الواشنطن بوست: بعد العفو السيسي يبدأ موجة اعتقالات جديدة

199

كانت افتتاحية صحيفة الواشنطن بوست في بداية هذا الهر، عما تشهده مصر من موجة اعتقالات بعد العفو الرئاسي الأخير بالتزامن مع شهر رمضان، وتقول الصحيفة: بعد أن منح رجل مصر القوي: "عبد الفتاح السيسي" نفسه تفويضًا آخر، بإجراء انتخابات رئاسية غير نزيهة بشكل مثير، في مارس الماضي، كان هناك بعض الأمل في تخفيف القبضة الأمنية، خاصة بعد ظهور بادرة أمل هذا الشهر، بإعلان عفو رئاسي مع بداية شهر رمضان.

مع بداية الشهر، أُفرج ضمن العفو عن أحمد عتيوي، أحد أمريكيين، قد سجنوا بلا سبب، والذين طالب نائب الرئيس "بنس"، بإطلاق صراحهم.

بعد هذه الرأفة، بدأت موجة جديدة من الاعتقالات التي طالت العديد من المدونيين والناشطين، فبدلًا من الحرية، أطلق الرئيس حملة جديدة.


بين أحدث الضحايا، أحد أشهر المدونيين المصريين، وائل عباس، الذي ظل أكثر من عقد يلفت الانتباه إلى انتهاكات الشرطة وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان، ألقي القبض على وائل من منزله دون مذكرة اعتقال في 23 مايو.

كما اعتُقل شادي الغزالي حرب ، وهو طبيب وناشط ليبرالي، في 15 مايو ، بعد تسعة أيام من شادي أبو زيد ، وهو كاتب ومدون فيديو.

 في 9 مايو ، أخذت أمل فتحي ، زوجة ناشط في مجال حقوق الإنسان ، بسبب فيديو عبر الفيسبوك احتجت فيه على التحرش الجنسي الذي عانت منه في ذلك اليوم.


وهت إلى وائل وعدد من المعتقلين الآخرين بينهم طالب دكتوراة بجامعة واشنطن، وثلاثة صحفيين، ورئيس منظمة لحقوق الإنسان، تهم الانضمام إلى جماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة.


الحكومة والجيش يقولان إنهما يقاتلان المتطرفين الإسلاميين المتصلين بالدولة الإسلامية، أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، لكن معظم الذين اعتقلوا مؤخرًا ليبراليون علمانيون، ومعروفون بدعمهم لثورة يناير.


ففي الحرب الفعلية الدائرة ضد المتطرفين في شبه جزيرة يناء، فشل النظام في تحقيق أهدافه، وهو ما قاله إسماعيل الإسكندراني، الباحث في مركز ويلسون، من أن قمع القبائل  في المنطقة قد يأتي بنتائج عكسية، وعلى إثر ذلك احتجز لعامين ونصف دون محاكمة، انتهوار بحكم بالسجن لعشر سنوات، في 22 مايو الماضي.

انطلاقا من نقطة ضعف، تأتي تصرفات السيسي، الذي تضاءل مؤيدوه، في ظل تنامي المعارضة ضده داخل المؤسسة العسكرية، ومثال ذلك احتجاز هشام جنينة، الرئيس السابق لمكتب مكافحة الفساد في الحكومة ، والحُكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات في 24 أبريل ، بعد أن قال في مقابلة إن قائدًا عسكريًا سابقًا لديه وثائق تجرم كبار القادة. وان قائد الجيش السابق سامي عنان قد اعتقل في يناير بعد أن حاول الترشح للرئاس ضد السيسي.


يدرك السيسي جيدا أن ترامب لا يهتم لأمر حقوق الإنسان، لكن هذا لا يعني أن حملته بلا تكلفة، ففي 24 مايو، هاتفه نائب الرئيس بنس، ليشكره على إطلاق سراح عتيوي، لكن المكالمة تضمنت أيضًا التعبير عن القلق بشأن الاعتقالات.



تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك