اطمن أنت مش لوحدك .."صفارة انذار" بعودة المصريين للشارع

393


منذ الأول من مارس الجاري وحالة من التوتر تشهدها الساحة السياسية، فرغم السيطرة الأمنية التي فرضها النظام الحالي منذ أن أصبح عبد الفتاح السيسي رئيساً للبلاد، إلا أن هناك بعض التوترات والإضطرابات التي طرأت على الساحة مجدداً، من قبل عدداً من الشباب صغار السن، الذين أصبحوا مهددين من قبل قوات الأمن التي إعتقلت البعض ولاتزال تلاحق أخرين.

تلك التوترات التي عاقبت فاجعة محطة قطارات مصر، التي راح ضحيتها 25 مواطناً؛ إثر حريق نشب بها بعد تصادم قطار وجرار بسبب تهالك قطاع القطارات في مصر، وتجاهل الرئيس عبد الفتاح السيسي توصيات الخبراء بضرورة تنفيذ مشاريع صيانتها، خرجت أصوات في الشارع المصري تدعو للتظاهر في ميدان التحرير، وتطالب برحيل السيسي.

وعم الغضب بين صفوف المصريين بعد محاولة السلطات التهرّب من مسؤوليتها عن حادث محطة مصر، وإلصاقها التهم بسائقي القطارات، دون التطرق إلى ضعف جميع خطوط السكك الحديدية في مصر، التي يفوق عمرها 180 عاماً.

وفي الوقت الذي وظّف النظام المصري القنوات الفضائية الخاصة، والصحف المحلية، ومواقعها الإلكترونية، للتحريض ضد الأشخاص الين يدعون للتظاهر، مع التحذير من أن "جماعة الإخوان المسلمين هي من تقف وراء تلك الدعوات"، بالإضافة إلى تحريض تلك القنوات ضد سائقي القطر وتحميلهم المسؤولية كاملة.

انتشرت على الناحية الأخرى،  عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملات مختلفة تطالب بالثورة على النظام والتظاهر، ورحيل السيسي، كان أبرزها "راجعين التحرير"، وأخرى أطلقها الإعلامي معتز مطر عبر برنامجه الذي يبث على قناة الشرق، وقد دعى مطر إلى حملة " إطمن إنت مش لوحدي" والتي تستخدم بعض التعبيرات السلمية للتعبير عن الغضب، ومنها إطلاق الصفارات في الشوارع.

ومع بداية تلك الدعوات وعقب االحادث المروع، توجه الشاب أحمد محي نحو ميدان التحرير حاملا لافتة دونن عليها عبارة" أرحيل يا سيسي" رافضاً للنظام الحالي، الأمر الذي إنتهى بإلقاء القبض عليه من قبل قوات الأمن لتبدأ  بعدها حملات القبض على الشباب الرافضين للوضع الحالي.

ففي الجمعة الماضية دعى عددا من الشباب إلى تظاهرات بالعاصمة رفضاً لهذا الحادث وللمطالبة برحيل النظام، وإنتهى اليوم باعتقال ما يقرب من 60 شاب وفتاه من عدد من المناطق وحتى الأن تنكر الجهات الرسمية معرفتهم بأماكن احتجاز هؤلاء، رغم انه تم الافراج عن بعضهم، حيث أن قوات الأمن قامت بترك بعضهم في الصحراء عقب التحقيق معه ولازال هناك بعض المحتجزين غير معرف ماكنهم.

إلى جانب هذا قامت قوات الأمن بمداهمة عددا من المنازل وإلقاء القبض على بعض الفتيات والشباب بدعوى أنهم من الداعمين لتلك التظاهرات، وكان من بين هؤلاء الناشطة السياسية ملك الكاشف، التي إنطلقت دعوات تطالب بضرورة الإفراج عنها تخوفاً من الإنتهاكات التي سوف تتعرض لها خلال فترة إحتجازها، نظراً لأن ملك من العابرين جنسياً ولازال نوعها" ذكر" في هويتها الشخصية رغم أنها تحولت إلى أنثى خلال الفترة الماضية.

وفي السياق ذاته أثار هاشتاج اطمن انت مش لوحدك جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي في مصر، واجتاح منصات التواصل الإجتماعي فيسبوك وتويتر، وحظيت الحلةُ بتفاعل آلاف المصريين الذين أصدروا في البداية وسما "#اطمن - انت مش لوحدك"، حمل اسم الحملة، لينتشر بسرعة كبيرة في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" وليتصدّر قائمة التفاعلات، ب 190ألف مشاركة حتى صباح اليوم الخميس ، بعدها، بدأ المُشاركون والمؤيدون للحملة بتوثيق عنوانها على العملات النقدية الورقية، بسبب سهولة استخدامها وسرعة انتقالها.

على الناحية الأخرى أصدر البنك المركزي المصري تحذيرا بخصوص قرار سابق كان قد أصدره، يمنع تداول العملات النقدية الورقية التي كتب عليها وسم الحملة، وفقاً لعدد من الصحف المصرية.

كما سيطر على الوسم مقاطع مصورة لمواطنين يقومون ب "التصفير والتخبيط والكلاكسات" داخل البيوت والشوارع ، تنفيذا لمقترحات الحملة بتحديد موعد أسبوعي لمدة 30 دقيقة من الساعة 11 حتى 11:30 كل يوم أربعاء.

وخلال الساعات القليلة الماضية دون المحامي الحقوقي مالك عادلي عبر صفحته قائلاً:" إحنا بقي بيجيلنا بلاغات بالقبض علي أسر من بابها، اب وابنه، أم وبنتها، أب وعياله، زوج وزوجته.. الخ، هو في ايه؟؟".

ومن المنتظر أن تطور الحملة وردود الأفعال الغاضبة خلال الأيام القادمة، مع القرارات الإقتصادية الأكثر صعوبة على الإطلاق التي سوف يتخذها النظام الحالي خلال الشهور القليلة القادمة بالإضافة إلى التعديلات الدستورية التي يعدله النظام الحالي لبقاء عبد الفتاح السيسي في الحكم.

يأتي هذا في اطار حالة رفض تسع رقعتها يوميا بين المواطنين لرفض التعديلات الدستورية المزمع تمريرها خلال أسابيع عبر استفتاء شعبي ، والتي تمنح السيسي فرصة البقاء في الحكم حتى عام 2034 ، بعد انتهاء فترته الرسمية في 2022 ، مما يعني استمرار السياسات الاقتصادية والأمنية التي اتبعها السيسي خلال سنوات حكمه السابقة ، وهو ما يشكل مصدر رعب للشعب المصري ، الذي يبدو أنه قد يعود لابهار العالم من جديد.


تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك