كأس الأمم الإفريقية.. جسد بلا روح

403


كأس الأمم الإفريقية حدث كروي كبير يحدث كل عامين، ينتظره مشجعون الكرة في إفريقيا بشغف، الجميع ينتظر أن يستمتع بمتعة الكرة ينتظر أن يرفع منتخب بلاده الكأس كأفضل منتخب في القارة السمراء، وبالطبع هيا فترة راحة للمتعصبين كرويًا، فكل مشجعين الأندية يتجمعون في مكان واحد لتشجيع منتخب بلادهم، فتتجمع فرحتهم في المكسب وحزنهم في خسارة.


الكرة هيا متعة الفراء الأفيون الذي قد يعطيهم الجلد على تحمل الظروف الأقتصادية، هيا فقرة تصلهم عن مشاق الحياة وهمومها، هذا العام تنظم مصر البطولة بعد أن تم سحبها من الكاميرون لعدم كفاءت ملاعبها، لتحظى بها مصر صاحبة الرقم القياسي في إحراز كأس الأمم الأفريقية بسبعة ألقاب، وكأس الأمم الإفريقية يختلف كثيرًا عن أي بطولة أخرى تنظمها القارة الإفريقية، فهى تعد ثالث أهم بطولة في العالم بعد كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية، إلا أن هناك قرارًا غريبًا من الأتحاد المصري لكرة القدم بشأن أسعار تذاكر مبارايات كأس الأمم الإفريقية، حيث قرر أن يجعل أسعار التذاكر وقد لا أكون مخطئًا إن قلت أنه خياليًا نظرًا للظروق الأقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، فقرر أن تكو أسعار تذاكر كأس الأمم الإفريقية 200 جنيهًا للدرجة الثالثة في مباريات المنتخب المصري صاحب التنظيم و100 جنيهًا لمباريات المنتخبات الأخرى، على أن تكون أسعار تذاكر المنتخب المصري أغلى من أسعار المنتخبات الأخرى، وأخذًا بمبدأ المسواة لم يفرق بين المصريين والأجانب فكانت المساواة بين من تُنظم البطولة في بلادهم وبين جماهير المنتخبات الأخرى!.


منذ فترة ليست بالقصيرة تم منع الجماهير من حضور المباريات ومشاهدت أنديتهم في المدرجات، وبالطبع أقصد مشجعين الكرة من الطبقة تحت المتوسطة وليس الأعضاء، مع وضع قيود في بعض المباريات التي يكون حضور الجماهير فيها إجباريًا كمباريات إفريقيا، فمن المستحيل أن تنظم بطولة أمم إفريقيا بدون جمهور، فكان الهدف من جعل تذاكر مباريات كأس الأمم الإفريقية باهظة الثمن هو أستهداف نفس الطبقة التي أعتادت المدرجات عليها منذ فترة، وإبعاد باقي الجماهير من المدرجات ليبقى الحال كما هو عليه، وبالطبع إبعادهم خوفًا من رفع شعارات سياسية أو هتافات لايستطيعون السيطرة عليها في بطولة تشاهدها القارة بأكملها.  


الدولة التي تنظم أي بطولة قارية يكون الغرض منها هو إظهار براعة وكفاءة الدولة في التنظيم وخصوصا في الظروف الأمية والإقتصادية التي تمر بها مصر، فلا يكون الهدف الأساسي هو كيفية جني أموال من تنظيم البطولة، فبعيدًا عن كأس الأمم الإفريقية هناك مشكلة نعاني منها مع أختلاف الأنظمة، وهي أن أي مسئول يتولى منصب قيادي في الدولة بأن يكون وزيرًا مثلًا، يعتقد أن نجاحه متعلق بكيفية تحقيق أكبر دخل لتلك المؤسسة أو ذاك، ولا يعلم أن منصبه ليس ربحي ولا يسعى مطلقًا لتحقيق الربح، دوره يتلخص في أن يؤدي الخدمة للمواطن بأقل سعر وبأسهل الطرق فهو في ذلك المنصب لأجل ذلك فقط.


على الرغم من الغضب الذي ساد بعد الإعلان عن أسعار التذاكر، فلا يوجد أي رد فعل يصحح هذا القرار الفاشل من اللجنة المنظمة للبطولة، فطبعًا من الصعب أن يعترف أي مسئول في مصر بأنه أخطئ أو فشل في إتخاذ قرار معين، بل ويتعين علينا أن نتحمل تبعات ذلك القرار في صمت، وكالعادة كانت هناك التبريرات المعتادة والتي تقال في أي مشكلة متعلقة بالأسعار "شوفو أسعار أوروبا"

وطبعًا لسنا بحاجه للرد على هذه التبريرات فهم يكذبون ويعرفون أنهم يكذبون ونحن نعرف أيضًا انهم يكذبون.

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك