البلاد دي متستحقش الموت

367



اللي بيحصل في السودان حالياً طبعاً فكرني زي ما فكر معظم الشعب المصري بثورة يناير العظيمة، والحقيقة وبدون اصطناع أنا كنت من حزب الكنبة وقتها، كنت لسه في أولى ثانوي، مكنتش فاهمة اللي بيحصل ولا لسه اتشكلت او كونت آراء، او حتى عرفت يعني ايه حقوق ومطالب وإنسانية.. 


بعدها الأيام عدت واتشح شفيق، وقصاده الإخوان، ومرسي كسب وقالوا لنا ساعتها دا هيموت المسيحيين ومش هيحميهم، إنزلوا فوضواالسيسي والجيش عشان يحمونا من تطرف الإخوانيين .. 


وساعتها كنت كبرت شوية وبدأ أفهم بشكل بسيط خطر خلط الدين بالسياسة، خصوصاً لو الأغلبية ينتمون لدين معين وشريعته هي الي بالفعل بتحكم البلد، خفت ساعتها أنا وأهلي ونزلنا مع الي نزلوا يوم 30 عشان نطلب برحيل مرسي وندعم الجيش بكل سذاجة وخوف من اللي هيحصل فينا بكره.. 

وجه بعده عدلي منصور وبعده السيسي.. وحصل اللي حصل.. 


لا ثورة نفعت، ولا حق المعتقلين والفقراء جه، ولا المسجونين اتفك سجنهم، ولا حتي د الشهداء اللي راح قصاد الحرية نفع، لأننا في الأخر رجعنا من تاني عبيد للنظام والحكم والرأس المالية والظلم.. 


ماحدش فاكر الشهداء غير أهلهم، وماحدش بيحاول يساعد المعتقلين بقالهم سنين غير اتنين تلاته من صحابهم اللي لسه فيهم نفس ويا عالم يمكن نفسهم يخلص شوية كده، او السلطة تخلصلهم انفسهم بالعافية بالرصاص زيي ما عملوا في شيماء الصباغ الي ماتت بدون اي سبب وحقها لحد دلوقتي برضه مرجعش..


شعب السودان أعتقد ميفرفش عننا كتير.. نفس الظلم والجهل.. نفس الذكورية والاضطهاد النوعي والختان.. ونفس القمع والنهب.. يمكن الوضع عندهم اسوأ بعض الشئ وسعر الدولار أعلى بكتير، لكنِ لا أتوقع نهاية مختلفة عن نهايتنا المجيدة الخاسرة، ولو أني أتمنى من كل قلبي دماءهم التي تسفك الآن متروحش هدر وتكون فعلاً تمن عصر حرية جديد.. 


بس للأسف ساعات كتير الشعوب الي عمرها ما داقت طعم الحرية والعلم والوعي وتأثيره معتقدش بتقدر بالساهل تخلق وتعيد تشكيل عصر متكامل جديد نضيف من الأول والجديد.. 


أتمنى النصرة والنجاح لثورة السودان، واتمنى لهم نتيجة مختلفة عن نتيجتنا وما وصل له حالنا الآن..

ولكن ما اتمناه أكثر من اي شئ، هو الحياة لكل فرد هينزل من السوانيين يطالب بالحق والعدل، يرجع بيته في نهاية اليوم، بدون ما أرواح تروح، سواء هتروح هدر او هتروح في سبيل الحرية ونجاة البلد، ففي الحالتين لأ أحد ولا بلد تستحق أن نموت من أجلها، البلد التي لا تحافظ علي أرواحنا وتجبرنا أن نضحي بها كثمن لحريتنا فهي بلد لا تستحق.. 


تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك