الرواية التي تتحد عنا

838

إنها رواية تتحدث عن حلم بدأ بالتحقق ثم أصبح كابوسا  وهى نوع من الروايات الرمزية التى لن ينتهى العالم من قرأتها ك يوم                                  

ذلك لأن أحداثها تتكرر كلما ثار شعب  .

الرواية من تأليف الكاتب جورج أورويل وهى أحد أفضل روايات الأدب السياسي على الإطلاق 

كل الحيوانات سواسية " عدالة مساواة كلنا رفقاء'" 

بهذا الشعار نادى الهرم "الكبير" ميجور حيوانات المزرعة التى كانت ملكا لمستر جون الذى كان يستغلها بأبشع الأشكال فقد كانت الحيوانات هى من تنتج كل شيئ تضخ كل شيئ وهو فقط فى رفاهية هذا الإنتاج يعيش هو ورفاقه .                  

لقد كان هدف الحيوانات عندما قامت بهذه الثورة انشاء مجتمع جيد مجتمع يتساوى فيه الجميع وينعم بخيرات    المزرعة وينتهى فيه الظلم والاستغلال

لقد كان ميجور الكبير يقص عليهم حلم يجعلهم يضعون أنفسهم فى طريق ممتلئ بالأمل 

الأمل فى تحسين أوضاعهم فى مزرعتهم "مزرعة القصر " تلك التى سوف يغيرون إسمها إلى مزرعتهم مزرعة الحيوانات .

لقد مات ميجور لكن هناك ثلاثة من الخنازير اجتمعوا لوضع خطة تجعل حلم ميجور حقيقة لقد وضعوا على عاتقهم صياغة ما عبر عنه ميجور بأفكاره الثورية واخرجوها فى منهج ثورى متكامل أطلقوا عليه الحيوانية .....

هؤلاء ومعهم بقية حيوانات المزرعة غيروا واقعهم المهين ألغوا كل ما سبق حتى اسم المزرعة 

لأن المرحلة الجديدة تتطلب البدء من جديد فى مرحلة جديدة مرحلة لا تحتوى على فلول أقصد على صاحب المزرعة وأصدقائه .....

والآن كان على المسيطرين الجدد على المزرعة مهمة نشر المنهج  " الثورى" بين حيوانات المزرعة هذا المنهج القائم على شعار ذوات الأربع أخيار 

لم يكن أحد يدرك ما سوف تصبح عليه المزرعة بعد هذه الثورة لذلك أصبح التنظيم بالكامل بيد الثلاثة تلاميذ الكبير ميجوور ....

لقد وضع الثلاثة شروطا أهمها أن على الجميع أن يعمل من أجل أن تزدهر المزرعة وتتدارك وضعها فيما هو قادم 

لقد كانوا جميعا يدركون أنهم لن يتركهم البشر بدون مضايقات بدون أن يعكروا صوا ثورتهم المجيدة 

لقد بدأت النزاعات بين الحيوانات بالظهور فالكلاب كانت ترى نفسها أغلبية ولا يجب أن تعامل معاملة الدجاج ذلك الأقلية الغير مهمة من وجهة نظر الكلاب ...لقد كان هدف الحيوانات عندما قامت بهذه الثورة انشاء مجتمع جديد مجتمع يتساوى فيه الجميع وينعم بخيرات  المزرعة وينتهى فيه  الظلم ......

ولكن ماذا لو تحوّلت هذه الشعارات البرّاقة إلى سكاكين مسلّطةٍ على رقاب الحيوانات؟....

لكن هذا ما حدث فعلاً، فعندما تمكن الخنزير نابليون من الانقلاب على رفيقه قائد المزرعة "سنوبو" تحول كل شيئ إلى نقمة بإسم الحرية استُعبِدت هذه الحيوانات، وباسم المساواة ستُلبت حقوقها، وباسم الرخاء جُوّعت، وباسم الحياة سُفِكت دماؤها، وباسم المستقبل كُمّت أفواهها..لقد فعل ذلك قائد الانقلاب داخل المزرعة مستعيناً بمجموعةٍ من الكلاب التي درّبها منذ كانت جراءً صغيرةً لتكون جهاز أمنه الخاصّ، إضافةً إلى الخنزير (سكويلير) الذي أنيطت به مهامّ الإعلامي القادر على تبرير سياسات (نابليون)، وإقناع الحيوانات بحكمة ما يصدر عنه من قراراتٍ أيّاً كانت طبيعةُ هذه القرارات، أو الدوافعُ وراءها، ومهما كان الثمنُ الذي ستدفعه الحيوانات جرّاء ذلك لقد أمر نابليون بتقليل الوجبات وأوقات الراحة وطالب جميع حيوانات المزرعة بمزيد من التقشف والعمل من أجل النهوض بالمزرعة لقد تدخل نابليون فى مشروع رفيقه القديم وقام ببعض التعديلات كى يصبح هذا المشروع مشروعه لقد كان القائد الذى انقلب عليه نابليون يهدف إلى إنشاء طاحونة كبيرة تكون بمثابة مشروع الحيوانات الوطنى ......... 

لكن في الوقت الذي كانت تعاني فيه الحيوانات من قلة أعداد وكميات الوجبات وزيادة ساعات العمل، إكتشف الحيوانات أن حليب الأبقار ومحصول التفاح يذهب للخنازير  ..

وحدهم 

لاحظ صديقى أن "نابليون الحاكم كان خنزير فى الرواية"، وعندما تذمروا " الحيوانات "، قام المتحدث الإعلامي الخنزير "سكويلر"، بإقناعهم أن الخنازير تقوم بمهمة كبيرة وهي إدارة شون المزرعة تحت قيادة الخنزير "نابليون" ولذلك فمن الضروري أن تحتفظ الخنازير بصحة جيدة

وأن من يتذمر فهو بالتأكيد خائن من اتباع الخنزير المخلوع "سنوبول" ولا يريد نهضة المرزعة صديقى أن الروايةُ لا تتضمّن إدانةً لنظام الحكم الدكتاتوري فحسب،..

بل إنّها تدين إلى جانب ذلك حالةَ الاستسلام الكليّ التي يبديها مجتمع الحيوانات تجاه كلّ ما يُمارَس ضدّه من صنوف القهر والظلم.  في نهاية رواية مزرعة الحيوانات اتتهكت الحيوانات الذكية بنود الاتفاقية التي وضعوها في باديء الأمر، حيث بدأوا في تقيد -عدوهم اللدود- فبدأوا في احتساء الخمر، والنوم على السراير، والدخول في التارة مع الإنسان، كما بدأوا في عمل الحفلات الفاخرة، وارتداء البدل الغخمة، والمشي على أقدامهم الخلفية مقلدين الإنسان في مشيته، وهنا استغرب الحيوانات جميعهم فتوجهوا إلى بيت المزرعة كي يتأكدوا أن العدو لم يعد، وحين أنعموا النظر من خلف النوافذ اكتشفوا أنه لم يعد بإمكانهم التمييز بين الحيوان والإنسان، وهكذا انتهت الرواية كما بدأت... الحيوان ....الإنسان... لا فرق... وهكذا كان الحمار في المزرعة أكثر الحيوانات حكمة حين أجاب على كل الأسئلة بالسكوت... وإن تكلم ، كان يقول:" لقد خلق الله لي ذيلا كي أهش عني الذباب، وعما قريب سوف لا يكون لي ذيل" ........................كانت النهاية بأن انتهت المزرعة لكن لم تنتهى المزارع والحيوانات ومن يركبون الثورات ومن يصنعون الانقلابات ليجنوا وحدهم ثروات المزارع

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك