منظمات ومجموعات مصرية تشارك بقوة في حملة ال16يوم لمناهضة العنف ضد المرأة

353

"لا يمكننا حقا أن نقول بأننا نعيش في عالم يسوده العدل والمساواة حتى يتمكن نصف سكاننا المتمثلين في النساء والفتيات من العيش في مأمن من الخوف والعنف ومن انعدام الأمن يوميا." الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.



انطلقت في الـ25 من نوفمبر الجاري حملة الـ16 يومًا الدولية من النضال لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، بالتزامن مع اليوم الدولي للقضا على العنف ضد المرأة وتنتهي الحملة في الـ10 من ديسمبر الذي يوافق اليوم الالمي لحقوق الإنسان.


هذه الحملة تنطلق سنويًا من قبل نشطاء ومنظمات في مختلف الدول وذلك للدفاع ومناهضة العنف ضد المرأة ومحاولة للقضاء عليه، والذي يقف خلفها مركز القيادة العالمية للمرأة  بجامعة روتجرز.


هذا العام ومنذ بداية الانطلاق تشهد الحملة نشاطا ملحوظا مخصوصًا في مصر وهو أمر غير معتاد من قبل، خاصة من قبل المؤسسات والمجموعات النسوية، حتى وأن كان أغلبه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أطلق مركز "تدوين لأبحاث النوع الاجتماعي" حملة بعنوان "قتلهم التحرش"، وقد أعلن المركز أن الحملة تأتي لجذب انتباه صناع السياسات ومتخذي القرار في مصر إلى خطوة تفشي واستمرار جرائم التحرش الجنسي ضد النساء والفتيات في المجالين العام والخاص على حد سواء.


في حين يعقد المركز ذاته اليوم  مائدة مستديرة بعنوان "بيئة عمل اَمنة للصحافيين"، يشارك فيها عدد من الإعلاميين ويهدف "تدوين" من خلال هذه المائدة إلى الوصول لصيغة نهائية لحزمة من السياسات، تتبناها الوسائل الإعلامية لضمان بيئة عمل آمنة وخالية من العنف الجنسي تجاه النساء العاملات في هذا المجال.


أما مؤسسة "نظرة للدراسات النسوية"  فقد أطلقت حملة بعنوان "بدون وجه حق"  تسلط الضوء على العنف المبني على النوع الاجتماعي، الذي تتعرض له الصحفيات والمحاميا في مصر في ظل غياب آليات الحماية، واقتراح تدابير للحماية سواء عن طريق تبني السياسات داخل النقابات أو تعديل التشريعات من خلال مقالات رأي  ومقاطع مصورة لصحافيات ومحاميات يتحدثن فيها عن تجاربهن الشخصية.


أما مؤسسة "قضايا المرأة المصرية" فتبنت قضية الاغتصاب الزوجي، وقد اختارت لها عنوان "مش بالعافية" وقد أوضحت المؤسسة في البيان التأسيسي للحملة أن السبب وراء اختيار هذه القضية تحديدًا، لتكون محور نشاطها خلال الـ16 يومًا هو ما تبين للمؤسسة من خلال عملها في تقديم خدمات الدعم والمساند، إذ كشفت شكاوى العديد من النساء أنهن يتعرضن للعنف الجنسي من الزوج ، وكثيًا ما تخجل النساء من الإفصاح عن أن هذا هو السبب وراء رغبتهن في الانفصال أو اللجوء لدعاوى الخلع.


وفي إطار الحملة، تنشر المؤسسة عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قصصًا واقعية لنساء تعرضن للاغتصاب الزوجي، وتحليلات نفسية واجتماعية للاَثار المترتبة على هذا الشكل من العنف، بالإضافة إلى تعريفات برؤية الشرائع السماوية للعلاقة بين الزوجين جنبًا إلى جنب مع التعريف بالرؤية القانونية لتوفير الحماية للنساء.


"مش هعديها" هو عنوان الحملة التي أطلقتها مؤسسة "المرأة الديدة" بالتعاون والشراكة مع هيئة "بلان الدولية" في مصر والمجلس القومي للسكا ووزارة الشباب والرياضة ووزارة التربية والتعليم والاتحاد النوعي لمناهضة الممارسات الضارة ضد المرأة والطفل.


مع تنظيم ثلاثة تدريبات تتناول قضية العنف ضد المرأة واَليات التعامل معها، أحدها يستهدف الصحافيين واَخر موجه للمحاميين والأخير للعاملين بمنظمات المجتمع المدني.


"خريطة التحرش الجنسي"  قررت التعاون مع مشروع "بصي" من خلال حملة "بعد إذني" التي تركز على التعريف والتوعية بأهمية الموافقة في العلاقات وأهميتها في تحديد الأفعال التي تعد تحرشًا أو عنفًا جنسيًا، وفي هذا السياق أعلنت الجهتان عن تخصيص استمارة إلكترونية لاستقبال قصص الإناث والجال في هذا الصدد.


أما رابطة المجموعات النسوية التي تضم ست مجموعات نسوية في محافظات مختلفة، فقد أعلنت إطلاق حملة بعنوان "حضور وانصراف"،تركز على العنف ضد النساء في أماكن العمل، متمثلًا في التحرش الجنسي، والتمييز في الأجور، والتستر على الانتهاكات بحقهن، وغيرها.


يذكر أن  إعلان القضاء على العنف ضد المرأة الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1993، يعرف العنف ضد المرأة كالتالي: "أي فعل عنيف تدفع اليه عصبية الجنس ويترتب عنه أو يرجح أن يترتب عليه، أذى أو معاناة للمرأة سواء من الناحية الجسمانية أو الجنسية أو النفسية، بما في ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل أو القسر أو الحرمان التعسفي من الحرية، سواء حدث ذلك في الحياة العامة أو الخاصة."

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك