مليار يورو لإعادة بناء كنيسة

537


وفقاً لموقع "مترو" الاجنبي، في خلال يومين فقط وصل صندوق التبرعات الخاص بأحداث حريق كاتدرائية نوتردام لمليار يورو!

ونقدر من خلال بحث بسيط علي جوجل بأسم الكاتدرائية نلاقي في معظم المواقع الاجنبية والعربية قائمة عريضة وطويلة بأسماء أصحاب رؤوس الاموال المعروفين الي تعهدوا وتبرعوا بملايين لإعادة بناء الكنيسة.. زيي مثلاًالمليارديرفرانسوا هنرىبينو الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة لركةKeringالعالمية، وزوجالممثلة المكسيكية سلمى لحايك.

ومن بين الشركات الشهيرة المتبرعة وفقًا لسكاي نيوز،أبل،وشانيل،ولوريال..

طبعاً من الواضح انه في مؤسسات وجهات وأشخاص كتير في العالم الي احنا عايشين فيه معاهم ثروات لا تحصي ولا تعد لدرجة انهم اما بيقرروا يتبرعوا بيتبرعوا بملايين! ( مش بشويه فكه يعني)

وواضح كمان انه اعادة بناء كنيسه وشويه حجارة، مثير لعاطفة وايجابية اصحاب الاموال اكتر من جوع وجفاف ملايين الاطفال في افريقيا واليمن وبلاد المجاعات والفقر.

مش بقلل من قيمة الكاتدرائة العظيمة العريقة التاريخية، ولكن هل مبني الكاتدرائية بيتأثر ويحس اكت من الفقراوالجعانين! اكيد لا! وهل لو لم نعيد بناء الكاتدرائية البشرية هتنهار! اكيد لا برضه!

حتي الدين وربنا الي بنبيبأسمهموعشانهم الكنائس الفخمة، مظنش ابداً انه هتفرق معاهم انه يكون دار العبادة ضخم ويتصرف عليه ملايين ومليارات، حتي وان كانت الكاتدرائية اثرية وتاريخية، فا مفيش مانع اننا نهتم ونعيد بناءها بعد كارثة الحريق، بس ليه مش بنفس الحماس والسرعة والايمان والإيجابية لم يستجب نفس الاشخاص الي اتبرعواللكنيسة انهم كمان يتبرعوا للناس الي بتموت من قلة الاكل وقلة الموارد والمياة والتغذية والعلاج ..

ازاي العالم يكون فيه كمية الفلوس دي مع كل الاشخاص دول ولحد دلوقتي في بلاد بتعاني بقالها سنين من مجاعات وجفاف وامراض !

ومادام الفلوس بالنسبة لفئة كبيرة من البشر لا تعني شيء ويقدروا يوزعوها بكل سهولة ومش هتفرق معاهم نهائي، ليه دا مبيحصلش مع المحتاجين فعلاً، بس بيحصل اما مباني وحجارة بتتحرق!

اعتقد بشكل الكبير الناس بتقوم بفعل التبرع عشان اسباب كتير غير الخير، يعني مظنش انه المتبرعين دول تبرعوا لأيمانهم بقضية معينه او لتعاطفهم فعلياً مع حد أو موقف او وضع معين.. 

حدث زيي حريق الكاتدرائية، اكتب عنه في كل الصحف والمواقع، والخبر كان في الصفحات الاولي لمعظم الجرايد،فا بالتالي اي شخص هيتبرع اسمه برضه هيكتب في نفس الصحف والمواقع والبرامج الي هتتكلم عن الموضوع، ودا اكيد هيرجع بمنافع كتير شخصية وعملية ومكانية للمتبرع. لكن مجاعات وفقر.. حاجات عادية، الناس اتعودت تسمع عنها كل يوم، فا الاعلام مبقاشيهتم انه يذكرها، وحتي لو ذكرها، فالناس مش هتتأثر بنفس التأثر الي بتتأثره اما تسمع وتقرأ عن حدث جديد زيي حريق كاتدرائية عريقة من مئات السنين.. فا ساعتها الحدث هيسمع اكتر واسماء المتبرعين هسمع اكتر واكتر..

لذلك ففي الحقيقة ماحدش فعلاً مهتم بإنقاذ العالم ولا مهتم بأنقاذ الكاتدرائية والتاريخ والاثار، ولا حد مهتم بإنفاذ اطفال او فقرا او مرضي او..ان مكنش التبرع الي هنقدمه هيرجعنا تاني بمقابل، سواء كان مادي او حتي مجرد ارضاء للذات وتفاخرنا بفعلنا قدام العامة، فأحنا اكيد مش هنتبرع أو نهتم.



تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك