مؤتمر "المنامة" حفل تطبيع علني .. دون نتائج أو توصيات

485

انتهى المؤتمر الإقتصادي الذي أقيم بالعاصمة البحرنية " المنامة" والذي عرف إعلامياً بمؤتمر المنامة، دون نتائج أو توصيات معلنة، ودون تحديد موعد للانعقاد القادم لاحقاً، الأمر الذي كشفه  تقرير وكالة أنباء البحرين المناقشات التي اتسمت بها فترة يومي الانعقاد، 25 و26 يونيو الجاري. 

فيما لخصت  تقارير وسائل إعلام الإحتلال مجريات المؤتمر وأجواءه بأنها "أكبر حفلة تطبيع علنية عربية إسرائيلية". وأقام نحو عشرة إسرائيليين، بينهم المبعوث الأميركي، جيسون غرينبلات،  "صلاة سياسية" في كنيس قديم في المنامة، ردّدوا خلالها عبارات: "شعب إسرائيل حي.. تعيش دولة إسرائيل".

وخلال المؤتمر برز تصريح المستشار الرئاسي الأميركي، جاريد كوشنر، الذي اتهم فيها القيادة الفلسطينية بالفشل خلال كلمته، مضيفا أن "الأبواب أمام الجانب الفلسطيني ما زالت مفتوحة". ولم يحدّد كوشنر أوجه الفشل الفلسطيني.

كما انتهى المؤتمر دون أن يتطرق تمامًا إلى حوق الفلسطينيين ولا أوضاعهم تحت الاحتلال الإسرائيلي. واكتفى كوشنر بإطلاق سيل من "الوعود " للفلسطينيين والمنطقة بشأن المستقبل والتنمية والازدهار، بينما أغفل تمامًا حقوق الفلسطينيين الكثيرة، لاسيما إقامة دولة كاملة السيادة، عاصمتها القدس الشرقية المحتلة، وعودة ملايين اللاجئين.

وطرح صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاره البارز، جاريد كوشنر، خلال ورشة المنامة خطة اقتصادية، وقال إنها تقدّم للفلسطينيين "مستقبلا أكثر ازدهارا" إذا وافقوا على اتفاق سلام مع إسرائيل".

وكانت الحكمة الفلسطينية والمقاومة بجميع فصائلها رفضت المشاركة في مؤتمر المنامة، كما رفضت إقامة المؤتمر وطالبت الدول العربية بعدم المشاركة في هذا المؤتمر.

وقاطع الفلسطينيون المؤتمر معتبرين إنه لا يمكن الحديث عن الجانب الاقتصادي قبل التطرق إلى الحلول السياسية الممكنة لجوهر النزاع.

 على الجانب الأخر أكدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي في مؤتمر صحفي عقد في الضفة الغربية المحتلة أن المقترح الأمريكي "إهانة لذكائنا" و"منفصل تماما عن الواقع".

وقالت عشراوي أن "السلام الاقتصادي الذي تم تقديمه مرارا والذي فشل في التحقق كونه لا يتعامل ع المكونات الحقيقية للسلام، يتم تقديمه مرة أخرى، وإعادة تدويره مرة أخرى".

وكان مركز صوفان للدراسات قد أعرب عن شكوكه في إمكان النظر إلى الولايات المتحدة كوسيط محايد بعد خطوات ترامب، بما في ذلك وقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين".

وقال المركز ومقره نيويورك "بالنسبة لأي شخص يراقب الوضع عن كثب" فإن ورشة العمل في المنامة "تبدو كأنها مضيعة للوقت".

وبالتزامن مع انعقاد المؤتمر، أعلنت سلطنة عمان عزمها على افتتاح سفارة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية العمانية. وهذه ستكون أول سفارة لدولة خليجية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقالت الوزارة إن الخطوة تأتي "استمرارا لنهج السلطنة الداعم للشعب الفلسطيني الشقيق".

وتعليقاً على المؤتمر، كتب سامح المحاريق في صحيفة القدس العربي اللندنية: "المضحك المبكي أن الصفقة، ولنتمسك بهذه التسمية في محاولة عقلنة ما يحدث، أعلنت عن السعر أو المقابل المادي، قبل أن تعلن عن البضاعة، أو ما يمكن وصفه بالمحتوى السياسي، فيتحدث كوشنر عن قروض هنا وهناك، وبعض المنح وتمويل المشروعات، بينما ما زالت تفاصيل التنازلات عن الأرض، وشكل الدولة وحدودها كلها أمور غير ناضجة".

وانتقد إيهاب عمرو في الحياة الفلسطينية حضور بعض الدول العربية الورشة، مبرراً ذك بـ"ضعف الموقف العربي بالعموم في مواجهة خصوم الداخل والخارج، ناهيك عن استخدام إيران كفزاعة من أجل إخافة العرب، خصوصا في منطقة الخليج العربي، وحثهم على عدم التفكير بالنزول من تلك القاطرة التي تقودها الولايات المتحدة حتى لو كلفهم ذلك، أي العرب، الكثير من المال والأثمان، وأقصد الأثمان السياسية التي يتعين عليهم دفعها مقابل تلك الحماية. إضافة إلى حاجة دول عربية أخرى للمساعدات الأمريكية المالية والعينية".

ودعا عمرو إلى "تمتين الجبهة الداخلية والحفاظ على تماسكها، خصوصا أن الفصائل الفلسطينية كافة أبدت موقفا موحدا يصلح أن يشكل رافعة لإعادة طرح موضوع المصالحة كمصلحة وطنية عليا لمواجهة أية تداعيات محتملة قد تعود بالضرر على القضية الوطنة والمشروع الوطني الهادف إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة".


تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك