سعد المجرد المجرم .. المغتصب الحبوب

344

كل الجرائم والخطايا ممكن تتجزأ وتتغير، وتنهار مقاييسها الطبيعية بمنتهي السهولة مادام اللي عمل الخطيئة دي غني ومعاه فلوس أو وسيم وحلو.. 

ويا سلام لو اجتمع فيه الصفتين زيي سعد المجرد المبوب من العامة بسبب شكله طبعاً مش موهبته في الغناء اكيد (لأنها مش موجودة اصلاً) وكمان صاحب ملايين وعز، فا بكده عندنا المثال المثالي للمجرم المغفورة له كل خطاياه من الجماهير التافهه الجميله الازدواجيه المعايير والقيم.. 


سعد لمجرد، مجرم، معتدي، مغتصب، تم اتهامه بدل المره ثلاث مرات! 


عنده 6 مليون ونص متابع على علي الانستجرام! ومليون متابع على التويتر.. لم يتأثروا أو قل عددهم او لغوا المتابعة حتى بعد اتهامه اكتر من المرة بجريمة بشعة زيي الاغتصاب! 


الفنان كان عيش حياته عادي جدا، حفلات وفيديوهات وصور بينزلها على سوشال ميديا أول بأو لحياته الفنية والشخصية المرفهه الجميلة ولا كأنه مجرم او حتى عمل حاجة غلط في حياته ! 


وحتى بعد آخر مره اتهم فيها وتم القبض عليه من الشرطة الفرنسية الحمدلله في سبتمبر، أطلق صراحه من يومين وأول ما طلع كتب بوستات شكر وتقدير لكل الفانز والفنانين الي دعموا وبيدعموا.. وبيحتفل بصدور أغنيته الجديدة الي هتنزل 17 ديسمبر! والموضوع بقا في منتهى المهزلة والكوميديا، ولا كأنه كان مسجون في اغتصاب أو حتي تحرش! الفنان بيتعامل إنه اتسجن عشان مخالفة مرورية مثلاً، حاجة بسيطة يعني ملهاش علاقة بالأجرام والبشاعة.. 


طب طبيعي انه المتهم هيقول لا انا مش متهم، وممكن جدا يعيش الكذبه ويصدقها، ويقتنع انه برئ وأعداء النجاح هما اللي بيلبسوا تهم (3 مرات اه!) عشان يحاربوا.. 


بس الي مش طبيعي هو العدد المبالغ فيه من الفانز والمعجبين الي مازالوا حتى الان يتابعوا وبيكتبلوا تعليقات دعم ومحبة وإيمان ببراءته رغم اتهامه بنفس التهمة 3 مرات! دا بجانب سلوكه والتهم الجانبية الأخرى، بس اياً كان ايه السبب الذي يجعل فئة كبيرة من الجماهير تتابع وتهتم وتحب تتفرج على شخص مغتصب وهو بيغني! ويكونوا سبب في مكسب شركات إنتاج بتحتفل وبتنتج لمغتصب أغنية أول ما يطلع من الجن! 


ودا غالباً لأنه الفنان وشه سمح وحبوب، الناس بتحب تتفرج عليه، وضحكته الكيوت بتسحرهم، ومش بتخلي الجماهير تحس انها بتتفرج علي مغتصب ولا حتى بني آدم، هما شايفنه ملاك جميل وسيم عسول، بينسوا اصلا انه كان متهم، او فاكرين بس مش مهتمين لأنهم مستمتعين بحضوره. 


متخيلين! أعظم مكسب - دنئ- ممكن يكتسبه اي حد في الوجود، هو انه مهما عمل، عنده شعب كامل في ضهره بيحبه وبيتابعه وبيدفع فلوس عشان يسمعه ويروح حفلاته حتى وهو مغتصب بدل المره 3!!


دي كارثة! بدون مبالغة، وبدون تحامل أو تطرف انا شايفه انه حقيقي دي كارثة، اما مجتمع كامل يتغاضى عن جريمة مغتب بس عشان شكله حلو ومش وش إجرام، دي كارثة، اما المغتصب دا يفضل ناجح وعايش اسن عيشه بعد ما دمر حياة 3 بنات اعتدي عليهم (ويا عالم في غيرهم ولا لا) فكل دا ينفع يتقال انه كارثة ومنبقاش بنبالغ..


اما الستات تكون بتحارب كل يوم عشان ابسط حقوقها، وحقوقها دي يبقا متوقع جداً انها متتجبش عشان الي تعدي علي حقها دا محبوب ووسيم فا دا شئ مخيب للآمال وحزين جداً..


كل مرة بيطلع تصريح او تسريب انه فلان متحرش، علان مغتصب، ويكونوا المتهمين دول من مشاهير الوطن العربي، بنلاقي دعم للمتهمين أكبر بكتير من الدعم اللي بيتلاقه الضحايا! ودا شئ بيوصف ويوضح بشفافية مدي الظلم ولبؤس اللي بتعاني منه المرأة في البلاد العربية! 

كل من يتهم بجرائم دنيئة زيي التحرش الجنسي والاغتصاب في بلاد الغرب بيتعاقب وبتدمر حياته المهنية بشكل ملحوظ وطبيعي جدا نتيجة لافعاله اللي منطقي جدا يتعاقب عليها أشد عقاب! إلا عندنا في الشرق والعرب، لازم نلاقي الف مبرر وتحليل لكل الاحتمالات والمحاولات الممكنة الي ممكن تخرج المتهم الذكر الجميل من تهمته صاغ سليم لم يمسه سوء سواء كشخص او كصاحب مكانه اجتماعية او فنيه.. 


ويبقى السؤال الحزين، امتي الراجل العربي هيتعاقب ويدفع تمن أفعاله وجرايمة علي الأقل من المجتمع قبل القانون!؟

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك