يعني ايه "السلام الاقتصادي" ؟؟

525

مصدر مصطلح "السلام الاقتصادي" : 


يعرف المصطلح حاليا بالخطة الاقتصادية التي طرحها جاريد كوشنر رجلُ أعمالٍ أمريكي معروف، عمل في مجال العقارات خلفًا لوالده وهو المالك الرئيسي لشركة كوشنر العقارية وصحيفة The New York Observer، وهو حاليًا كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وهو أيضًا زوج ابنته إيفانكا 


وتشكّل هذه  الخطة الاقتصادية ترجمة عملية لتنظير بنيامين نتنياهو المتقادم لـ«السلام الاقتصادي»، الذي يأمل أن يدفع الفلسطينيين إلى نسيان قضيتهم. 



وقد ذكر تقرير صادر عن «معهد أبحاث الأمن القومي»  ان " الخطة الاقتصادية غايتها تحسين حياة الجمهور الفلسطيني وجودتها، وتشجيعه على ممارسة ضغوط على قيادته كي تبدي ليونة في باقي القضايا السياسية ــــ الإقليمية، من أجل إزالة عوائق معروفة من الطريق إلى اتفاق سياسي».

ويعتبر وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" هو أول من طرح المصطلح باعتباره مخرج من تعثر الحل السياسي ، أثناء فترة توليه الخارجية الأمريكية ، تبنى خطة مشابهة لخطة كوشنر ولكنها تعثرت بسبب الرفض العربي الفلسطيني وقتئذ.



الشق الاقتصادي من " صفقة القرن " 



طرح مستشار الرئيس الأميركي وصهره، جاريد كشنر، الشقّ الاقتصادي مما تُسمّى «صفقة القرن» قبل الكشف عن الجانب السياسي منها ، ما يعني أن كل المبالغ التي نصّت عليها الخطة، والتي أُوكلت مهمّة دفع الجزء الرئيس منها إلى دول الخليج الغنية، ستظلّ أرقاماً على الورق، ولن تُترجَم على الأرض إلا بتنفيذ الشروط السياسية للصفقة، خصوصاً أنه ــــ بحسب ما هو معلن ــــ سيمتدّ إنفاق تلك الأموال على عشر سنوات. 



وقد ذكر ايضا نفس التقرير الصادر  عن «معهد أبحاث الأمن القومي» (23/6/2019) " 


" بالإمكان الفهم من أقوال كوشنر أن الجوانب الاقتصادية ستُستخدم كطُعم للفلسطينيين من أجل أن يتنازلوا في قضايا أخرى مرتبطة بتطلّعاتهم القومية "




تاريخ المصطلح :



سبق أن مهّد له رئيس وزراء اسرائيل " بنيامين نتنياهو،"  بنفسه قبل 11 عاماً، حينما أعلن في كلمة له أمام مؤتمر «هرتسيليا» 20/1/2008 أن «السلام الاقتصادي هو الممرّ للحل السياسي لاحقاً» في القضية الفلسطينية . 




فقد رأي نتنياهو خلال (مؤتمر هرتسيليا) ضرورة أن «يظهر للجمهور الفلسطيني أن ثمة إمكانية لتحسين حياته»، موضحاً أن «السلام الاقتصادي يرتكز على قوّتين: الأمن الإسرائيلي وقوى السوق. ليس الحديث عن مبادرات دعم للبيروقراطية الفلسطينية التي تضخّمت منذ أوسلو، (بل) يجب علينا خلق جزر من الازدهار الاقتصادي، وقواعد من الأمل بديلاً للإسلام المتطرف»




موقف الفلسطييون تجاه ما  يسمي " السلام الاقتصادي " :




ويرى الفلسطينيون أن قضيتهم سياسية بامتياز، والحلّ يكمن في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن أراضيهم المحتلة وإقامة دولتهم وعاصمتها القدس، وليس عبر ورشات عمل اقتصادية وتحسين ظروف المعيشة والحياة.




إن الحديث عن مؤتمرٍ اقتصادي تحضيراً "للسلام المزعوم" أميركياً ما هو إلا مجرّد أكاذيب وادّعاءات زائِفة، فالسلام الحقيقي لا يقوم مع بقاء الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية .. بل يقوم على الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي العربية المحتلة وممارسة الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس. 




إن الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي ليس" قضية إنسانية" وتحسين ظروف المعيشة فقط ، إنما سياسي بالدرجة الأولى يتعلق بإنهاء الاحتلال وتقرير المصير، وما العامل الاقتصادي سوى نتيجة للحل السياسي، والشعب الفلسطيني لا يبحث عن تحسين الأوضاع وتحقيق الرفاهية تحت الاحتلال . 

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك