أميرة "فتاة العياط" بطلة

572


بعد ما كل الناس عرفت عن قصة البطلة أميرة (المعروفة بفتاة العياط) الي قتلت المجرم الي حاول يغتصبها وبعدها بكل شجاعة ومسؤولية راحت سلمت نفسها، كان طبعاً لازم يظهرلنا آراء غريبه ومتطرفة من المدافعين عن الذكور طوال الوقت وفي كل الأحوال.


الإنتقاد الأكبر والدفاع الأقوى الذي استخدمه هؤلاء المدافعين هو أنه ليه طعنته ١٤ طعنه ولماذا لم تستكفي الفتاة بطعنه واحده لتعيق المغتصب وتساعدها علي الهروب، وقال البعض ان القتل مسموح فقط في حالة محاولة الطرف الآخر قتلها، لكن في حالات التحرش والاعتداءات يكفي الدفاع عن النفس لكن لا يصل الأمر للقتل.


للأسف ما لا يدركه هؤلاء الحمقى هو ان الموضوع أكبر من تلك الآراء السطحية بكثير، وأن تعرض فتاة لـ الاغتصاب لا يقل خطراً عن تعرضها لمحاولة قتل، وذلك ما دفع دول كثيرة لتغير عقوبة الاغتصاب حتي تصل لـ مؤبد والاعدام..


ولكن جزء مني يعذر هؤلاء الرجال لأنهم لا يدركون معني ''الشرف'' والخزي والعار الي كان سيلاحق فتاة زيي أميرة طول عمرها لو مكنتش دفعت عن نفسها بالذكاء والقو دي، خصوصاً لو فتاة اتولدت واتربت في خلفية وبلد من الصعيد زيي أميرة الي حتي والدها اما ظهر فضائية تلفزيونية مصرية كان يبدو عليه انه فخور بما فعلته ابنته للدفاع عن نفسها وشرفها.


ولكن بعيداً عن كل المعتقدات والعادات والتقاليد الي دفعت نصف المجتمع ووالد أميرة لفخر بيها وتشجيع ما فعلته للدفاع عن نفسها وشرفها، فا مش قادرة افهم ليه اي انسان في الوجود ممكن يستغرب من رد فعل الفتاة الى وصلها انها تتطعن المغتصب ١٤ طعنه، اي امرأة تعرضت للاغتصاب او محاولة اغتصاب إذا سنحت لها الفرصة في قتل المغتصب والدفاع عن نفسها بالتأكيد هتعمل دا بدون تردد! 


بشكل شخصي بفكر طول الوقت في أبشع الطرق وكل الطرق الممكنة الي ممكن تستخدم لو لقدر الله تعرضت أنا او غيري لحادث مشابهة لحادثة أميرة.. دا رد فعل طبيعي وعادل جداً ولا يدل عن اي فعل إجرامي..


لو غريزة البقاء هتدفع اي شخص يدافع عن نفسه قصاد من يحاول قتلة.. فا بالتأكيد غريزة المرأة هتدفعها للدفاع عن نفسها من اي اعتداء جنسي أو اغتصاب.


وليه دايماً الرجاله بيهتموا يعبروا عن آرائهم في أحادث زيي دي في حين انه الضرر لن يقع عليهم في كل الأحوال، يعني مفيش راجل فيهم في يوم من الأيام هيتعرض لنفس الحادثة الي اتعرضتلها اميرة، ومفيش راجل فيهم جرب أو فاهم معني الاعتداء الجني بأي شكل من الأشكال، فا ليه الرجالة بترهق  نفسها وبتحاول تغير في المجتمع بهذا الشكل الرجعي المتخلف الذي يجعل من فتاة مثل اميرة من المفترض أن ندعوها بالبطلة بتحويلها الي مجرمة!


الحالة الوحيدة اللي هتفهم فيها دفاع الرجال عن المتحرشين والمغتصبين بهذه الطريقة، هو أنه غالباً المدافع خايف في يوم من الأيام يكون مكان هذا المجرم.


اميرة والي زيها أبطال وناجيات المفروض يكونوا مثل أعلي ويكتب عنهم قصص ومقالات ويتحاكي عن شجعتهم وذكاءهم. وفي اي مجتمع عادل أميرة كانت هتبقا بتحصل علي رعاية علاج نفسي حالياً بدلاً من السجن حتي تستطيع أن تتخطى الحادث الأيم الي اتعرضله وهي في السن دا.


تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك