عن مسلسل الجماعة 2

297

اثار الجزء الثانى من مسلسل الجماعة الذى يتناول قصة واحدة من اهم و اقدم لتنظيمات السياسية فى تاريخ المنطقة جدل واسع و تقييمات متناقضة 


ليس بوسعى تقديم نقد فنى لمسلسل فلست متخصص او معنى بذلك و ان كان انطباعى كمشاهد و متابع لدراما المصرية مقارنة بمستوى السوق و ما يقدم انى ارى ان العمل اكثر من جيد فكاتبه وحيد حامد احد اهم صناع الدراما و الانتاج السينمائى منذ ثمنينات القرن الماضى و متخصص فى نقد التيار الاسلام السياسى و احيانا لفساد سلطة السادات و مبارك و ان كان الكاتب الكبير له موقف خاص من ثورة يناير اختلف معه فى و هو و غيره من المبدعين حيث كانت معارضتم لحكم الاخوان المسلمين فيه انحياز واضح لمنافسيهم من المجلس العسكرى و اصاره و هو ما ساهم فى ان يكون لهؤلاءالمبدعين ادوات للتشهير  بيناير و ثورتها و ثوراها و لكنى كواحد من تيار يناير اعتاد ان يحكم بموضوعية حتى و لو على خصومه فان وحيد حامد مبدع حقيقى فى مجاله كما انه مكتشف لنجوم فى الاخراج و التمثيل و قدم لنجوم شباب فرص و ارى ان العديد منهم اثبت كفأة فى اداء ادوارهم و كذلك عدد من الفنانين المبدعين مثل عبد العزيز مخيون فى دور المستشار حسن الهضيبى على العموم فان لنقد الفنى مجاله


لكن جاء ردود الفعل السياسي على المسلسل عجيب جدا و هو كاشف لطريقة تفكير النخبة المصرية فى تقييم مواقف سياسية او مواقف من اعمال فكرية او فنية التى تبعد عن الموضوعية .


من ناحية رأى عدد من المتابعين ان المسلسل تم اعداده و كتابته فى جهاز امنى و الغرض منه تشويه الجمعة المدهش ان وجهة النظر لم تصدر من انصار الجماعة بل من سياسين تظاهروا ضد الجماعة و حاصروا مكتب ارشادها ورفضوا التفاوض معه و كانوا يروا الجماعة فاشية لا تقبل الحوار و تستخدم العنف و ان الجماعة تريد تطويع مؤسسات الدولة من جيش و شرطة و قضاء و انها تمارس العنف و عندما اثبت المسلسل بوقائع تاريخية و احداث معروفة بل و هم نفسهم كانوا ضحايا لها و قت حكم الجماعة الا انهم اكدوا و بمنتهى الاريحية ان المسلسل انحاز لوجهة نظر امنية اى ان الجماعة لم ترتكب النف و ان الجماعة لم تجيد ميكافليا منحطة فى مواقف تاريخية من الحركة الوطنية فى مصر فى مواجهة الوفد المصرى فى فترة او فى السبعينيات ضد قوى اليسار المصرى باتفاقات واضحة اعترف بها قياداتها لا اعرف اى مبرر من نخبة رأت و علمت و عايشت نهج الجماعة سوى محاولت شعور البعض منها بمنتهى الاسف و الالم بالدونية فى مواجهة الاخوان و كأنهم هم من شاركوا فى جرائم ضدها بالتأكيد تم ممارستها ضد الجماعة و انصارها فى فترات الاستبداد من انتهاك لحقوقهم فى الحياة و المحاكمات العادلة و المنصفة و التعذيب و هو ما انتقده اكثر من مرة قوى ليبرالية و يسارية و قومية و انصافا لحق فان المسلسل جاء بمشاهد تعذيب و انتهاكات منحطة ضد المستشار عبد القادر عودة و قيادات الجماعة فى السجن الحربى و فتح النار على متطاهريها فى 54 بل على العكس فقد قصر فى عدم ذكره لجريمة الاخوان فى مباركتها لجريمة اعدام خميس و البقرى


و بالتأكيد كان العمل اكثر انصافا من نهج الجزء الاول الذى كان مهمته غسل سمعة و تبييض و جه امن الدولة فى الفترة من 2005 ل 2010


بينما حملت وجهة نظر اخرى على النقيض تماما ان المسلسل و صناعه اخوان  وحيد حامد اخوان طب ده كلام و النبى و ان مهمة المسلسل تبرئة الاخوان و التعاطف معها و انها اتهمت ناصر و رفاقه فى الظباط الاحرار بالانتماء لجماعة فى فترة تاريخية و ان الجماعة كانت جزء من حركة يوليو و ان سيد قطب لم يكن من منظريها و هو امر اثبت التاريخ و المواقف صحتها و لا تحتاج لجدل و المؤسف انها حلقة شاهدها الجميع و تكررت فى 2011 بدون اى اضافة او ابداع انتهى بمشهد 30 يونيه و انصار هذا الراى اتعجب من قدرتهم على تصور ان الاجهزة الامنية فى مصر التى على عداء مع الجماعة و اممت الاعلام فى مصر و اعتذر صناع مسلسل اجتماعى على خطاء ان مطلع كوبرى مكتوب عليه انتقاد لرئيس الجمهورية تسمح باى حال من الاحوال بظهور مسلسل كتابه اخوان


جائت تلك الاراء كاشفة لواقع المجال السياسي فى مصر فقد يكون حكم النخبة على شخص او موقف متناقض لرجة تشعر انك تعييش فى مستشفى المجانين فعندما تطرح اسم شخص يرى البعض انه ثورى جدا و البعض الاخر انه عميل للاخوان و البعض يرى نفس الشخص عميل للاجهزة كم من المواقف و الاشخاص جاء الحكم عليها بطريقة جعلتنا نخسر كثيرا و بدون احكام موضوعية و فيها مسايرة لمناخ عام يجعلك تخضغ لابتزاز و تأخذ مواقف ترضى الناس و هى خطاء بمنطق الجمهور عايز كده


من ناحية اخرى لا يقبل اشخاص تنتمو لتيار ديمقراطى يطرح نفسه بديل عن الاستبداد الدينى و العسكرى الا انه يقع فى نفس اخطائهم من قابليته لنقد مجرد ان تنتقد مواقف سياسية او شخصية لتيار سياسيى او لسلوك بعض رموزه فانت خارج الملة و الفسطاط و يدافع انصاره التيار عن مواقف خاطئة  الملخص ان الجماعة كعمل ابداعى يحتاج لمناقشة موضوعية و يفتح الباب لفتح الباب لاجتهاد و اطلاع يجب ان يوصل ليس بمنطق فيلم عادل امام الشهير شريف خيرى المناضل شريف خيرى الخاين العميل


بالطبع العمل كان فيه حوارت سياسية ساذجة و تجنى على شخصيات بعينها و لكن هى محاولة جادة لتبسيط حقبة هامة فى التاريخ لمجتمع تغييب عنه القراءة لاسباب يطول شرحها نرجو ان نتعامل معه و مع غيره بموضوعية


تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك