بعد 6سنوات على مذبحة ماسبيرو .. هل تم علاج المسببات؟؟

841


احداث كتير لِسَّه فيها غموض لغاية انهاردة،وتفاصيل واسرار كتير لِسَّه لغاية انهاردة مش واضحة قوي داخل احداث كتير هامة مرت علي مصر بعد الثورة، من ضمنها ومن أهمها مذبح ماسبيرو.

وللأسف الشديد مع مرور الوقت فيه تفاصيل كتير بتسقط من الذاكرة، فلازم كل فترة نفكر نفسنا ونفكر الناس وتفكر الأجيال الجديدة بالي حصل، خصوصا وسط آلة الكذب والتضليل في الاعلام الرسمي.


كانت البداية لما قامت مجموعة من المتطرفين يهدم كنيسة الماريناب في أسوان.

 ليه هدموها؟  …. أهو غلاسة كده.. ناس مش عايزين الآخر يعيش هو كمان، ومش بيعبروا إن المختلف عنهم له حقوق زيهم، ماكانوش فقط سلفيين ولا اخوان ، لكن كان فيه كمان مواطنين عاديين شاركوا في الواقعة،خلينا نعترف إن ان اأفكار الفاشية والتطرف وكراهية الاخر منتشرة في المجتمع في قطاعات كتير، وللأسف بتزيد كل يوم طالما مفيش علاج ومفيش نية للعلاج.

 مش عايزين الكنيسة هنا.

 ليه؟ …. هو كده وخلاص.


الكنيسة اتهدمت، والمواطنين الأقباط ثاروا، ودا حقهم لأنهم مش حاسين بالحماية وخصوصا مع تصاعد الصوت المتطرف ومع تزايد الاعتداءات، واللي زود المشكلة وقتها تصريحات محافظ أسوان اللي قال تصريحات بيبرر فيها هدم الكنيسة.

وتصاعد الغضب في اكثر من محافظة، وانتظمت عدة مسيرات واعتصامات للمطالبة بمحاسبة المتطرفين اللي قاموا بعدم الكنيسة و محاسبة محافظ أسوان علي تصريحاته، واقرار قانون دور العبادة الموحد اللي الناس بيطالبوا بين من عشرات السنين .



الأمن المركزي والشرطة العسكرية قاموا بفض اعتصام الشباب الأقباط امام ماسبيرو يوم ٤ أكتوبر ٢٠١١، وفي اليوم ده انضرب غاز كتير واصيب شباب كتير عند ماسبيرو، والشرطة العسكرية ضربت شباب كتير في اليوم ده، وده أدي لاشتعال الموقف اكثر وزيادة الغضب، إن ناس بيطالبوا بحقوقهم يتم الاعتداء عليهم بالغاز والضرب.


تم الإعلان عن مسيرة من شبرًا لماسبيرو مرة اخري يوم ٩ أكتوبر ، وأعلن القس فلوباتير عن يوم الغضب القبطي، وتجمعت مسيرة كبيرة من شبرًا إلي ماسبيرو، مسيرة شارك فيها مسلمين شايفن إن الأقباط ليهم حقوق ولازم نساندهم في المطالبة بحقوقهم ، ولازم كانتا نكون ضد الخطاب الديني المتطرف اللي بيحل دم الاخر.


 وفي الطريق لماسبيرووعند السبتية كده، ظهرت مجموعات بيحدفوا طوب علي المسيرة، ماتعرفش ليه، وهل هم أهالي السبتية المتأثرين بالخطاب الديني المتطرف اللي بيكفر الاخر؟ ولا هل دول مجموعات من أهالي السبتية اللي عايزين يعملوا واجب مع السلطة والمجلس العسكري والداخلية؟ ولا الاتنين مع بعض تأثر بخطاب شعبوي متطرف مع مجاملة السلطة بحدف الطوب علي المسيرة؟ ولا فعلا طرف تالت زي ما ناس كانت بتقول وقتها.


وقبل ما المسيرة توصل لماسبيرو بأت الشرطة العسكريةتضرب النار علي المسيرة، وبدأ الكر والفر، والمدرعات دهست علي الشباب، غير الخرطوش والغاز.

وكطبيعة النظام السلطوي بنلاقي عادة التليفزيون الرسمي يقف في صف السلطة ويردد الخطاب حتي لو كله اكاذيب واضحة،  لكن في المرة دي كان فيه مذيعات في التليفزيون الرسمي لم يكتفوا بترديد الخطاب الأمني ، بل كانوا بيحرضوا الناس علي الخروج لقتل الاقباط.

انزلوا احموا الجيش!!!

مذيعة. قديمة تابعة لأجهزة الأمن ومؤسسة الرئاسة من ايام مبارك اسمها رشا مجدي، ساهمت في قتل الشباب عن طريق تحريضها علي الهواء ضد المتظاهرين الأقباط، بل إن بناء علي كلماتها نزل عشرات المتطرفين يطاردوا الأقباط حتى علي أبواب المستشفي القبطي.

المذيعة دي حالا لِسَّه بتظهر في قنوات الأجهزة، بدون أي تأنيب ضمير ولا محاسبة علي التحريض ولا الدم اللي تسببت فيه، بل تعتبر في عرف اجهزة السلطة مذيعة وطنية بتساهم في حماية الدولة ضد أعداء الوطن.


اليوم ده برضه خرج مواطنين متطرفين، علشان يطاردوا ويقتلوا الأقباط في شوارع منطقة ماسبيرو، أو علي الأقل يضربوهم ويسلموهم للجيش بدل القتل، مواطن برضه فاكر انه كده بيحمي دينه ، أو بيحمي جيش بلده ، عن طريق قتل وضرب الاقباط.

السلفيين وقتها والاخوان كانوا في معسكر المجلس العسكري ودعم السلطة، زيهم زي فلول مبارك، برضه بحجج الحفاظ علي عمود الخيمة، نفس موقفهم من ايام استفتاء مار ٢٠١١.


الدعايا الإعلامية للإخوان والسلفيين ، كان نفس خطاب المجلس العسكري وفلول مبارك والدولجية، خطاب يلقي اللوم علي الأقباط ويحملهم المسئولية، خطاب يلقي اللوم علي الثورة وشباب الثورة، ، خطاب عدائي، وخطاب طائفي ، خطاب يتبينى ويروج نظرية المؤامرة، 


مؤامرة ضد الجيش … مؤامرة ضد الاسلام … مؤامرة لافشال الانتخابات البرلمانية والعرس الديمقراطي اللي الاخوان والسلفيين منتظرينه علي أحر من الجمر، طمعا في الانفراد بكل شئ بعد ذلك.


المجلس العسكري أنكر كل اللي حصل، قالوا كالعادة لم نطلق رصاصة واحدة، وكأن اللي ماتوا هم اللي قتلوا نفسهم بالدبابات، وبعدها تم القبض علي علاء عبد الفتاح واتحبس احتياطيا لشهور بتهمة غير منطقية انه ساق الدبابة وخبط الناس، رغم انه ماكانش موجود في المكان وقتها أساسا.


٦ سنوات مرت علي مذبحة ماسبيرو، لكن لِسَّه فاكر المستشفي القبطي بعد المذبحة والدم اللي علي الارض وبكاء الاهالى.


٦ سنين ولسه فاكر صوت الزميل اللي كان بيبكي ويصرخ وانا داخل المستشفي، مينا دانيال أتقتل يا ماهر، العسكر قتلوا مينا يا ماهر.


٦سنوات مرت علي المذبحة، لكن هل تم علاج أسباب وجذور الموضوع؟ الخطاب اليني المتطرف! أوالتفسيرات التي تبيح دم الاخر لمجرد أنه غير مسلم ، أو الأسباب التي تدفع الأقباط والكنيسة الي الاحتماء بالسلطة مهما كانت قمعية ودموية.

وكيف نحارب الخطاب الطائفي المتعصب أو نحارب الكراهية، أو ندعوا الي نشر التسامح في المجتمع اذا كانت السلطة الحاكمة تعتمد علي خطاب الفاشية والتخوين وكراهية كل من هو مختلف عن الخط المرسوم؟


كيف ندعوا إلي عدم استغلال الدين في السياسة ، وندعوا لمنع التحريض ضد الآخر، إذا كانت السلطة الحالية تستغل المؤسسات الدينية(الاسلامية والمسيحية) في السياسة وفي ضمان البقاء في السلطة؟


كيف يتحدث البعض عن وقف التحريض الإعلامي إذا كان التحريض الإعلامي ضد الاخر هو الوسيلة الوحيدة للبقاء في السلطة.


كيف يتعلم المجتمع قبول الاخر ،والتعايش معه كما هو مهما كان مختلف في الدين أو الفكر أو الطائفة ،إذا كانت السلطة في مصر تُمارس الاقصاء والتخوين والعزل والاضطهاد لكل من يعترض أو ينتقد أو يرفض السير في القطيع؟



تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك