رحيل "أحمد خالد توفيق" .. هادئ وسريع كما تمناه

650


أول أمس تمكن الحزن من قلوب المصريين جميعًا بعد إعلان خبر وفاة الكاتب والروائى الكبير الدكتور أحمد خالد توفيق عن عمر يناهز 55 عامًا أثر أزمة صحية ألمت به.



ذلك بعد أن نشر الدكتور ايمن الجندى عبر صفحته على "فيس بوك"  :"إنا لله وإنا إليه راجعون.. خبر وفاة الدكتور أحمد خالد توفيق في مستشفى الدمرداش بلغني الآن.



أحمد خالد توفيق  من مواليد القاهرة فى 10 يونيو 1962، ويعمل طبيبا وأديبا، ويعتبر من أبرز الكتاب العرب فى مجال أدب الرعب و الأشهر فى مجال أدب الشباب والفانتازيا والخيال العلمى ويلقب بـ العراب.


 من أبرز أعماله فانتازيا، سافارى، وصدر له روايات "نادى القتال، يوتوبيا، السنجة، مثل إيكاروس، فى ممر الفئران"، كما صدر له عدد من المجموعات والقصص القصيرة منها " قوس قزح، عقل بلا جسد، حظك اليوم، الآن نفتح الصندوق، الآن أفهم، لست وحدك"، كما صدر له عدد من الإصدارات الأخرى " قصاصات قابلة للحرق، اللغز وراء السطور، ولد قليل الأدب".


بدا تواضعه جليا حين عبر عن رفضه لقب العراب معلقًا على الأمر قائلا "ليا مدروشين وكارهين بشدة.. بكتب كلام فارغ أو شىء لا يستحق الدوشة"، وأضاف مستنكرا تضخيم قراء ما يكتبه:"ما يعبر عنه أحمد خالد توفيق يكون له مذاق آخر"، ويستطرد :"العراب كلمة بتجنني، بتخلينى بمكانة مش بتاعتى، الروب واسع عليا والعرش عال عليا".

  

قرأ كثيرًا حتى قرر أن يكتب ووصف إلحاح الرغبة في الكتابة عليه بانه "قرأت كثيرا، لدرجة أنني بغلى من جوه، ولازم أطلع دا وإلا سأنفجر، وأول خطو فى الكتابة بها علاج نفسى"، ومع استمراره فى الكتابة اكتشف أن  تكوينه مختلف عن الناس، يوجد به اضطراب معين يضطر لمعالجته بشىء ليس مثل الناس العاديين"، لذلك كان يكتب نفسه.

 

قبل رحيله كان "العراب" قد انتهى من كتابة "أفراح المقبرة"، والتى سلمها إلى دار الكرمة للنشر.


ربط جمهوره مشهد موته مع احدى  المشاهد على لسان شخصيته الأبرز رفعت إسماعيل  حيث قال "وداعا أيها الغريب.. كانت إقامتك قصيرة، لكنها كانت رائعة.. عسى أن تجد جنتك التى فتشت عنها كثيرًا.. وداعا أيها الغريب.. كانت زياتك رقصة من رقصات الظل.. قطرة من قطرات الندى قبل شروق الشمس.. لحنًا سمعناه لوان من الدغل.. ثم هززنا رؤوسنا وقلنا أننا توهمناه.. وداعا أيها الغريب لكن كل شىء ينتهى".


كان لأحمد خالد توفيق رأيا فى ذلك عندما كتب "بل الموت يختار ببراعة.. يختار الأفضل والأنبل والأشجع".



كان يتحدث كثيرًا عن الموت ومن احاديثه  قال "لا أريد أن أتلوى ألما لحظة الاحتضار.. أريد نهاية نظيفة كلحظة انقطاع الكهرباء"، كما كانت نهايته فى القاهرة حيث ذهب بهدوء شديد تاركًا ورائه جيل كامل يتحدث بلسانه.

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك