عن نقابة " المهن السياسية " وازمتها مع الكونجرس

318


فى يناير الماضى صرح الرئيس عبد الفتاح السيسي بأهمية ملف حقوق الإنسان كمكون رئيسى فى عملية التقدم والازدهار. وقد أكد ايض على تداخل قضايا حقوق الإنسان مما يؤدى إلى استحالة تجزئتها كالحق فى الأمان والحياة وحرية الفصل وعدم فصلهم عن الحقوق الطبيعية كالمسكن والغذاء والرعاية الصحية. ويأتى على النقيض خطاب السيسى العام الماضى حيث أعرب عن غضبه من طرق الشباب فى التعبير عن الرأي حيث أعلن أن كل إساءة للقوات المسلحة أو قوات الأمن تندرج تحت بند الخيانة العظمى . على الجانب الآخر ففى الأيام الأخيرة تم استبعاد الفنانين عمرو واكد وخالد أبو النجا من نقابة المهن التمثيلية بعد مناقشتهم أوضاع حقوق الإنسان فى مصر لدى الكونجرس الأمريكي باعتبار ذلك خيانة للدولة والسيادة المصرية. جدير بالذكر أن مصر تعتبر دولة صديقة لامريكا والكونجرس الأمريكى وكلا الدولتين تدعى تمتع أفرادها بممارسة حرية الرأي والتعبير.


فى مارس الجارى قام عمرو واكد بنشر تويتة عن أزمته مع القنصلية المصرية فى مدريد وتعنتها فى تجديد جواز سفره وقد يرجع ذلك الى موقف عمرو واكد الواضح من النظام الحالى حيث يرفض واكد الانقلاب على ثورة يناير لصالح نظام السيسى. عمرو واكد يعد من الفنانين الذين شاركوا فى يناير وحتى الآن فهو مستمر فى نقض الفنانين متزعزعى الموقف بسبب القمع. فنانا اخرا مثقفا هو خالد ابو النجا حيث اشترك فى ثورة يناير ودائم التعبير عن رأيه على مواقع التواصل الاجتماعي وتعد آراءه ذو رؤية مستنيرة. جدير بالذكر أن أبو النجا كان من أوائل الفنانين المؤيدين للثورة ولم يغادر الميدان حتى تنحى مبارك. حتى الان، ابو النجا لم يكف عن المطالبة باوضاع افضل للحياة فى مصر ويرى ضرورة بث الروح فى الشعب مرة أخرى.


بعد شطبهما من نقابة المهن التمثيلية قام واكد بالسخرية من النقابة التى قام قرارها بإثارة حالة ملحوظة من الغضب لديه حيث وصفها بنقابة المهن السياسية . أما زميله ابو النجا فقد عبر على حسابه على تويتر أنه كان يتمنى من النقابة الاستماع إليهما قبل التسرع نحو شطبهما من النقابة . كمصريين نختبر كل دقيقة فى مسار الأحداث داخل مصر فنحن على دراية بقضي حرية الرأي والتعبير على المستوى الشخصى والاجتماعى والسياسة سواء . الثورا تمر بمراحل انتقالية طويلة وخلالها قد يتزعزع ايمان البعض أو يرتد عن الفكرة ولكن الثورة تستمر فى كل الاحوال ، وهذا ما رآه واكد وأبو النجا ، فكلاهما استمر فى النضال والتعبير وحتى بعد استبعادهما من النقابة لا يزال كلاهما مستمران فى عكس ما تداعبه الأزمة فى عقليهما.


كاجيال عاصرت الثورة التى رزعت بداخلنا الكثير وعلمتنا وأتاحت لنا الفرصة نحو التطور الشخصى فنحن على دراية بمدى اجحاف قرار شطبهما من نقابتهم.قرار الشطب مبرره اننا منذ نشأتنا ونحن نسمع أن الفنان يعيش فى قوقعته وأن الفن لابد له أن يكون معزولا عما حوله من مؤثرات ولكن هذا يعد فرية هدفها توجيه الفن ، فإن كان الفن مستقلا بطبيعته حقا فكيف لنا قولبة شكل ومفهوم الاستقلال؟. من الواقعية أن الفن نتاج لما حوله من مؤثرات واحيانا يكون مرآة موازية لما حولها من مراحل واحداث فنستدل على التاريخ من الفن ، وكذلك فالفنان ايضا له الحق فى التعبير والانخراط فيما يراه مناسبا لأفكاره.


فى هذا المشهد يجب بث الروح فى الشعب مرة أخرى ودعم هؤلاء ممن تم ظلمهم لمجرد التعبير. واكد وأبو النجا لم يكن لديهم سوى التعبير والمناقشة مما أدى إلى نبذهم فنيا ولكن فى الحقيقة امثال واكد وأبو النجا يذكروننا بحقيقة طلقة وهى أن ليس على الثورة سوى الاستمرار.






تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك