في مئوية ميلاده .. محطات من حياة السادات "المشخصاتي"

309


في 25 من ديسمبر عام 1918 ولد أحد رؤساء مصر الراحلين في أسرة مكونة من 13 طفلاً، في ميت أبو الكوم، محافظة المنوفية، يوم الأربعاء يصادف مئوية ميلاده، وفي السطور التالية محاولة لإبراز بعض من وجوه السادات المختلفة في محطات حياته.


كان السادات من أوائل المنضمين لتنظيم الضباط الأحرار، الذي سعى لإصلاح الفساد المتنامي في الجيش والحكومة والقصر الملكي والأحزاب السياسية.. كما أعلنت الحركة أهدافها.



تميز السادات بأوجه متعددة لشخصيته كان أبرزها الوجه الديني الذي انقلب عليه فيما بعد وكان أحد أهم أسباب اغتياله.. فقد تميزت مسيرته بالعديد من التناقضات، فكان هو الوحيد بين قادة ثورة 23 يوليو 1952، الذي كانت له سابقة أعمال سياسية عرفها الناس على نطاق واسع تسببت في فصله من القوات المسلحة وهو برتبة "النقيب"، كما أنه عمل بالمقاولات، وعمل  في شركة للنقل البحري، قبل أن يعود إلى الجيش وتتم مساواته بزملائه، فيحصل على رتبة  "العقيد"، ويصبح واحدًا من أواخر الذين انضموا إلى قيادة تنظيم الضباط الأحرار.

ألقى بصوته إذاعة بيان الثورة الأول، وكثرت الأقاويل حول إذا كان هذا دوره الأساسي أم أن مجيئه متأخرًا يوم الثورة هو السبب في جعله يذيع البيان، فضلًا عن صوته المميز للغاية.



بعد الثورة لم يتول منصبًا حكوميًا بارزا إلا أنه كان عضو في محكمة الثورة، التي حاكمت رموز العهد السابق على الثورة، ومن بعدها عضوًا  في محكمة الشعب التي حاكمت الإخوان المسلمين بعد محاولتهم اغتيال عبد الناصر عام 1954.


كان لديه ولع بالعمل الصحفي فشغل بعد الثورة رئاسة مجلس إدارة "دار التحرير" التي أنشأتها الثورة لكي تعبر عنها دائمًا، حتى عينه عبد الناصر نائبا لرئيس الجمهورية.



لقد كان جمال عبدالناصر منذ توليه الحكم يستخدم الدين بشكل عام كأداة من أدوات سياسته الخارجية عبر مؤسسة الأزهر و عبر مشيخة الطرق الصوفية و عبر منظمة المؤتمر الاسلامي،  و اقتصر استخدامه للدين في الداخل على الفترات الي اشتد فيها النزاع بينه وبين الإخوان المسلمين فنافسهم بخطابه الديني في إطار صراعه الحاسم معهم.. وفقًا  لدراسة الدكتور رفعت سيد أحمد.


إلا أنه على العكس من عهد ناصر حدثت بعض التغيرات فيما يخص الحركات الإسلامية بكافة فصائلها، فقد زادت جماهيريتها و اتسعت رقعتها بسبب حالة الشعب الذي اتجه بشدة للتدين بعد هزيمة 1967 على أمل أن يكون الخلاص على يد التدين بعدما فشلت الاشتراكية القومية في حسم الصراع مع اسرائيل، وظهرت تيارات جديدة و واسعة بجانب الإخوان  أبرزها السلفيين و الجهاد و التكفير و الهجرة و السماويين و التبليغ و الدعوة و الجماعة الإسلامية بالصعيد.


ترك السادات  الحركات الإسلامية تنمو كنوع من تحريض الإسلاميين على اليسار في اطار الحملة العالمية بقيادة الولايات المتحدة على أفكار الشيوعية والاشتراكية لمواجهة الاتحاد السوفيتي، على الجانب الأخر انتصر السادات  في حرب اكتوبر 1973 وعقد اتفاقيات السلام مع اسرائيل و استرد سيناء عبر هذه الاتفاقيات.

كما عقد اتفاقات سرية مع الإخوان المسلمين سمح لهم بمقتضاها بالعمل و الحركة و في نفس الوقت سمح للجماعات المسالمة السلفيين و التبليغ و الدعوة و السماويين بالعمل و الحركة كما سمح الدعا المستقلين بالكلام في إطار واسع.

وأظهر دعما معلنا للمجاهدين الأفغان في معركتهم مع الاتحاد السوفيتي ، كما أبرز العداء لنظام الملالي الايراني والثورة الاسلامية.


مع زيادة شدة المعارضة له اتخذ قرارات 5 سبتمبر 1981 و التي اعتقل بموجبها 1500 معارض من كافة القوى السياسية الحزبية و الاسلامية و القبطية،  و أغلق العديد من صحف هذه القوى و فصل العديد من أساتذة الجامعات و الصحفيين و دعاة المساجد المعارضين من وظائفهم .


حتى تم اغتياله على يد مجموعة من أعضاء تنظيم اسلامي مسلح أثناء العرض العسكري في 6 أكتوبر 1981.

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك