لماذا نستمر في البقاء؟؟

307


هل أتت لك هذه الفكرة من قبل..

أن العالم مكان قبيح غير عادل، ولا يجب أن نسايره في قبحه بعد الآن، وننهي حياتنا بأي طريقة حتي ننقذ أرواحنا من كل هذا القبح.

لا أعلم ماا عنك، ولكن تراودني هذه الفكرة كثيراً..

لماذا أنا هنا؟ ماذا يضيف استمراري إلى هذا الكون؟ ماذا كان سينقص أن لم أكن هنا؟ 

ماذا سوف أترك وراءي إذا رحلت؟

هل وجودي يساعد أحد ما في هذا العالم؟

هل عدم وجودي سيؤثر على أي شيء في هذا العالم؟

لماذا على أن أتحمل هذا القبح يوم آخر؟

من قال ان الانتحار أمر غير مقبول وأن الأقوياء فقط هم من يصمدون؟

نصدم من أجل من ولمن؟ لأنفسنا؟ ماذا لو لم أعد أرغب في الحياة؟ ماذا لو أردت أن استسلم؟ لماذا على أن أجبر نفسي على التحمل؟


ألم يقل الجميع اني مُخير، لست مُصير؟ إذاً اتركوني أختار الرحيل، اتركوني أستسلم، فأنا لم أعد أقوى علي المحاربة بعد الآن

الحياة أصبحت دنيئة، غير محفزة للبقاء

لا أملك شيء يبني رغبتي في الاستمرار، لا أملك حب.. مال.. صحة.. نجاح.. سلطة، لا أملك المحفزات التي يملكها بعضكم وتجعلكم تتمسكون بهذه الحياة.

فأنا اخسر كل شيء، ولا أعرف ما الخلل في قراري العقلاني بإنهاء حياتي بنفسي، ففي كل الأحوال سوف تنتهي عاجلاً أم آجلاً

لماذا لا يتركنا الجميع نتحكم لمره واحدة في زمام الأمور، لماذا لا يتركنا العالم لمرة أن نختار وجودنا من عدمه

فأنا لم أختار هذه الحياة، ولم أختار أن يكون مستوى ذكاءي ضئيل وقدرتي محدودة الإبداع بهذا لشكل 

صدقني، أنا احاول طوال الوقت، ابذل قصارى جهدي حتى اخلق لحياتي عني، حتي أكون شخص مهم ذو مكانه مميزة ومرموقة

أريد من كل قلبي ان أضيف شيئاً لهذا العالم

أتمنى لو كنت بالذكاء الكافي الذي يجعلني أخترع علاج لمرضى الإيدز والزهايمر والسرطان..

اتمنى لو كنت أملك الكثير من المال حتى أكون قادر على إنقاذ حياة كل طفل بلا مأوى ويتيم. 

اتمنى لو كنت حر غير مقيد بالعادات والقوانين حتى اطوف وأزور العالم بأكمله

أتمنى لو كنت شخص أخر.. أتمنى لو كنت مفعم بالحياة والأمل، حتى أتمسك بكل ما أوتي من قوة بهذه الحياة العفنة

ولكني لا أريد، لم أعد أريد أن أبقى

فحياتي مرهقة مؤلمه بلا معنى.. مثلما هي حياة الكثيرون، ولكنهم غير شجعان ما يكفي حتى يعترفوا بذلك 


الكل يعتقد أن الرحيل ضعف وأن الأقوياء فقط هم من يتشبثون بالحياة بكل الطرق.. ولكن هذا عبث.. لماذا علي أن أتمسك بشيء يتعسني! لماذا على أن استمر في مكان لم اختار ان اكون به منذ البداية!

حتي مجيئ لهذا العالم كان إجبارً من أبي وأمي.. لم يسألني أحد إذا كنت أريد أن أكون هنا ام لا

لم يسألني أحد أي دين أريد ان اعتنق وأي معتقد أريد أن أتبع

اي ملابس أريد أن ارتدي، وأي لون أريد أن تكون بشرتي..

لم يسألني أحد إذا كنت اريد ان أكون من الأساس أم لا

فكل شيء اختر لي رغماً عني، بدون استأذني أو حتى إعطاءي فرصه واحده كي أقبل أو أرفض


يا إلهي، أيعقل أن تكون هذه الحياة التي صنعتنا من أجلها!

أيعقل أن يكون هناك مكان اسوء من هذا، وان هذا ليس الجحيم بعد!

لا أعلم ما هو أسوأ من قتل الأطفال وتشويه النساء وحرق البلاد وتشريد الأبرياء وغرق اللاجئين والاغتصاب والختان والتعذيب والظلم والحروب والاحتلالات والانفجارات .. أليس هذا الجحيم بعينه!

ارجوك يا الله.. ان كنت تسمعني.. اجعل كل ذلك الشر يتوقف.. أو أجعل قلوبنا تتوقف وارحمنا مما نحن به الآن.. أو اسمح لنا أن ننهي حياتنا بأنفسنا بدون ان نلقي في النار لموتنا كفار.


تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك