المدارس المصرية واستغلال الأطفال سياسيا .. بمباركة السيد الوزير

620

بكلام مرتب وأناقة فائقة وإبتسامة هادئة، بدأ وزير التربية والتعليم الحالي الدكتور "طارق شوقي" تصريحاته عن الخطط المستقبلية للتعليم في مصر، منذ اللحظات الأولى لتولي منصبه بشهر فبراير لعام 2017، استبشر عدد من المتابعين لتلك التصريحات خيرًا في تلك الوزارة، التي سرعان ما عادت لتفاجيء وتبهر الرأي العام بقرارتها المثيرة، والتي كان أخرها إقرار وتعميم نشيد الصاعقة بالمدارس، وجعل الطلاب ترددh بطابور الصباح كل يوم بالطابور الصباحي، وأيضًا أثناء الحصص.

وقالوا ايه ؟!:

تسابقت المدارس في إظهار الولاء والطاعة، لما أصدر من تعليمات لوزير التربية والتعليم، بعد أن أٌصدر قرار إداري، أعلن عنه في بيان أصدر عن الوزارة في أوائل شهر مارس الماضي، وعللت الوزارة فيه إن تعميم إذاعة نشيد الصاعقة "قالوا إيه" فى المدارس هدفه غرس قيم المواطنة وبث روح الولاء والانتماء لدى الطلاب.


لم تكتف الوزارة بإجبار الطلاب بترديد هذا النشيد صباح كل يوم،  بل قامت عدد من المدارس بتصوير الأطفال أثناء ترديده سواء بالطابور الصباحي أو بالفصول أثناء اليوم الدراسي،وإذاعته على منصات السوشيال ميديا، في حالة من التسابق بين المدارس لإثبات ولائهم لما أصدر من تعليمات لوزير التربية والتعليم.

https://www.youtube.com/watch?v=YME__J0gF-k

https://www.youtube.com/watch?v=1mLT6m7Jh8w

https://www.youtube.com/watch?v=1ZirKToSsK8

https://www.youtube.com/watch?v=6GHjv5whoPs


مسيرات طلابية من المدارس :

 قامت بعض المدارس في عدد من المحافظات، بخروج مسيرات طلابية بالزي الرسمي وأثناء اليوم الدراسي  بالشوارع لتأيد المشاركة في الإنتخابات الرئاسية المقبلة، وذلك قبل إجرائها بأيام قليلة.




" تصوير الطلاب وخروجهم مسيرات بالشوارع"، أشياء تخالف قوانين الطفل التي حظرت إستغلال الطفل بكافة الأشكال،إلى جانب القوانين التي أكدت على سلامة الطفل وحذرت من تعرضه للخطر.

وقد ذكر منظمي المسيرة أنها قانونية وتم التصريح لها من قبل الادارة التعليمية وادارة المدارس المشاركة والشرطة .



حظر جريمة إستغلال الأطفال وتعرضهم للخطر:

يبدو أن وزارة التربية والتعليم تناست أن للطفل حقوق حفظها القانون واتفاقية حقوق الطفل التي وقعت عليها مصر منذ أن أعتمدت بعام 1989.

أعتبرت المادة (1) من قانون الطفل والإتفاقية؛" أن كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره طفل بموجب القانون المنطبق عليه"، وبالتالي فإن معظم  الطلاب الذين شاركوا بالمسيرات وتم تصويرهم ونشر تلك الفيديوهات يعدوا أطفال بموجب القانون واتفاقية حقوق الطفل.

ووفقًا لاتفاقية حقوق الطفل فإن المواد(32،34) بالإضافة إلى الفقرة الثانية للمادة(36)، تحظر على الدول الموقعة على الإتفاقية والتي من بينها مصر إستغلال الأطفال.

كما تؤكد على حماية الطفل من كافة أشكال الأستغلال ومن أداء أي عمل يحتمل أن يكون خطيراً أو يعرقل تعليم الطفل أو يضر بصحة الطفل أو بنمائه البدني أو العقلي أو الروحي أو الخلقي أو الاجتماعي.

وبالقانون رقم 12 لسنة 1996 والمعدل بالقانون 126 لسنة 2008، فقدجاءت المادة (1) لتنص على " تكفل الدولة حماية الطفولة واأمومة ، وترعى الأطفال ، وتعمل على تهيئة الظروف المناسبة لتنشئتهم التنشئة الصحيحة من كافة النواحى فى إطار من الحرية والكرامة الإنسانية،كما تكفل الدولة ، كحد أدنى ، حقوق الطفل الواردة باتفاقية حقوق الطفل وغيرها من المواثيق الدولية ذات الصلة النافذة فى مصر".


ليست المرة الأولى " عاش السيسي... عاش السيد المحافظ":

لم يكن تصوير الأطفال أثناء تأدية نشيد الصاعقة الذي فرض على المدارس المصرية هو الواقعة الأولى من نوعها، ففي أكتوبر الماضي، إنتشر مقطع فيديو على منصات  اتواصل الإجتماعي لمدرسة "الصلعا" الابتدائية، في محافظة سوهاج في صعيد مص، جاء فيه طلاب المدرسة يهتفون" للمحافظ والسيسي" بدلًا من تحية العلم أثناء الطابور الصباحي.

حيث ردد الطلاب "عاش السيسي... عاش السيد المحافظ... عاش وكيل الوزارة... عاش مدير الإدارة"، خلف أحد المدرسين الذي قاد هذا الهتاف بالمدرسة موجهًا للطلاب، قولي يا بت، قول يا واد، يعيش السيسي".

https://www.youtube.com/watch?v=B5KZhh1yjro&feature=youtu.be


وزير التربية والتعليم يؤكد" مش ببلاش".. وتصريحاته مثيرة للجدل:

"مفيش حاجة ببلاش والدولة عليها التزامات كبيرة ومش هنقدر نرفع من ميزانية التعليم"، هكذا صرح وزير التربية و التعليم الدكتور طارق شوقي أثناء أحد المؤتمرات الصحفية،لكن في الوقت نفسه أكد على انه ليست ضد مجانية التعليم، ولكن لابد أن تتوافق مع موارد الدولة، وعلى الأسرة أن تتحمل باقي سنوات التعلم للطفل.


من ناحية أخرى وفي وقت لاحق، كان وزير التربية والتعليم قد صرح أثناء لقاء تلفزيوني بأحد القنوات الفضائية أنه التح بجامعة القاهرة وبفضل التعليم المجانى بالستينيات حصل على منحة للسفر لأمريكا وإكمال تعليمه وعمله بها.

لم تكن المرة الأولى الذي يثير وزير التربية والتعليم الجدل حول تصريحاته، فقد سبقتها إعلانه عن الغاء نظام الثانوية العامة، وتطبيق نظام حديث دون الإعلان عن أليات تنفيذ هذا النظام بالمدارس.

يرى وزير التربية والتعليم أن الطالب عند تخرجه من الثانوية العامة لابد أن يكون منفتحًا على الدنيا ، بالأضافةإلى انه  لابد أن يكون معروف عن الطالب هويته ومدى انتمائه للوطن، دون توضح السيد الوزير لمعنى الهوية، او أداة قياس ذلك الإنتماء؟! .

فيما تناسى الوزير أنه غرس المواطنة والإنتماء يلزمهم أيضًا غرس المواطنة، تلك المادة التي تدرس في عدد من الدول والتي تشمل المنظورالثقافي والحضاريالجوانب الروحية والنفسية والمعنوية للأفراد والجماعات  وتقوم على أساس احترام خصوصية الهوية الثقافية والحضارية، ورفض محاولات الاستيعاب والتهميش والتنميط، كما تناسى ايضا أنه للمواطنة مقومات أهما هى الأنتماء والحقوق والواجبات والمشاركة.

التجربة اليابانية:

المواطنة هى أساس التعايش السلمى، هذا ماجاء على سبيل المثال فى التجربة اليابانية حيث قامت النهضة اليابانية الحديثة على أعمدة رئيسة، وضعت المواطنة في قمة أولوياتها وأهدافها، ذلك النظام الذي يرسخ قيم المشاركة، وتعلي من شأن الانتماء القومي، ويحث على التضحية بالمنفعة الشخصية في مقابل الصالح العام.

كل هذا في إطارموضوعات تدفع باتجاه ترسيخ المواطنة لدى طلاب التعليم العام في اليابان فيدرس الطالب الأوضاع الدولية والسياسة اليابانية تجاهها، ثقافات وشعوب العالم، مصادر الثقافة اليابانية، التأثير المتبادل بين اليابان والثقافات الأخرى، دور اليابان في عالم اليوم والغد.. وغيرها من الموضوعات.

ولكن يبدو أن التجربة اليابانية ليس لها مكان في مصر مثل المدارس اليبانية ، التي ذهبت في طي النسيان بعد ضجة تجهيزها والحديث عن افتتاحها أول اعام الدراسي الماضي .







تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك