أمهات يحاربن الموت عن حادث معهد الأورام اتحدث

935

أمهات  يحاربن الموت عن حادث معهد الأورام اتحدث 



شهدت البلاد منذ أيام  حادث انفجار مفزع لسيارة أمام مستشفى معهد الأورام بوسط القاهرة، ثم  أعلنت وزارة الصحة المصرية وفاة 22 شخصا، وإصابة عشرات.


كان غلب  الضحايا لأسرة واحدة وكانوا يستقلون سيارة أجرة عائدين إلى منازلهم عقب حضور حفل خطوبة ابنتهم، التي توفي والداها وعمها ومعظم أقاربها في الحادث.

وردد المشاركون في الجنازة هتافات مناهضة للإرهاب ومطالبة بالقصاص لدماء الشهداء الذين سقطوا ضحية الحادث الغاشم، حاملين لافتات لصور الشهداء كتب عليها عبارة "نعم للقصاص من الإرهابيين وتخليد ذكرى الشهداء".

لكن كان اللافت للنظر هو انتشار صورة الام المصرية التي تحتضن طفلها المصاب بالسرطان والذين حاولوا الفرار بأكياس الدماء معلقة في أيديهم هاربين من غرف جلسات الكيماوي.


استوقفتني هذه النظارات للأمها اللواتي يعتبرن  الأكثر ضحايا في الأمر فهن المتحملات لشهور وربما لسنوات الآلام اطفالهن في صراعهم مع مرض السرطان الخبيث،  أغلبهن من محافظات يأتون مرة أو اثنان أسبوعيًا  لمنح طفلها جلسات كيماوي تستمع لصرخاته وبكائه وتتحمل على أمل أن يكونوا أخف عليه من الألم السرطان اللعين.


تراها يومًا بعد يوما يفقد خصلات شعره ويبدا جسده يتحول إلى جسد أملس تتغير ملامحه وتضطر أن تبتسم وتهون عليه معاناته ربما يكون هناك رحمة به في يومًا ما.


لتجد نفسها مرة أخرى هاربة من محاربة الموت  تحمله من على الأجهزة وتهرول به خارجه من أبواب المعهد حتى تنقذه من المو الذي كان مصرا على ملاحقة الطفل سواء بسرطان لعين أو تفجير إرهابي خسيس.


في هذه اللحظة يمكن القول أننا جميعًا مدينين بالاعتذار لهؤلاء الأمهات على عدم توفير أي من سبل الراحة او الامان لهن في هذه الرحلة العلاجية ومدينين لهن بالشكر فمنهن نتعلم معنى الصبر والامل والتشبث بالحياة.

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك