احمد ربنا

بقلم: سارة زكريا فى مايو 26, 2019

كل ما نتكلم يقولوا لنا مصر أحسن من غيرها

نشتكي من الغلاء يرد يقولك مصر أحسن من سوريا، نشتكي من الذكورية يقولوا لنا مصر أحسن من السعودية وأفغانستان، حتي الجو ودرجة الحرارة المرتفعة أما نشتكي منها تلاقي واحد من الي كانوا في بلاد الخليج زمان (قبل ما يرحلوا نص المصريين) يرد ويقولك ''ياه احمدوا ربنا، هو دا حر دا،  دا أنا أيام ما كنت في الخليج كنا بنتشوي ودرجة الحرارة كانت بتوصل ل٦٠ ''.

مش عارفه ليه دايماً في منافسة في البؤس والمعاناة، وكأن الي في قاع المعاناة أكتر هو الي هيكسب (مش عارفين حتي هيكسب ايه)

ليه مبتدوش لـ البني آدم القرفان فرصه انه يحزن ويشتكي.. مش كفاية الوضع اللي بقينا فيه اللي شكله كده عايزاله ألف سنه عشان يتغير، فا مادام مفيش أمل لا في تغير ولا في تحسن سبونا نشتكي ونعمل مولات حزينه كمان علي اللي بقينا فيه ووصلنا له..

قيس علي دا كل حاجة في المجتمع..

تشتكي من مرض، يقولك أحمد ربنا انك أحسن من فلان الي مبيخلفش وعنده شلل نصفي ومريض سكر.. ويفضل يحكي لك عن أكتر حد صحته تعبانه وكأنك برضه مش من حقك تتألم أو تشتكي مادام لسه بتتنفس يبقا خلاص كده أحمد ربنا..

تشتكي من بهدله الشغل وانك بتشتغل بدله الوظيفة اتنين وتلاته عشان تكفي نفسك وبيتك، تلاقي برضه الي يقولك أحمد ربنا انك لاقي شغل غيرك مش لاقي..

وهكذا..

ايه المانع لو نسمع بعض ونطبطب علي بعض بكلمتين وخلاص.. حتي معلش الي كنا بنتريق زمان انه الناس مش بتقول غيرها بطلنا نقولها..

معروف انه العالم مكان غير عادل وملئ بالمآسي، لكن أنا مش هبكي علي مأساتي ومأساة باقي الشعوب والكره الأرضية وأفضل أقول لنفسي انه مشاكلي بسيطة وعادي قدام مشاكل الجوع والجفاف والفقر اللي بتعاني منها شعوب اخري،  لأنه في شعوب اخري برضه عايشه احسن مننا لو قارنا نفسنا بيها هنحزن اكتر

لذلك اقترح أن نتوقف عن المقارنة اساساً ونقدر مشكلة كل شخص علي حدي بدون ما نزايد عليه وبدون ما نجبره يتخرص بأحراجه بجملة ''أحمد ربنا أنك أحسن من..''