محطات .. حملة تستهدف حياتك

374

في محاولة حثيثة للتوعية بالقضايا المتعلقة بالمرأه ، والوقوف على المشاكل التي تعوق عملية  تمكين المرأة في المجتمع ، أطلق المجلس القومي للمرأة بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للإسكان الإسبوع الماضي  حملة توعية إعلامية تحت عنوان ( حياتك محطات.. ماتخليش محطة توقفك ) والتي تأتي ضمن مشروع دعم تنفيذ استراتيجية مناهضة العنف ضد المرأة .

وقد صرحت  د. مايا مرسي، رئيسة المجلس القومي للمرأة، إن الحملة موجهة للمرأة والرجل بمختلف مراحلهم العمرية.. اذ تسعى لدفع المرأة الى تحقيق احلامها وتخطي أي عوائق تمنعها من أن تكون عضوا فاعلا في مجتمعها وأن الرجل له دور تشجيعها ومساندتها وأن لا يكون عائقا بدوره ضد المرأه ، حيث أنها تشكل نصف المجتمع الأخر والذي لا يمكن النهوض الا بها وبتمكينها في جميع المجالات.

ولما كان الهدف من الحملة هوتغيير ثقافة المجتمع تجاة المرأة وزيادة وعيه بقضاياها ومحاولة نشر ذلك على أوسع نطاق حتى يصل لأكبر عدد من الجمهور ، فقد وقع الإختيار على محطات مترو الأنفاق لتنفيذ الحملة داخلها باعتبار انه المكان الذي يرتاده يوميا كثر من 2 مليون مصري من جميع فئات الشعب بمختلف مراحلهم العمرية .وتم اختيار 4 محطات محورية لتنفيذ الحملة وهي الشهداء والعتبة والعباسية وجامعة القاهرة . أتت الحملة في شكل صور تعبيرية وتفاعلية كبيرة وملفتة للنظر بألوانها ورسوماتها وكذلك بشعاراتها الموجهة للمرأة والرجل ، حيث ركزت الحملة على 4 محاور أساسية وهي : التحرش ، والزواج المبكر ، والصحة الإنجابية ، والانتاج . واحتوت كل صورة على رسائل وشعارات  قوية حول كل موضوع من هذه المواضيع الأربعه ، فبالنسبة للتحرش تم عرض عقوبة المتحرش ومدة حبسة والغرامة المالية التي يدفعها ، كذلك احتوت بعض الصور على عبارات تشجيعية للفتيات اللاتي يتعرضن للتحرش بأن تقوم بخطوة ايجابية كتحرير محضراو الصراخ وعدم الصمت وأيضا عبارات تشجيعية للشباب الذين يشهدون واقعة تحرش بأن يدافعوا عن الفتاة ولا يقفوا مكتوفي الأيدي ، أما عن قضية الزواج المبكر جاءت الرسائل موجهه للوالدين في دعوة لترك أطفالهم ليعيشوا طفولتهم بشكل سوي وانهم ليسوا أهلا بعد لمسؤولية الزواج في سن صغير وأنهم يجب أن يكون لهم حق الإختيار من يتزوجوا ومتى . وفي تتابع لتغيير أفكار الناس عن بعض العادات والتقاليد السلبية كما الحال في الزواج المبكر ، فقد أتت الرسائل على الصور المتعلقة بالصحة الإنجابية منافية للقول المأثور ( اربطي جوزك باعيال ) حيث وضحت أن كثرة الإنجاب ستقيد المرأة وتعوق حياتها ونجاحها وترهقها صحيا ونفسيا ، وأن تنظيم النسل هو سر قوة الأسرة ونجاحها . واخيرا يأتي الموضوع الرابع والموجه للمرأة التي لا تعمل بأن تكون منتجه وفاعله في مجتمعها وان تخطط لمستقبلها وتقرر ماذا تريد أن تكون وتسعى لتحقيق ذاتها وطموحاتها .

اختيارات موفقة  

تعتبر فكرة الحملة اختيارا موفقا لافتا ومتميزا .. حقا حياتنا تسير عبر العديد من المحطات ، منها محطات تعوقنا عن بلوغ أهدافنا ومنها ماتشجعنا وتساعدنا على تحقيقها ، ومن هنا أتت فكرة تشبيه هذه المحطات بمحطات المترو التي توصلنا يوميا الى أماكن مختلة ، وانبثق شعار الحملة ( حياتك محطات .. ماتخليش محطة توقفها ) ، كذلك أتى اختار مكان عرضها داخل محطات المترو وعلى عرباته الخارجية موفقا ولكنه كان سيكون ذو تأثير أكبر لو تم وضع الملصقات والصور داخل عربات المترو وليس خارجها حيث ان وجود الناس داخل العربات يأخذ وقتا أطول من وجودهم خارجها فيتسنى للركاب قرائتها ومناقشتها والتمعن بها . أيضا اتت الشعارات المكتوبة على الملصقات موفقة جدا ..  فالعبارات  براقة  قصيرة دافعة للتفكير والتأمل، فعلى سبيل المثال كتب على صور مناهضة التحرش ( اتجرأي ، سكوتك بيشجعه ) وكتب على صور دفع المرأة للعمل ( اختاري انك تشاركي..اختاري تكني منتجة ) كذلك كتب على الصور المناهضه للزواج المبكر ( لسه بدري سيبوها تختا) . كذلك الاستعانه بالصور التعبيريه و الملصقات التفاعلية موفقا ومبتكرا لافتا للنظر ، حيث تم رسم محطات تسير عبرها المرأه في حياتها وتتعلق بأحلامها وطموحاتها وأهدافها المختلفة من دراسة وعمل وزواج وسفر وغيرها ، مع الاشارة باللون الأخضر الى ( محطات توصلك ) وباللون الأحمر الى ( محطات تعطلك ) . بشكل شخصي أشعربالكثير من التفاؤل وانتصار ، فهذه القضايا تحديدا تأخذ شقا كبيرا من حياة النساء ، تطفئ توهجهم وتشرخ روحهم وتسرق تفائلهم وتعوق مجرى حياتهم ، فنحن لسنا فقط جسد مثير ، لم نخلق فقط للزواج وامتع الرجل ، وليس دورنا الرئيسي في الحياة هو الانجاب والتربية ، بل نحن نستطيع فعل كل وأي شئ ان اتيحت لنا الفرص وازيلت المعوقات ، ولنا حق اختيار مستقبلنا ان كان دراسة او عمل او زواج او سفر او كلها معا ، ولن يقوم هذا المجتمع من دون قوة وذكاء تحمل المرأة.

نأمل أن تحقق رسائل الحملة أهدافها وأن يبدأ كل أفراد المجتمع بالتفكير بها والتعامل بشكل إيجابي وأن تكون بداية موفقة لنصرة قضايا المرأة بمصر .

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك