بشاعة مجزرة ماسبيرو
مرت بالأمس ذكرى أحط المجازر اللى ارتكبت فى حق مواطنين مصريي و على هويتهم الدينية .
بشاعة المجزرة ليست فى طريقة القتل او افلات الجناة من العقاب العادل فكل الجرائم المرتكبة فى حق المواطنين المصريين أفلت مرتكبها من العقاب
لكن البشاعة فى ردود الفعل و الانكار و أحيانا التشفى كانت مجزرة كشفت وجوه قبيحة و بيئة منحطة
نتذكر شهداء ماسبيرو كأول وسيلة ايضاح لتعامل طرفى الثورة المضادة دولة مبارك العميقة و تيار اسلامى متشدد فى القلب منه جماعة الاخوان و التيار السلفى فى التعامل مع حقوق المواطنين المصريين فى المطالبة بحياة كريمة قائمة على احترام حقوق البشر و اى محاولة لتغيير جذرى حقيقى .
كانت يناير بالنسبة لطرفين اما مؤامرة عند طرف أو فرصة للاستيلاء على السلطة دون تغيير فى بنية الحكم و علقة المواطن بالسلطة و الاثنين يتفقان فى اجهاض أى محاولة حقيقية من المواطنين للتشارك في السلطة و بناء دول ديمقراطية حقيقية قائمة تحترم البشر و لا تسمح بالتمييز بينهم على اساس النوع الاجتماعى او الدين مواطنين سواء أمام القانون و من أجل ذلك يصبح القتل بدم بارد لمن يطرح رؤية مختلفة هو الوسيلة لابقاء الاوضاع التقليدية و المحافظة كما هى.
بدأت احداث ماسبيرو بمطالب مشروعة لمواطنين مصريين مسيحين بحمايتهم من حوادث عنف طائفى تكررت فى حقهم من مارس 2011 بمباركة و تحريض من الاخوان المسلمين و التيار السلفى و فى صمت و تواطئ من الحكومات المتعاقبة على ادارة الشئون الامة لبلاد.
و كان الغرض خلق مناخ معادى للثورة وسط المسيحين المصريين من طرف وريث نظام مبارك و كسر أى محاولة من قبل المسيحين للمشاركة فى الشأن العام و فرض قواعد نفس اللعبة عليهم .
انهم مواطنين درجة تانية لا يحق لهم الشراكة فقط طلب الحماية و الامان من قبل قوى الاسلام السياسي
حالة منحطة من استخدام قوة مفرطة بأسلحة غير تقليدية تستخدم فقط ضد أعداء البلاد
تحريض اعلامى منحط من قبل وسائل اعلام مملوكة لدولة و قناة الدولة الرسمية و فضائيات مملوكة للتيار الاسلامى و رجال أعمال مبارك ، واتهام سفيه لثوار يناير بقيادة دبابة و سرقتها و خطاب طائفى و مظاهرات سلفية للتحريض على الأقباط.
كان من أسود الايام التى مرت على تلك البلاد ، مجرد ذكرها يصيب الانسان بحالة من فقدان الأمل فى أى تغيير
بشاعة المجزرة تلزمنا بتذكر شهداء ماسبيرو ، فهم شهدائنا حتى لو انكر الجميع مسئوليته و تناسى ذكراهم او قايض على دمائهم .
كما تلزمنا بأن نرسل لهم دوما التحية و السلام على روح مينا دانيال و رفاقه و أن الخزى و العار نصيب كل من شارك و حرض و تهاون فى دمائهم.