خطاب "متحفظ" لأردوغان .. وردود أفعال متضاربة
شغلت قضية اختفاء وقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي الملايين من دول العالم المختلفة إلا أنها أخذت اهتمام من طابع خاص في الدول العبية وعلى رأسهم مصر، وظل الجميع يتداول كل خبر و معلومة جديدة تحدث في لأمر حتى صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه سيعلن في مؤتمر صحفي أمس الثلاثاء عن كل ملابسات القضية وسوف يستعرض أدلة واضحة في حقيقة مقتل "خاشقجي"، ولكن المفاجأة لملايين البشر التي تابعت المؤتمر بشغف الكشف عن التفاصيل أنه لم يقم بعرض أي أدلة على الإطلاق ولكنه فقط أكتفٍ بطرح الأسئلة وتأكيد الرواية التي تناولها الإعلام التركي على مدار الأيام الماضية.
كلمة أردوغان كانت بمثابة مادة جاهزة لنجوم السوشيال ميديا المعروفين بصناع الكوميكس والقفشات السياسية في أي حدث عالمي، يحتوي على تفاصيل لا يصدقها العقل ولكنها تحدث بالفعل، وأشهر هذه الصفحات هي "اساحبي" التي تعد واحدة من أكبر صفحات الكوميكس الساخر في مصر.
برغم من أن صحيفة نيويورك تايمز الأميركية سبق أن وصفت أردوغان بأنه "رئيس بقوة ثلاثة خطابات يوميا، وخطابين في عطلات نهاية الأسبوع، حيث يعود نجاحه كزعيم إلى الكاريزما التي تحظى بها خطاباته وأسلوب الصدام والمواجهة فيها".
إلا أن خطابه أمس لم يتسم خطاب أردوغان بـ"الحماسة" المعتادة بل اتسم بطر الكثير من الأسئلة التي كان يجب أن يجد لها جوابا ، وهو ما وصفه المغردون والنشطاء بمواقع التواصل الإجتماعي بـ "ابتزاز"، وأن خطابه حول قضية #مقتـل_جمـال_خـاشقجي، يقود حرب ابتزاز مالية ونفسية وإعلامية ضد السعودية.
يذكر أن صحيفة نيويورك تايمز كشفت عرضا سعوديا قدمه الأمير خالد الفيصل مستشار الملك سلمان على الأتراك خلال زيارته إلى تركيا من أجل طي قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من أردوغان أن الفيصل عرض إنهاء حصار قطر فضلا عن إغراءات مالية واستثمارات داخل تركيا مقابل طي ملف خاشقجي.
وأضافت: "إغراءات الفيصل تضمنت مساعدات لتحسين وضع الاقتصاد التركي. ونقلت الصحيفة عن المصدر قوله إن الرئيس التركي "رفض العرض بطريقة غاضبة وقال إنها رشوة سياسية".