وفاة شادية في ليلة غاب فيها القمر

827

 

فارقت الفنانة المصرية شادية الحياة بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز 86 عامًا، ليحل الحزن على الشعب المصري، ومن ثم وفي السطور القادمة نحاول أن نقول للجمهور من هي "معبودة الجماهير".

ولدت شادية في عام 1934 وبدأت رحلتها الفنية في عمر 16 عاما. وخلال مسيرتها الفنية، التي انتهت باعتزالها في عام 1984، شاركت في أكثر من 110 أفلام، وقدمت بصوتها مئات الأغنيات، ومثلت في عدد من المسلسلات الإذاعية، ومسرحية واحدة.

فاطمة كمال شاكر هو الاسم الحقيقي لشادية، وكان والدها مهندسا مصريا بينما كانت والدتها من أصول تركية، وكانت لها شقيقة اشتغلت بالتمثيل لبعض الوقت.

 

بدأية مسيرتها الفنية على يد المخرج أحمد بدرخان، الذي كان يبحث عن وجوه جديدة، قدمت دور صغير في فيلم "أزهار وأشواك"، بعد ذلك رشحها المخرج أحمد بدرخان لحلمى رفلة لتقوم بدور البطولة أمام محمد فوزى في أول إنتاجاته، ليكون أول فيلم من بطولتها، وأيضاً أول فيلم من إخراج حلمى رفلة "العقل في إجازة"، وحقق الفيلم نجاحاً كبيراً، مما جعل محمد فوزى يستعين بها بعد ذلك في عدة أفلام، مثل "الروح والجسد، الزوجة السابعة، وبنات حواء.

 

تمكنت شادية منذ بداياتها الفنية من حجز مكانة متميزة بين قريناتها من نجمات السينما المصرية خلال مشوراها الذي زاد على أربعة عقود، شكلت خلالها ثنائيات شهيرة مع فنانين كبار مثل كمال الشناوي وفريد الأطرش وصلاح ذو الفقار،

أطلق عليها الفنان الراحل عبد الوارث عسر لقب "شادية الوادي"، إذ غنت معبرة عن أتراح الوطن وأفراحه، فبعد الهزيمة في حرب عام 1967، غنت أغنية "الدرس انتهى" التي أبرزت قصف إسرائيل لمدرسة "بحر البقر" في محافظة الشرقية بدلتا مصر، والذي أودى بحياة العديد من الأطفال.

تزوجت شادية ثلاث مرات: الأولى من المهندس عزيز فتحى، والثانية من الفنان عماد حمدى لمدة ثلاث سنوات، وبعدها تزوَّجت من الفنان صلاح ذوالفقار حتى انفصالهما عام 1969، ولم تنجب شادية أبناء من زيجاتها. لقَّبها الجمهور والنقاد بعدة ألقاب، منها"دلوعة الشاشة وصوت مصر"، م يستطع أي شخص تحديد هوية شادية الفنية، هل هي مطربة، أم ممثلة، حتى هي، كانت تقول دائما، أحب الأثنين، التمثيل والغناء، ولا استطيع أن احصر نفسي في أحدهم، عند عمر الخمسين اعتزلت شادية الفن تمامًا، وهجرت عالم الشهرة والأضواء، لتتفرغ للعبادة وتربية الأيتام، تلبية لنداء داخلي أتاها وهي لا تزال في قمة المجد.

 

إلى أن أصيبت، منذ أسابيع، بجلطة في المخ ودخلت المستشفى، وشهدت حالتها الصحية تدهوراً في الساعات الأخيرة ولفظت أنفاسها.

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك