انبطاح بلا مضمون

485

من أهم سمات المرحلة الحالية في تاريخ الدولة المصرية، هي حالة الانبطاح لأي دولة لينا عندها مصلحة او حتى رايحين عندها مشوار عادي يعني.

أتوبيس منتخب مصر طبيعي نشوف عليه صورة للهرم، واحد لابس فرعون، برج القاهرة حتى ميضرش، لكن نتيجة إن المسؤولين في مصر في المرحلة دي بقوا منبطحين لا إراديا راحوا حطوا صورة الكرملين على أتوبيس المنتخب، وده مش حب في روسيا ولا حاجة، لو كان كاس العالم ده بيتلعب في اليابان كنت هتلاقيهم ملبسين اللعيبة كيمونو و ماسكين سيوف ساموراي، لو في أمريكا هتلاقيهم لابسين لبس كاوبويز ومولعين سيجارة مارلبور، لو في إيطاليا هتلاقي صورة برج فيزا المائل و اللعيبة بتخبز بيتزا على فر.

الموقف ده هو امتداد للموقف السياسي المصري في ملف العلاقات الخارجية مع دول زي روسيا و أمريكا و سوريا.

روسيا : قبل زيارات روسيا تلاقي في الإعلام هجوم متكرر على السياسات الأمريكية، وقد إيه مصر من عشاق ديستويفسكي، وإننا كنا بنشجع الكي جي بي ضد الـ سي آي إيه، وإحنا بنقرأ قصص أدهم صبري، وإن الإنسان أصلًا مولود اشتراكي بالفطرة، و في آخر الزيارة تلاقي تصريح إنه الحمد لله ربنا كرمنا و السياحة الروسية راجعة خلاص كمان أسبع، طبعًا تكتشف في الآخر إنه لا في سياحة راجعة ولا حاجة، و الزيارة كلها صفصفت على جاكت تقيل هدية علشان يدفي صدر السيد الرئيس في الشتاء.

أمريكا : هتلاقي قبل زيارة الأمم المتحدة و أمريكا إشادة كبيرة بترامب و حكمته، وتأكيد على إن الرئيس الأمريكي هو أنتيم السيسي شخصيًا، وإنهم ما بيناموش أبدًا قبل ما يبعتوا لبعض الـgood night text، مع إيموشنز قلوب و دباديب. تخلص الزيارة و تلاقي فجأة قرار بتخفيض المعونة الأمريكية على مصر و أن الموضوع خلص على وجبة عشاء و صورتين، و طريق السلامة إنت ياريس.

سوريا : بعد ما انبطحنا لروسيا و أمريكا، في نفس ذات الوقت، اتزنقنا بقى لما الأثنين ضربوا بعض في سوريا بطريقة غير مباشرة، الأول النظام المصري كان بيدعم بشار، وأمريكا راحت ضربة بشار، كده الانبطاحة المزدوجة بتاعتنا هتبوظ و تطلع فشنك، فكان الحل انبطاحة جديدة خالص في النص من غير أي توجيه تدين أي حاجة في أي حتة، من غير أي مسائلة لأي طرف في الموضوع ده. 

كمية "أي" اتقالت في الجملة السابقة توضحلك إن النظام بقى بينبطح من غير ما يكون في خطة استراتيجية للانبطاح ده، وأهو ماشية و بترزق لغاية لما ننلبس كلنا في الحيطة في الآخر.

#ويجعله_تافه

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت دوينتك