خاشقجي ليس الأول ولن يكون الأخير.. الطريق الى عرش المملكة مفروش بالدم

436

حالة من الترقب والانتظار، تسود مواقع التواصل الإجتماعي، لمعرفة مصير الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وذلك بعد اختفائه الذي استمر لعدة أيام، قبل أن تعلن بعض المصادر المقربة من السلطات التركية  العثور على جثة الكاتب الصحفي.

وفقاً لما نشره موقع عرب بوست مساء أمس فإن جمال خاشقجي الذي اختفى فيتركيا قبل 5 أيام قتل في مقر قنصلية بلاده في إسطنبول. وأضاف المصدر لـــ" عربي بوست"، انه تم التحقيق معه تحت التعذيب وتم تصويره بفيديو ثم قتل. وبحسب عربي بوست، فأن الفيديو تم إرسله إلى جهة في السعودية. فيما نقل مكتب قناة «الجزيرة» في اسطنبول، عن مصار قولها إن «الشرطة التركية ستنشر فيديو من كاميرات المراقبة يوضح الحقيقة بشكل كامل في قضية جمال خاشقجي». وتابعت أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيتحدث عن القضية غدا.

رويترز: قتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية:

نشرت وكالة رويترز تصريحات لمصدرين تركيين أكدا على أن السلطات التركية تعتقد أن الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي الذي اختفى قبل أسبوع بعد دخوله القنصلية السعودية في اسطنبول قتل داخل القنصلية. 

وقال أحد المصدرين وهو مسؤول تركي لرويترز «التقييم الولي للشرطة التركية هو أن السيد خاشقجي قتل في القنصلية السعودية في اسطنبل، نعتقد أن القتل متعمد وأن الجثمان نقل إلى خارج القنصلية». 

وكانت مصادر  أمنية تركية،أكدت على أن أمس وصل  15 سعودياً، بينهم مسؤولون، إلى إسطنبول على متن طائرتين، تواجدوا بالقنصلية السعودية بالتزامن مع وجود خاشقجي بها. وأضافت المصادر، أن المسؤولين عادوا لاحقاً إلى البلدان التي قدموا منها.

فيما أوضحت مصادر في النيابة العامة، أن نيابة إسطنبول فتحت التحقيق في 2 أكتوبرالحالي، وهو اليوم الذي دخل فيه خاشقجي القنصلية السعودية في إسطنبول. والأربعاء الماضي، استدعت وزارة الخارجية التركية، السفير السعودي لدى أنقرة وليد بن عبد الكريم الخريجي، للاستفسار عن وضع خاشقجي.


خاشقجي المعارض الاصلاحي :

لم يكن جمال خاشقجي معارضا جذريا للمملكة ولم يستغل الحماية التركية لتوجيه صواريخ الاتهامات لنظام ابن سلمان الحاكم، ولكنه ظل يمسك بشعرة معاوية التي جعلت منه معارضا أكثر قوة وتأثيرا ، فكان يثني ويمدح وينتقد دون أن يجرح ، وكان يسدي النصح دائما الى حكام المملكة رغم اختلافه معهم.

وكان دائم الهجوم على المحيطين بابن سلمان باعتبارهم السبب الرئيسي في حملة الاعتقالات الأخيرة التي طالت العديد من أصحاب الرأي المخالف للنظام.


خاشقجي مخزن أسرار:

ويحظى خاشقجي بأهمي نوعية حيث كان يتمتع بنفوذ قوي داخل البلاط الملكي في العهد  السابق ، نتيجة اطلاعه على ملفات السياسة الدولية بحكم عمله الصحفي، وتقربه من الأمير تركي الفيصل حيث عمل مستشارا له أثناء شغل الأول لمنصب رئيس الاستخبارات السعودية، ثم عمله كرئيس لتحرير جريدة الوطن ، قبل الغضبة الأخيرة بخصوصه والتي أخرجته من المملكة ومنعته من الكتابة والنشر بها.

ويحمل الكاتب بجريدة الواشنطن بوست أسرارا تخص السياسة الخارجية للمملكة وادارتها من الداخل وصراعات العائلة المالكة، وهو ما يعتبره حكام المملكة موجبا للموت.


خاشقجي ليس الأول... تاريخ المملكة مليء بالجرائم:

تاريخ المملكة السعودية مليء بالعنف والدماء في حق معارضيها، فعلى الرغم من أن قضية الكاتب الصحفي جمال خاشقجي لاقت اهتماماً كبيراً لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن تلك القصة لم تكن الأولى في سلسلة خطف واغتيال تقوم بها السعودية ضد معارضيها.

فقد سبق خاشقجي هذا العام، نواف بن طلال الرشيد، الذي سلمته الكويت للمملكة السعودية واختفى أثره من بعدها، فيما سبقه الأمير عبد العزيز بن فهد العام الماضي 2017 والذي اعتقله بن سلمان واختفى بعدها، وفي عام 2016 اختطف الأمير سلطان بن تركي من على متن طائرة متجهة إلى القاهرة حيث غيرت مسارها إلى الرياض واختفى أثره ولم يظهر الأمير حتى اليوم.

وفي عام 2015 اختطف الأمير سعود بن سيف الدين من ايطاليا ولم يعثر عليه حتى الأن، فيما سبقه الأمير تركي بن بندر عام 2015، حيث تم ترحيله من المغرب إلى المملكة ثم اختفى ولم يظهر حتى الأن.

وفي  عام 2014 قتل المعارض السعودي محمد المفرج في تركيا في ظروف غامضة، وفي عام 2012 استدرج وجدي غزاوي إلى البلاد بعد أخذ ضمانات، ثم تم سجنه وطمي أثره ولم يظهر حتى الأن.

قبل كل هؤلاء جميعاً اختطف المعارض السعودي ناصر السعيد عام 1979 من بيروت وأعلن عن اغتياله لاحقاً.


تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك