عقد شراكة أم عقد ملكية

449

غالبية الرجال يؤمنون بأن عقد الزواج أو مجرد وضع الخاتم في الإصبع، عقد أو تفويض بالامتلاك وحرية التصرف بالمرأة.

ربما يستشيط بعض الرجال غضبا، مبررين ذلك بأن المرأة تفعل مثل هذا التصرف.

ولكن الحقيقة أن المرأة ربما تغار أو تقوم بإصدار الأوامر صحيح، ولكن هذا وان صح القول هي أوامر غير ملزمة ولا تستوجب العقوبة، على عكس الرجل الذي يشهر عقده المسيف،في وجهها اذا أبدت اعتراضا أو استياء علي شئ ما.

ربما تعود هذه القناعه لمجتمعنا الذكوري، الذي يعيد كل شئ في هذه الحياة حتى تنف الهواء إلى قوامة الرجل، والسبب الاول والاخير في هذا هو المرأة نفسها.

المرأة تربي أبناءها على التمييز،هناك جنس أعلى مرتبة من الآخر،وتستمر حلقة  التمييز العنصرية في الدوران مدى الحياة.

استغرب كثيرا موقف الرجل الذي يختار فتاة ليرتبط بها، يختارها لأنها ذكيه ،مثقفه وواعيه،صاحبه فكر ، ثم يضرب بذلك عرض الحائط او كما يقال بالعاميه، يضرب كرسى في الكلوب،ويمارس عليها عملية غسيل مخ وغسيل رأي وغسيل فكر، غسيل كل شئ.

وكأنها كل مافيها لا يعجبه،ليحولها لامرأه أخري لم تكن تخطر على باله يوما ،ولن تعجبه مطلقا.

كان حريا به من البداية أن يختار تلك الفتاة التي لن يعجب بها  ابدا .والتي يريد أن يكمل بها اثاث منزله.

اتمني أن أشاهد تلك العملية الحسابية أو الكيميائية، أو كلاهما معا ، واللتان لامثيل لهما،اللتان تحدثان في عقل الرجل،عند هذه المرحلة من الارتباط ،لا بل خلال كل مراحل الشراكة البشرية بين جنسين ،خلقهما الله ليعمرا الأرض  معا، لا ليعمر الارض أحدهما والأخر عبد أو خادم .

ربما علي ذلك النوع من الرجال أن يدركوا،بأن فتاة حرة،مستقلة وواعية، لن تقبل ابدا الاعتقال في قوقعه، أسستها انت لها.

فتاة كهذه كيف تصدق بأنها تقبل ،أن تأمرها ،بالانعزال عن المجتمع،بالابتعاد عن أقاربها لمجرد أنهم من الجنس الآخر،وهم الذين تربوا وكبروا معا، وان تحدد لها متي تخلد الي النوم ومتي تستيقظ، متي تذهب الي الحمام،وكم مره في اليوم تذهب.

كل هذا يحدث فعلا وأكثر من ذلك ،فلا تستغربوا.

كل ما أردت قوله من خلال كل هذا الكلام ،الذي لن يروق لغالبية الرجال،كل ما اردت قوله  ،هو لتعلم ايها الرجل أن المرأة شريك لك في كل شئ،وليست أقل منزلة منك.

لها مالك من الحقوق وعليها ماعليك ايضا من الواجبات ،وانا اعلم أن الرجال سيتركون كل ماسلف من كلامي،وبالعامية ايضا هيقعدوا ع الواحده ويمسكوا في كلمة لها مالك وعليها ما عليك،ويستشهوا بالدين في تفاصيل أن تخوض فيها، وان كنت جاهزه لها كما فعلت في مقالتي السابقة ، استشهدت بالآيات والسنه النبويه الشريفه.

ولكني لن ابحث عنكم ولن أعمل عقلي بدلا منكم.فلتتدبروا وتسخدموا عقولكم .

وأعود لأقول نعم شريكه لكم.

وان الحياه لا تستحق كل هذا الصراع،ولن يثبت انسان متحكم متسلط شيئا ،سوي أمر واحد فقط وهو أنه ناقص في كل شئ.

دمتم جميعا رجالا ونساء متفكرين ،متدبرين ،معملين عقولكم وقلوبكم معا.

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك