حيوا أهل الشام !!

571

الثورة السورية التى انطلقت فى عام 2011 والتى بدأت بالأغانى والأشعار منادية بالحرية ،والمطالبة بخلع بشار الأسد من السلطة لم ولن تكن أبدا تهدف الي ما وصلت إليه بعد ذلك من اقتتال وتسليح وقمع وظلم وهدد مدن بأكملها ولكنها كانت فقط تطمح الي حرية غائبة وعدالة منشودة , لم يكن وقتها يفكر السوريين فى ترك وطنهم والإبحار شرقا وغربا بحثا عن وطن امن وهروبا من نيران الاقتتال التى لا تفرق بين مؤيد للثورة أو معادى لها , وهروبا من جحيم نظام لم يكن يوما يبحث عن مصلحة وطن ولكن يطع فى كرسي سلطة , وهروبا ايضا من مليشات ارهابية مسلحة لم تكن ابدا باحثة عن حرية ولكنها أداة يستخدمها قوى طامعة فى خيرات أهل الشام .

عندما خرج ملايين السوريين من أرض سوريا العزيزة بحثوا عن ملاذ امن ينجيهم من ذلك الجحيم فمنهم من نجي و استطاع الخروج بسلام ومنهم من ابتلعته البحار وكان فريسة لأسماك مفترسة لم تكن احن عليه من أهله وناسه .

ذهبوا السوريين الي أوربا وكندا طالبين اللجوء ومنهم من كان له نصيب فى سكن المخيمات التي لا يسر حالها عدو ولا حبيب ومنهم من استطاع ان يذهب الي بلاد عربية يعيش ويتعايش بداخلها كدول الخليج ومصر والتى قاموا بالانخراط داخل المجتمعات العربية مرحب بهم أصحاب وطن اعزاء يعيشون من عرق جبينهم , أقاموا المشاريع بأموالهم التي خرجوا بها واالتى تعد أستثمار يضاف الي بلد الإقامة فرأينا جميعا مطاعم الأكل التي انتشرت والتى أثثبتت كفائتها مما جعلها فى تنافسية شديدة مع المطاعم المصرية والعربية وذلك لحسن المعاملة ولذة ما يقدم ومناسبة أسعاره للسوق المحلي , ومنهم من لم يكن معه ااموال التي تكفي لإقامة مشروع او مطعم او محل صغير فقام باستغلال المتاح له من اجل عمل بعض الحلوي وبيعها فى الشارع او مداخل المدن بشكل لطيف وحضاري لا يضر احد ولا يعطل طريق ولا يضر بالصالح العام , بل وزد علي ذلك لطف معاملتهم وبشاشة وجوههم وحلو كلامهم والذي تقبله المصريون بترحاب شديد بعيدا عن أي اعتبارات اخري وعبورا لأي خلط أو بعد سياسي للأمر , عاشوا وسطنا اخوة اعزاء ومقميمين أسوياء لا ضرر منهم ولا ضرار .

بعيدا عن كل ذلك لم يدخل السوريين مصر كلاجئين ولا قاطني مخيمات , بل دخلوها مقمين بأوراق رسمية من الدلولة يسددون رسوم الإقامة ويجددوها بشكل مستمر ويعملون وسط المجتمع بشكل قانوني ورسمي ومقبول للجميع وهم اضافة قوية للإقتصاد وترس فى عجلة التنمية ومحفز رئيسي للمجتمع المصري للعمل والجد والإجتهاد .

ورغم كل ذلك تجد من هم يبحثون عن الشو الإعلامي او استغلال الميديا او القانون أو من هم لديهم نعرة غرور ا كبر كاذبة أو من هم يتلذذون بانتصارات ذائفة يحاولون دائما وأبدا ان يثيروا الأحقاد ويقللوا من أنفسهم لا من غيرهم ويهاجمون تواجد السوريين فى مصر وكأنهم عالة علينا أو كأننا نأخذ من اموالنا ونعطيهم أو كاننا نصرف لهم معونة وهذا كله لم يحدث في الأساس بل هو العكس تماما , وهم لا يمثلوا فى هذا الرأي سوي انفسهن وفقط وهم قلة قليلة جدا من المصريين المعروفين دائما وأبدا بالبحث عن الشو الإعلامي والظهور فى الصورة , وقد أعطاهم الشعب المصري فى السابق درسا قويا عندما قاموا بمهاجمة وجود الإخوة السوريين فى مصر عن طريق الإعلام ولكن قام الشعب المصري بردهم عن ذلك وباعلان امتعاضه من ذلك الهجوم الغير مبرر من دعاهم الي محاولة تبرير موقفهم ومن بعد ذلك الي الاعتذار , وهو ما يكون دائما وابدا موقف الشعب المصري العاقل والذي لا ينساق وراء تلك الأقاويل الساذجة والتي لا تعبر بالأكيد الي عن اراء قائليها وهم لا يمثلون الي قليل القليل من الشعب المصري المرحب بأشقائه وبالجميع دائما وأبدا .

اهلا وأسهلا بإخوانا السوريين فى مصر فى كل زمان ومكان ليسوا ضيوفا اعزاء بل أصحاب وطن مكرمين الي ان يرد الله سوريا وطنا الأخر من ايدي الطغاة والفاسدين ومدعيين الوطنية والتدين المزيف .


تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك