رسالة إلى سيدي الوالي

336

ربما يا سيدي الأمور تسارعت كثيرا في الأونة الأخيره حيث لم أعد ادري كيف انقضى ثماني عشر سنه بعد الألفيه الثانية فقد انقضى ٣٦٥ يوما حيث أصبحت الأيام كثيرة وتمر سريعاً تمر من بين يدى مثل المياه و أنا لا أشعر .. ينتابني كثيراً الحنين إلي الماضي و إلي الأيام التي كنت لا أكترث بأي شئ من حولي سوي بعض دروس ممله بفصل المدرسة وكان وقتها أقصي طموحاتي السفر إلي الأسكندرية في مصيف العائلة ينتابني الحنين و أنا أعلم إنني لا أملك سوي الحاضر والمقبل .. ولكن هل فعلاً نمتلك المستقبل سيدي الوالي !


 و عن أي مستقبل يُمكنني أن اتحدث , أنا الأن سيدة  شابة في مفترق العشرينات اتشبث بنهاية آخر سنة بها , لا أملك الكثير سوي بعض أصدقاء يشاطرونني القهوة الساده سكتو و حجر الدخان بإحدي المقاهي في حي السيدة , كل منا يستند بأحلامه علي الأخر من خلال مشاركة بعض الأحداث التي تشهدها بلادنا هذه الأيام .


 دعني أحدثك سيدي الوالي فقط عن هذه السنة بدايةً من غلاء أسعار المترو التي أخذت من مرتباتنا الربع أو الثلث تقريباً مروراً برفع الدعم علي الكهرباء والطاقة نزولاً الي اخر السنة بحملة فيروس سي وهي حملة عظية ولا جدال عليها , ولكن سيدي الوالي تلاهي الشعب في الكثير والكثير بين خلع لا شيحا الحجاب وبين كشف رانيا يوسف عن ساقيها  ، هنا او هنا فالكل بنهاية الأمر يخلع من أفكارة ما يشاء ويرتدي من يشاء ولكن من سوف يهتم بعراء أطفال الصعيد في الشتاء ! ،  كنت يا سيدي الوالي قد غفوت في أحدي الليالي علي صوت إعلان لأحد شركات المحمول المشهورة وكنت لا أعلم حقا متي أصبح محمد رمضان نمبر وان و من نصبة هذا المركز هل هو قرار من سيادة رئيس النقابة الفنيه أم قرار أصوات الأمة ؟


لم أعد أغفو كثيرا هذه الأيام لم تري عيني النوم إلا وأن أتي يوما جديد بخبر دخول مصر بكأس العالم أخيراً مصر ستدخل كأس العالم من جديد كانت فرحة لم تكتمل للأسف كان يمكن أن تكون هذه السنه مختلفة و يفرح شعبها جميعاً للأسف لم يفرح سوي أصحاب المقاهي لأنة وصل سعر المنيم تشارج الي ال 400 جنيه وانا لا أملك سواهم الي أخر الشهر سيدي الوالي .


كنت مواطنة جيدة سيدي الوالي لم أعترض كثيراً فقط أخذت جانبي من المواصلات وركبت السكوتر الخاص بي لا يأخذ كثيرا سوي 5 لتر من الوقود الذي وصل الي ال 7 جنية وقررت أن لا أركب المترو مرة اخري وأيضاً تجنبت الموضة التي ظهرت الصيف الماضي ولم أفعل الكيكي ريكي و لم أخذ سوي سمرة الشمس التي كانت تقمر وجهي مثل رغيف العيش وانا في طريقي الي العمل , وكنت عندما أوصل الي العمل ينتابني القلق من الوصول الي البيت إيابا عندما سمت بحادث الأرهابي بحلوان الذي كان يقتل السيدات , و لكن أخذتني الجرأة سيدي القاضي وذهبت لشراء بعض بطاطس المحمرة حتي أنسي بعض الأحداث المزعجة ولكن وجدت أن حتي سعر البطاطس إرتفع أيضاً , أرتفع مع إرتفاع الأسعار ولكن أكثر  مع فرض الضريبة الجمركية و بعض الضرائب الاخري التي حقًا أجهل معظمها يا سيدي .


ولكني ما زلت في حالي يا سيدي الوالي ما زلت أستمتع بأقل الأنشطة , فيلم لطيف بالسينما يمكنه أن يمتع حواسي 7 ليالي متتالية مثل فيلم يوم الدين وليل خارجي , اخيرا سيدي الوالي تتوازن السينما النيفة مع سينما السبكي أخيراً أصبحنا في وطن رحيم يفرج عن معتقليه السياسي منه الديني مثل براءة الشيخ محمد عبدالله نصر واسلام البحيري و الأفراج عن أمل فتحي و احمد ماهر , أخيراً أصبحنا دولة رحيمة تقف احتجاجاً ضد تصدير الكلاب و ليس احتجاجاً علي اي شئ أخر , سأقف بجانبهم سيدي الوالي سأقف بكل ما في قلبي فأنا لا أرغب يوما في أن أكل كلب من كلابي التي تسهر علي أماني و وفائي وتحرسني بكل حب و أخيرا سيدي الوالي كل الحب إلي من فارقونا حسن كامي و حمدي قنديل وجدتي الجميلة كامليا كل الحب لهم , و سأظل المواطنة المخلصة التي لا يمكن أن تضيع وقتها في البوب جي و تخلص في عملها و حب عائلتها واصدقائها


المرسل

أسماء عصام

تسجيل اايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك