نقتل أولا.. ثم نبحث الأمر بعد ذلك

470

قبل ثلاثة أيام وأثناء قيام عامل قمامة بالقيام بعمله من تفريغ المخلفات من صندوق قمامة بشارع مصطفى كامل محافظة الأسكندرية ، عثر على أجزاء من جسم بشري موضوعة في أكياس وملقاة داخل صندوق القمامة . كإجراء طبيعي أسرع العامل بأبلاغ دائرة القسم التابع للمنطقة التي عثر فيها على الجسد المقطع وهي دائرة قسم منتزة ثاني الذي أرسل قوة للمكان وفحصوا القمامة ليجدوا أطرافا مقطعة بآلة حادة لفتاة في الثلاثين من العمر مفصولة الرأس . وبعد عمل التحريات توصلوا لاسم الفتاة ومحل سكنها وبمداهمتة ألقوا القبض على والدها ( يعمل نقاشا ويبلغ من العمر خمسون عاما ) وعثروا داخل الثلاجة على باقي أطراف جسد الفتاة ورأسها الذي تظهر عليه علامات الضرب والتعذيب .

قال الأب قاتل ابنته في اعترافاته انه كان دائم الشك في سلوك ابنته لانها تتحدث كثيرا في الهاتف وتخرج من المنزل كثيرا ، وكان دائم الشجار معها بسبب تصرفاتها ، وعندما تقدم لها عريس للزواج منها ابتهج لانها سترحل بمشاكلها وستستق حياتها ، الا انه فوجيء بها تعود الى المنزل بعد شهر واحد من الزواج لتخبره ان زوجها طلقها . سارع الأب بالاتصال بالزوج الذي أخبره ان ابنته تخونه وانها سيئة التربية ، وبلا أي حديث او نقاش قرر ان يعيد تربيتها بالضرب ف تشاجر الأب مع ابنته وقام بضربها وخنقها حتى الموت ثم قام بأحضار منشار كهربائي وفصل رأسها عن جسدها ثم قطع اطرافها والقى بجزء منها في القمامه بينما احتفظ بباقي الأجزاء في الثلاجه ليلقي بها في مكان اخر حتى لايكتشف امره . الشك مجرد الشك دفع اب بلا اي مشاعر الى تقطيع ابنته الى اجزاء بلا ندم ،

حلقة أخرى في سلسال جرائم الشرف المنتشر بشكل كبير في مجتمعنا العبي وخاصة مصر ، لا يمر اسبوع دون وقوع حادثتين او ثلاث قتل بمنتهى البشاعه سواءا من الاب او الاخ او الزوج والسبب هو الشك في سلوك المرأة . وفي النظر الى اسباب الانتشار نجد العديد من العوامل التي تشجع على القيام بهذه الجرائم وليس الحد منها . على سبيل المثال وليس الحصر فأن القانون والذي من المفترض أن يكون الرادع الأول عن ارتكاب الجريمة يعطي قاتل ابنته او اخته او زوجته حكما مخففا لايتعدى الثلاث سنوات  او البراءه في احيان كثيره ، وتوضع جرائم الشرف حينها تحت مسمى القتل الخطأ، وفي هذا خطأ كبير لتبرير القتل واعطاء الاحقية في تلك الحالات لازهاق النفس في المطلق وهو مالم نص عليه اي شريعة سماوية  . ايضا بالاضافه الى العقوبة الواهية التي يستهان بها يوجد العرف المجتمعي والذي يربط اي  سلوك لا يرضيه في المرأة بشرف الذكر في منزلها ، فمجرد ان تحاول المرأة ان تمارس جزء من حريتها في شكلها او عملها او حتى طريقة تعاملها مع الجنس الاخر تنتشر حولها الشائعات والأقاويل ورمي الاتهامات والشكوك في قلب كل المحيطين بها من ذويها لتثار حفيظتهم ويسارعون بتنفيذ جريمتهم حتى يحتفي به المجتمع ويباركون صنيعه  بغسل عاره بلا تردد او تفكير او حتى التأكد من حقيقة تلك الشائعات و احقية الناس في الحديث  فيكون مجرد الشك دافعا كبيرا للقتل . ايضا احد اه الاسباب التربية الخاطئة ، فالسائد في المجتمع ايضا انه لايوجد لغة للحوار بين الاب وبناته ،  فهذه مهمه الأم ، وأرى في ذلك خطأ عظيم لان نتيجة عدم وجود حوار ودي مليء بالأمان والسكون والطمأنينه بين الاب وبناته يولد فجوة فكرية كبيرة بينهما خاصة في مراحل المراهقة التي تكون الفتاة فيها في تخبط شديد بين الطفولة والبلوغ وتحتاج الى النصح والارشاد والحماية التي يوفرها دائما الأب والاخ ، ولكن بدلا من ذلك تكون علاقتهما معدومة ويفرض عليها الكلام والأوامر والطاعة بلا جدال فان خالفتهم يستعاض عن لغة الكلام والحوار الهاديء بالضرب والعنف والطرد احيانا . المشكلة كبيرة وتحتاج الى تدخل جميع الأطراف المعنية بها لايجاد حل جذري  تستوجب تعديلا ت عديد لردعها والحد منها سواءا على المستوى القانوني او على مستوى الوعي المجتمعي واسس التربية والتعليم الصحيحه .

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك