حمدي قنديل .. قلم رصاص حفر وعي أجيال

415


ودع الإعلامي حمدي قنديل الحياة مساء أمس على فراشه تاركاً علامات بارزة في مجال الصحافة والإعلام المصري، كان قنديل قد اشتد عليه المرض منذ عام 2016.

  امتلأت حياته بالمحطات المهمة والملهمة للكثير في مجال الصحافة والإعلام، حيث انه تميز بأسلوبه المبدع الذي جعل الكثير من الصحافيين يتهافتون للتعلم منه.

ولد قنديل عام 1936، في محافظة الشرقية، درس بكلية الأداب قسم الصحافة، بدأ مسيرته الصحفية خلال دراسته في الجامعة، إذ تم اختياره مدير تحرير لمجلة الكلية، وعمل في بداية مشواره محررًا في جريدة أخبار اليوم في الستينيات.

تميز قنديل بأسلوب خاص في الكتابة، لذا عُرِض عليه تولي مسؤولية صفحات المجتمع، كما عرَض عليه الراحل مصطفى أمين العمل كمحرر في مجلة “آخر ساعة” بعد متابعة أعماله الصحفية.

انضم إلى مجلة «آخر ساعة» بناء على طلب مصطفى أمين، وبدأ فيها بنشر رسائل القراء بـ15 جنيهًا في الشهر عام 1951، ويقول في مذكراته: «كان أبى يسمح لي، بل يطلب منى أحيانا، قراءة جريدة المصري، وكانت هي الجريدة الوحيدة التي يشتريها كل يوم، قرأت جريدة الاشتراكية في بيت صديق كان والده يشتريها بانتظام، فأصبحت أبحث عنها أنا الآخر بين الحين والحين، وأظنها أثرت كثيرا في توجيه ميولي، بل واستفزتني إلى أبعد حد عندما قرأت فيها مقال أحمد حسين الشهير رعاياك يا مولاي».

كما قدّم قنديل العديد من البرامج ذات الطابع السياسي منها برنامج رئيس التحرير،  و«أقوال الصحف»  وبرنامج قلم رصاص، إلى جانب مشاركته في الحياة السياسية حيث كان من أوائل المنضمين للجمعية الوطنية للتغير عام 2010، وتقلد حينها منصب المتحدث الإعلامي الرسمي للجمعية.

توقف برنامجه «رئيس التحرير» على التلفزيون المصري، وانتقل إلى فضائية «دريم» لتقديم البرنامج بالاسم نفسه الذي توقف بعد ذلك، ليعود بعد فترة ويقدم قدم برنامجه «قلم رصاص» على فضائيتي «دبي» الإماراتية و«الليبية» الفضائية، وتميزت برامجه بنقده للاذع للأنظمة وللكيان الصهيوني.



تزوج قنديل ثلاث مرات، كان أبرزها وأبقاها، زيجته من الفنانة نجلاء فتحي، حيث تمت مراسم الزواج في الـ 19 من سبتمبر عام 1992.

وذكر الإعلامي الراحل في مذكراته التي حملت عنوان “عشت مرتين”،  تفاصيل زيجته من الفنانة نجلاء فتحي، التي عرَضت هي عليه الزواج، عكس العادات والتقاليد المتعارف عليها، رغم أن أول لقاء جمعهما معًا كان حوارًا صحفيًّا.

وروى قنديل، في مذكراته، أنه كان خائفًا أثناء ذهابه لإجراء الحوار الصحفي مع نجلاء فتحي، وحينما انتهى من حواره وصفها بالتلقائية الذكية المرحة، بجانب شخصيتها القوية.

وقال إنه بعد مرور عدة أيام، وعدة لقاءات، فوجئ باتصال من نجلاء، التي بدأت حديثها معه بالقول إن شيئًا ما يُشغل بالها، وما إن بادرها بالسؤال عن هذا الشيء حتى صُدِم بطلبها الزواج منه، قائلة له: “أنا هتجوزك النهاردة”.

فيما ذكر الاعلامي الراحل بعض التفاصيل الخاصة بعائلته وأشقائه خلال مذكراته، حيث قال في مذكراته الصادرة عن دار الشروق عام 2014: «أخى الأصغر هو عاصم قنديل، المحامى الآن، وهو آخر العنقود كما يقال، أما ماجد، اللواء المتقاعد الذي قضى عمره في لاح المدفعية، فقد ولد بعد ولادتى بعامين، وبعده بعامين أيضا ولدت ميرفت، وى ربة أسرة متزوجة من لواء الأسلحة والذخيرة المتقاعد صالح صالح، وبعد عامين آخرين جاءت شقيقتى مآثر، التي عينت معيدة بقسم اللغة الإسبانية في كلية الألسن، ثم حصلت على منحة لدراسة الدكتوراه في إسبانيا، وهناك بدأت حياتها كمترجمة فورية حتى تقاعدت قبل سنوات، أما ميرفت التي تصغرنى بأربعة أعوام فهى تعاملنى كأمى».

أُصيب قنديل بجلطة في المخ في مايو 2017، ثم بدأ يتعافى ليبدأ جلسات غسيل الكلى، ولكنه أُصيب بعد ذلك بكسر في الفخذ، وبعد تعافيه تعرّض لكسر في الفخذ ذاته، وعاش فترته الأخيرة غير قادر على الحركة.









تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك