محافظ أسوان بين الحل السهل وتحمل المسؤولية

447

صدمني خبر غرق طفل 13 عام مع والده في نيل أسوان وكان معهم شخص ثالث فيما نجى الشخص الرابع من الغرق بأعجوبة، وكان هذا الخبر بعد يوم واحد فقط من خبر استمرار البحث عن جثة شهيد الشهامة محمد سعودي 25 عام الذي دفع حياته ثمنًا لإنقاذ سيدة وطفليها من الغرق وكل طموح أسرته الآن هو العثور على جثمان نجلهم، هل تخيلت معي أن تكون أقصى طموح أسرة أن تجد قبراً تبكي عليه على زهرة شباب نجلهم ولا يتحقق .

مع شدة الحرارة الصيف في أسوان كل عام ينقسم أهالي أسوان بين من يذهب إلى المصيف لقضاء عطلة الصيف ومن يجدد اشتراك النادي وحمام السباحة بينما يلجأ الأغلبية ممن ضاقت بهم السبل في ظل ظروف الحياة المادية الصعبة إلى الجزر و بعض الشواطئ النيلية المشهورة بممارسة السباحة ومن هم دون هذه الطبقة يكتفون بالسباحة في أي مكان متاح على ضفاف النيل لم يصل إليه العمران بعد، وهم الشريحة لأكبر وأكثر الفئات عرضة للغرق نظراً لعدم وجود منقذين أو مسعفين في حاله الغرق بجانب عدم جاهزية هذه المناطق من الأساس للسباحة في نهر النيل لأسباب عدة وهي عدم توافر تدرج لمنسوب المياه و وجود دوامات المياه والتيارات المائية القوية التي تستطيع سحب أي شخص مهما كان محترف لمصير الغرق لا قدر الله .

دفعتني الصدمة والحزن الشديد على أرواح أبناء أسوان لعرض مبادرة على مجموعة من صفحات التواصل الاجتماعي نطالب فيها تدخل محافظ أسوان اللواء أحمد إبراهيم، بإعلان مناطق آمنة للسباحة على ضفاف نهر النيل بأسوان بالتعاون مع الجهات المختصة من وزارة الموارد المائية والري و شرطة البيئة والمسطحات المائية و وزارة الشباب والرياضة بإشراف من ديوان عام محافظة أسوان، بهدف الحفاظ على حياة من ضاقت بهم السبل ولجأوا للنيل.

تواصل معي أحد القيادات بديوان عام المحافظة بمبادرة شخصية منه مشكوراً لفهم حيثيات المبادرة والمناقشة فيها قبل عرضها على من في يدهم القرار وأكدنا إذا لم يكن من المتاح توفير أماكن آمنة للسباحة في نهر النيل لهؤلاء البسطاء فأبسط الإيمان هو فتح حمامات السباحة التابعة لوزارة الشباب والرياضة يوم في الأسبوع بأجر رمزي لهم وخصوصاً أن منهم حمام سباحة رئيسي مغلق على كورنيش النيل.

ولكن يبدو أن ديوان عام المحفظة قام باختيار القرار السهل بإعلان المحافظ منع السباحة عموماً في نهر النيل دون أن يترك بدائل للبسطاء واكتفى بتوجيه وكيل وزارة الشباب والرياضة بفتح حمامات السباحة التابعة للأندية الرياضية أمام الجمهور وتسهيل إجراءات ممارسة رياضة السباحة للجميع، وهنا يطرح السؤال نفسه فهل يقدر الجميع على دفع ثمن اشتراك حمام السباحة؟! 

السيد محافظ أسوان إذا كنت تبحث عن رفع الحرج والمسؤولية عن غرق المواطنين في نهر النيل فقد فعلت بالفعل بقرارك الأخير بمنع السباحة بنهر النيل، أما إذا كنت تبحث عن حل جذري للمشكلة فالخيارات مازالت متاحة كما ذكرت لسيادتكم.


تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك