متى ينتهي رصاصهم؟

265

أصبح الإرهاب مرضًا يتفشى في عظام الدول أجمع، فلا يفرق بين دينًا أو جنسًا أو لون لا يفرق بين رجل أو امرأة ولا بين طفلًا أو شيخ، والأرهاب ليس وليد هذا العصر ولكنه أمتداد لعصور أخرى، ولكن أختلف الأرهاب في عصرنا بالتمويلات المالية الضخمة التي تنفق على تلك الجماعات الأرهابية، فأصبح الإرهاب يطول جميع الدول والشعوب وكأن هدفه الرئيسي هو الموت فقط الموت للجميع.

مصر شهدت العديد من العمليات الإرهابية في الفترة الأخيرة التي لم تفرق بين مسلمًا أو مسيحيا، فهناك حوادث إرهابية استهدفت  الكنائس والمساجد، ولم تفرق بين مدني أو سكري أيضًا فقد أستشهد في أول أيام العيد ثماني جنود في حادث إرهابي على إحى الكمائن في سيناء، كنت أعتقد أن بعض الدول الغربية لها يد في تلك العمليات الإرهابية ولكن هذه الدول قد تعرضت للعديد من العمليات الإرهابية أيضًا في الفترة الأخيرة!

الإرهاب كما نعرفه أن جماعة ما تقوم بتفسير دينًا ما تفسيرًا خاطئًا فتقوم بهذه الأعمال إعتقادًا منها أنهم بتلك الأفعال الإجرامية ينصرون دينهم، ومثل هذه الجرائم لم تحدث في العصور المتأخرة فقط ولكن حدثت في العصور الوسطى، على سبيل المثال الحروب الصليبة ولا شك أن الدين المسيحي بريئًا منها وما تفعله بعض الجماعات الإرهابية بأسم الإسلام وهو ولا شك أيضًا بريئًا منهم، وقد يكون الهدف من الأرهاب حسم صراعً سياسيًا عن طريق تنفيذ سلسلة من الأغتيالات السياسية تعمل على زعزعة النظام الأمني والأستقرار داخل الدولة، كعمليات الأغتيال التي شهدتها مصر في التسعينات، ولكن الإرهاب الذي يحدث في تلك الأيام مختلف تمامًا عن سابقه، فهو لم يستهدف أشخاصًا بعينهم ولا طائفة بعينها ولكنه يطال الجميع، مما يؤكد أن هؤلاء المتطرفون لا يمتلكون هدفًا محددًا يسعون إليه، فعلى مر التاريخ لم تستطع جماعة أو حتى دولة في فرض فكر معين عن طريق العنف واستخدام السلاح، فعلى الرغم من أن النازية قد هدفت إلى فرض العرق الآري على جميع الأعراق البشرية وغزت دولا أوروبية كثيرة، حتى أصبح يطلق على تلك الحقبة « أوروبا تحت الاحتلال الألماني » ولكن أنتهى الأمر بهزيمة ساحقة للجيش الألماني وإعلانهم الاستسلام الغير مشروط ولم تستطع النازية نشر فكرها المتطرف أو السيطرة على العالم كما كان هدفها.


من يدعم الأرهاب؟


تعمل منظمة الأمم المتحدة على حفظ الأمن والسلم الدولي ومحاربة الإرهاب والتطرف واضطهاد الأقليات هكذا جاء في ميثاقها، ومع العلم أن منظمة الأمم المتحدة تضم معظم دول العالم، ويبلغ عدد الدول المنتمين لها 193 دولة فإن كانت كل تلك الدول تحارب الإرهاب فمن الذي يموله، وكيف لم تستع 193 دولة تمتلك بالطبع جيوشًا نظامية هزيمة جماعات إرهابية متطرفة،  لا أعتقد أن دولة بعينها هيا من تقوم بتمويل الإرهاب في العالم كله، ولكنني أعتقد أن العديد من الدول تعمل على تمول الإرهاب وتعمل على تنميته في دول أخرى من أجل إضعافها، وبعد حدوث العمليات الأرهابية تقدم لها التعازي والإدانة.


هل هناك فرق بين الأرهاب والعنف؟


الإرهاب يمارس كثيرًا  وقد نراه مرات عديدة في حياتنا اليومية،  فعلى سبيل المثال استغلت جماعة الأخوان الدين من أجل استفتاء مارس وخرجت لتقول بأن من قال نعم سيدخل الجنة ومن قال لا ففي النار، هذا نوعًا من الأرهاب ولكنه لم يقترن بعنف، ومثالاً أخر أيضًا ما يخرج به الأعلام في كل يومًا بأن يحاولون إقناعك بأن الدولة ستسقط وسوف تيتشرد شعبها  إذا ترك الرئيس الحكم، فهذا أيضًا نوعًا من الأرهاب ولكنه  غير مقترن بعنف أيضًا، وقد عرف الفيلسوف Carl Wellman الإرهاب بأنه «استخدام أو محاولة استخدام الإرهاب كوسيلة من وسائل الإكراه» وأعتقد أن كثيرًا ما يرتبط العنف بالإرهاب، لإن العنف إحدى وسائل التخويف، ولكن ليس من الضروي أن يكون كل حادث إرهابي به عنف، فالكثير من الحوادث الإرهابية لا يوجد بيها أي عنف، وأيضًا قد عرف أستاذ الفلسفة السياسية والاجتماعية Robert E. Goodin الأرهاب بانه «تكتيك سياسي، ينطوي عى تخويف متعمّد للناس، لتحقيق مكاسب سياسية» ولذلك  لكي نستطيع محاربة الإرهاب والعنف فبالضرورة يجب أن يتوقف الإرهاب الفكري أولا ويجب السماح بالاختلاف والنقض والسماح بحرية الرأي حتى لا يكون هناك بيئة خصبة للأرهاب والتطرف.

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك