك لقلة المبدعين ونُدرتهم فمن مننا بيكاسو او بيتهوفن او عباس العقاد ، وكم مره يولد بيننا موهوب حقيقي ؟ 

النستولجيا التي اتحدث عنها هي نستولوجيا الرجوع الي الماضي من كل الجوانب والبعد عن عصر السرعة بكل فرصه ممكنه ، حتي أذوقنا أصبحت تحن الي الأواني النحاسية والكليم والقعده العربي ، الكل أصبح عاطل والكل أصبح صانيعي وحرفي وفنان ، في المقابل بيصبح المنتظر شئ جديد ، المنتظر تغيير في الذوق العام تغيير يمكنه تحفيز شباب البازارات والمنتجين و الفنانين حتي يستطيعون التطوير من نفسهم مره أخرى لجذب عين المشاهد و هذا في أصبح في بداية جديدة لظهوره ،

اتمني و من قلبي استعادة الناس للبساطة و لشكل البيت المصري القديم حتي يستطيع كل شاب " أنه يدي للصنعه حقها "

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك