كارين عطية .. الجندي المجهول في قضية "خاشقجي"

288


تردد اسمها كثيرا خلال الأيام الماضية، حيث ارتبط اسمها بقضية اغتيال الصحافي والإعلامي السعودي جمال خاشقجي، انها " كارين عطية" محررة قسم الآراء بصحيفة واشنطن بوست التي كشفت عن العديد من الجوانب التي تخص الصحافي نظرا لقربها منه خلال فترة عملهما بصحيفة واشنطن بوست.

ومع الأيام الأولى لاختفاء جمال خاشقجي قادت كارين حملة موسعة لضرورة الكشف عن مصير صديقها، تلك الحملة التي ساهمت بشكل كبير في دفع الكثير من المؤسسات الصحفية لتتبع قضية خاشقجي.

انهارت كارين بالبكاء عندما سألتها وكالة رويترز عن رسالتها إلى جمال، لتبكي قائلة: "أريد فقط أن أخبره أنني آمل أن يكون بخير وأن يعود، ولكن إذا لم يعد فأقول له: شكرا لك على كل ما فعلت.. دعنا نأمل أن يحدث شيء إيجابي في هذا الأمر".

وعقب مقابلة وكالة رويترز بمحررة قسم الآراء بواشنطن بوست ، غردت كارين على حسابها في تويتر قائلة إنها بعد أكثر من عشر مقابلات تتحدث عن جمال، وجدت نفسها تنخرط في حالة بكاء عندما طلب منها تقديم رسالة إلى صديقها الكاتب السعودي.

ما بين كارين وخاشقجي:

تعود العلاقة بين كارين وجمال إلى أكثر من عام، حيث تواصلت معه لأول مرة -وفق ما ذكرته في مقال لها- إلى سبتمبر 2017  من أجل كتابة أول مقال له في صحيفة واشنطن بوست، وهو المقال الذي أعرب فيه عن أسفه لأن قمع السعودية أصبح لا يطاق، إلى حد أنه قر مغادرة البلاد والعيش في منفاه بواشنطن.

قالت كارين إن ذلك المقال جذب "انتباها كبيرا في السعودية والمنطقة المحيطة بها، وكان أيضا أول مقال نترجمه إلى اللغة العربية في قسم الآراء العالمية"، وبعد حوالي سنة عادت كارين لتكتب تغريدة على حسابها فور علمها بخبر اختفائه "أنت لا تستحق هذا، أنا آسفة.. لا أستطيع أن أتنفس".

ثم تعود مرة أخرى إلى تقديم رسائل إلى صديقها الغائب "جمال، إن سنحت لك الفرصة لقراءة كلماتي هذه، فأرجو أن تعلم أننا في صحيفة واشنطن بوست نسعى جاهدين لضمان سلامتك وحريتك.. لن أنعم بالراحة حتى تظهر مرة أخرى آمنًا سالما".



كارين تكتب عن اسكات خاشقجي:

ومنذ عدة أيام وقبل تأكيد خبر مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، كتبت كارين مقالا في واشنطن بوست بعنوان "إسكات جمال خاشقجي"، قالت فيه إن "جمال أحد المؤيدين الرئيسيين للحرية والتغيير الديمقراطي في جميع أنحاء المنطقة، وكثيرا ما يستنكر التكتيكات القاسية التي تنتهجها السلطات السعودية ضد رجال الدين البارزين وأصحاب الأعمال والنساء الناشطات وشخصيات الإعلام الاجتاعي".

وسردت في ذات المقال بعضا من ذكرياتها مع الرجل في منفاه الاختياري وقالت إنها كانت تسأله من حين لآخر إن كان بخير وإن كان يشعر بالأمان، "فكان يصر على أنه يشعر بالحاجة إلى الكتابة رغم ضغوط السلطات السعودية".

وتضيف أنه "مع كل المقالات التي كتبها من أجل نشر الوعي عن محنة أولئك الذين احتُجِزوا ظُلمًا، فأنا أشعر اليوم بالحزن للمناشدة من أجل عودته الآمنة والسريعة".


بعد اعتراف السعودية ... كارين تعلن عن رسائل  خاشقجي لها:

قبل ساعات من اعتراف الرياض رسمياً الليلة الماضية، تحت الضغط الدولي وقوة الأدلة، بقتل جمال خاشقجي داخل اقنصلية السعودية في إسطنبول، كشفت كارين عطية المحررة المسؤولة عن صفحات الرأي في الشؤون الدولية بصحيفة "واشنطن بوست" عن فحوى أول رسالة إلكترونية تلقتها من الصحفي السعودي وسر اكتئابه وحزنه فيما بعد.

كان ذلك خلال مقابلة لها مع نيويورك تايمز، حيث تضمنت المقابلة الكثير من جوانب علاقة الصداقة والعمل التي ربطت بين كارين وخاشقجي.

وقالت خلال المقابلة:" إنه كتب لها مرة أنه حزين ومكتئب لأن سلطات بلاده منعت أفراد أسرته من السفر وتحاول الوصول إليه." 

وقالت إذا كانت كلماته في "واشنطن بوست" هي التي عرضته للخطر، فإنها شخصياً تشعر بمسؤولية عما جرى له، موضحة أن شعورها هذا غريب لأنها مجرد محررة، لكنها في الوقت نفسه تشعر بأن دور المحرر هو حمية الكاتب.

وأكدت كارين عطية أن ما جرى لخاشقجي أرهقها نفسياً وتسبب في صعوبة نومها وجعلها منتبهة لقضية الأمن، وتفكر كثيراً "مع من تتحدث" وضرورة تأمين نفسها على الإنترنت.

وقالت إنها بحاجة إلى إجازة لاستعادة توازنها، مضيفة أن أكثر ما يعيد إليها الشعور بالحزن والاشمئزاز بشكل كامل هو تفاصيل القتل والتقطيع.












تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك