بسم الله الرحمن الرحيم

428


ممكن أن تكون هذه أول جمله تعلمت كتابتها كاملة في منتصف الصفحه قبل البدايه بأي موضوع تعبيري أو جواب . 

تعلمنا و نحن صغار ان نبدأ بالبسمله قبل أي شئ ، قبل الأكل قبل النوم قبل الدخول من باب الشقه قبل ماتفتح علبه المربي وعلبه السمنه ، وأنت بتص علي الريموت عشان تشوفه مش شغال ليه ، قدرت أكبر وأعرف قد أيه إحنا شعب متين بطبعه ، أول ذكري ليا مع الكتابة كانت من سن صغير جدا واتعملت يومها درس كبير ومؤثر أولها أن خطي الكتابي  سئ جدا الحمدلله وهشرح لكم ليه الحمدلله ثانيها هحكي عنه باختصار و أحاول أن لا أطول عليكما.

بدأت في أول صفحة من أجنده 2011 من إنتاج جريده الجمهورية مكتوب شعارها باللون الذهبي علي الغلاف الأجندة قدمت لوالدتي هديه ضمن مجموعة أجندات و  نتايج كما هو المعتاد داخل الروتين الحكومي العتيق  شأنها شأن كل المعتادين  و هذه هدايا بتتقدم لهم مع بدايه كل سنه جديده ، المهم أذا بي بفتح أول صفحه وببتدي بكتابه بسم الله الرحمن الرحيم في منتصفها و باقي الصفحه سرعان ما اجتازت في اقل من خمس دقايق من سطور منعرجه معظمها كلام مني افيض به لنفسي وتسؤالات عن ربنا وعن ماهيه أحقية الأهل في معامله ابناءهم بمعامله سيئه و جارحه طاره منهم بالسب وطاره بالضرب و لماذا ربنا خلقنا هل خلقنا عشان نتعب ونتعذب وليه خلقنا وليه حرام نسأل هو خلقنا ليه ، كانت معظم الردود التي تلاحقني من منهما أكبر مني سنا (اللي بيسال السؤال ده بيتجنن وياخدوه مستشفي المجانين) كانت هي دي أقصى حدود تفكيرهم في الرد على طفلة لا تتخطي الأحدي عشر عاما عن وجودية الرب ، سرعان ما تخطيت الصفحة الأولي للذهاب الي الثانية و سرعان أيضا  ما وجدت أبي يمسك بالاجنده و يخطفها من بين يديا ليس قراراً منه ليقرأ ما كتبت ولكن كان يريد ان يجامل بها أحد اصدقائه وكان لا يتبقي سوي هذه المفكره ، ظل يقلبها بين يديه يحاول قرأه اي شئ ولكن الحمدلله لا يستطع ان يفك طلاسم خطي وكانت هذه المره الوحيده التي أسعدت بأن خطي مستحيل القرأه لأنه لو كان يومها قرأ خواطري كنت بالتأكيد يومها كنت ذهبت إلى مستشفي المجانين او ذهبت الي القصر العيني الفرنساوي ، بعدها قرر ان يُقطع أول صفحتين بطريقه لا تبين ان هذه الأجندة مستعمله و يجامل بها صديقة وقتها ذهبت الأجندة مع الرياح هي و معها رغبتي في الكتابه او بالبوح بأفكاري لأن الأفكار التي من هذا النوع خطرا كثيرا ان تخرج من ذهنك واء بالكلام او حتي عن طريق كتابات ، ظللت ابكي يومها كثيرا الي أن غالبني النعاس ، لا أعلم علي ماذا كنت أبكي علي كتباتي أم علي خصوصيتي التي لم أحصل عليها يوما وحتي وقتي هذا ، لا أعلم لماذا حدث ذلك لي كل ما كنت افكر به وانا أتحدث مع ربنا (ليه يارب ده أنا حتي كتبت بسم الله الرحمن الرحيم في أول السطر). 

ظلت الأفكار تراودني كل ليله عن كيف أحصل علي الخصوصية المستحقة التي تجعلني أستطيع ان أمارس مواهبي التي أحب في الوقت الذي احب ، و مرت الأيام والسنين إلي الآن ولم أحصل علي شئ سوي سرير مؤقت و نصف دولاب مؤقت و كيمود صغير بجانب سريري يعتليه الكثير من الكتب المبعثره نصفها لي سريري و المقروء منها بداخل دولابي كل هذا بصفة مؤقته الي أن يأتي العريس ليأخذني ألي بيت أخر بالطريقة التقليديه والمعتاده في نظر أهلي و كان يوجد ايضا في دولابي بعض الرسومات التي أخشى ان أحد يرها ، نعم أخشى لأني بسن ال 18 رسمت قبلات واجساد عاريه رأتها والدتي وهي تبحث في اشيائي كالعاده حب استطلاع منها وعندما رأتها قالت لي حرام لم تقل عيب وقالت حرام ، ظلت الافكار تراودني ثانيه عن ماهيه الحرام والحلال و الخلق و دوامه تكثر دوائرها في ذهني وأظن أنها ستظل هكذا دائما في رحلة البحث عن الحقيقة .

علمت أنا وجيل كامل أن صنع الخصوصية بالخفاء دون افتعال مصارعات و مهاطرات مع الأهل أسهل بكثير لأن هذه هي حدود تفكيرهم هذا ما تربوا عليه من مسلسل ليالي الحلمية و النوم بالحاديه عشر و أين تذهب هذا المساء ، جيل كان اقصي طموحاته أسبوع بالإسكندرية في أجازة نصف العام و لديهم القدره علي أعاده الكره 25 عام علي التوالي دون تغير لانهم لم ولن يجدوا الأمان سوي بداخل قبعه الروتين اليومي والحياتي ، اذا تحدثنا أمامهم عن تجربه شئ جديد اذا انت تزعزع هذا الأمان حتي وإن أردت تغير هذا الروتين ، و إن أردت أن تحجب عنهم التحكم في مسارك بأن تستقل عنهم بطريقة أخري غير الزواج و تأسيس بيت ملما فعلوا قبلك  اذا مبروك اخذت لقب الأبن العاق ، من هنا أستطيع أن أخبركم أن بسم الله الرحمن الرحيم تغير وطن هو تغير فكر جيل كامل وعادات وتقاليد عاشت برتابه لسنين اذا أردت ان تثور لتبدأ ب بيتك وتغير نظام حياتك في العلن أمام والديك طاره بالنقاش وطاره بالأمر الواقع الي أن ينسوا مع الوقت الطفل الصغير ذو الخطوط المنعرجة أعلي صفحات كتاب ابيض لا يملؤه سوي الكلمات المتقطعه وأن تكون ناضج كفايه ومسئول عن أفعالك جميعا لأن فعل الإنسان بالحياة هي أثره الذي يتعقبه أجيال كامله  ، كُن انت النور الذي يسير علي

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك